الاحتجاجات الشبابية في المغرب تتوسع وسقوط قتيلين

مقتل شخصين وإصابة آخرين في المغرب إثر استخدام قوات الأمن أسلحة نارية في حادث يمثل تحولاً دامياً في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

0:00
  • الشرطة في المغرب تعتقل متظاهرين مناهضين للحكومة
    الشرطة في المغرب تعتقل متظاهرين في احتجاجات شبابية مناهضة للحكومة

أعلنت السلطات المحلية في المغرب، مساء الأربعاء، مقتل شخصين وإصابة آخرين برصاص القوى الأمنية في القليعة قرب أكادير ، في حادث يمثل تحولاً دامياً في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت في البداية تطالب بإصلاحات العدالة الاجتماعية.

وكانت الاحتجاجات قد انطلقت، يوم السبت، للمطالبة بتحسين التعليم والرعاية الصحية، ونُظمت عبر الإنترنت من قِبَل مجموعة شبابية تُطلق على نفسها اسم "جيل زد 212".

ووفق بيان السلطات المحلية، فإن "قوات الأمن اضطرت إلى استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن النفس بعد فشل الغاز المسيل للدموع في منع المجموعة من اقتحام منشأة قوات الأمن"، مشيرة إلى أن "المجموعة المسلحة بالسكاكين تمكنت من إشعال النار في جزء من المنشأة وفي سيارة، ما اضطر قوات الأمن إلى استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن النفس".

وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الداخلية إنها ستدعم الحق في الاحتجاج ضمن الحدود القانونية وتعهدت بالرد "بضبط النفس وتجنب الاستفزاز".

موجة غضب شبابية

وفي ليلة الأربعاء، امتدت أعمال العنف إلى مدينة سلا، بالقرب من العاصمة الرباط، حيث قامت مجموعات من الشباب في الأحياء المكتظة بالسكان بإلقاء الحجارة على الشرطة، ونهب المتاجر، وإشعال النار في البنوك، وإحراق سيارات الشرطة، وفقاً لشهود عيان بحسب ما نقلت عنهم "رويترز".

وفي طنجة عند مضيق جبل طارق، رشق شبان قوات الأمن بالحجارة. كما شهدت بلدات سوس الصغيرة قرب أكادير لليلة الثانية على التوالي أعمال شغب. وفي سيدي بيبي أيضاً أحرق شبان ملثمون مقر البلدية وأغلقوا طريقاً رئيسياً، وفقاً لسكان محليين.

وإلى الجنوب من أكادير في بيوغرا، تعرض أحد البنوك للنهب وتضررت المحال التجارية. وقد شهدت مدينة مراكش، المركز السياحي المغربي، اشتباكات عنيفة بعدما أحرق متظاهرون مركزاً للشرطة، بحسب وسائل إعلام محلية.

وكانت موجة الغضب الشبابي الأخيرة قد اندلعت بسبب احتجاجات سابقة في أكادير بسبب سوء حالة المستشفيات، والتي انتشرت بسرعة إلى مدن أخرى.

وفي تارودانت، وهي بلدة هادئة عادة شرقي أكادير، اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن وهاجموا المتاجر وأحرقوا السيارات. في المقابل، شهدت مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، ومدينتا وجدة وتازة في شرق البلاد، تظاهرات سلمية.

وطالب المتظاهرون هناك باستقالة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ورددوا شعارات مثل "الشعب يريد القضاء على الفساد".

وحتى الآن، تم احتجاز 409 أشخاص لدى الشرطة في أعقاب الاضطرابات، وسيواجه 193 شخصاً محاكمة بتهم تشمل الحرق العمد والنهب ومهاجمة قوات الأمن، وفقاً للمدعي العام.

يذكر أن معدل البطالة في المغرب يبلغ 12.8%، مع وصول البطالة بين الشباب إلى 35.8% و19% بين المتخرجين، بحسب الوكالة الوطنية للإحصاء.

وفي حين شهد المغرب احتجاجات سلمية متكررة بسبب تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، فإن اضطرابات هذا الأسبوع هي الأكثر عنفاً منذ تظاهرات 2016-2017 في منطقة الريف الشمالية.