سوريا: 14 قتيلاً في جرمانا والشيخ الهجري يحذر من الفتنة الطائفية

شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري يدين الاعتداء على المدنيين في جرمانا، داعياً إلى عدالة انتقالية حقيقية ومحاسبة المتورطين من دون انتقام وإلى نبذ الفتنة والتحريض الطائفي.

0:00
  • عناصر من الأمن السوري يجمعون قرب مدينة جرمانا في ريف دمشق على خلفية الاشتباكات التي شهدها المدينة
    عناصر من الأمن العام السوري يتجمعون قرب مدينة جرمانا في ريف دمشق على خلفية الاشتباكات التي شهدتها المدينة

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بمقتل 14 شخصاً في مدينة جرمانا بريف دمشق، بينهم 7 مدنيين من أبناء المدينة، و7 عناصر من القوات الرديفة للحكومة السورية، في حصيلة مرشحة للارتفاع نتيجة الإصابات الحرجة التي خلّفتها الاشتباكات.

ويسود هدوء حذر المدينة بعد ليلة من التوتر المسلح، على خلفية تسجيل صوتي منسوب إلى رجل دين درزي تضمّن إساءات دينية، أثار غضباً واسعاً وأعمال عنف متبادلة.

وفي هذا السياق، أدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، الاعتداءات على المدنيين في جرمانا، والتي تهدف إلى شق الصف.

وحذّر من الإساءة للمعتقدات، داعياً إلى "محاسبة المتورطين من دون انتقام جماعي، على اعتبار أن كل مخطئ يحاسب بشخصه بجريرة خطئه، ولا يمثل غيره أياً كان انتماؤه".

وتساءل الشيخ الهجري: "أين هو الأمن الذي وُعدنا به وسط استمرار التحريض الطائفي من دون محاسبة أو إدانة؟"، مشدداً على أن الصبغة التخوينية الجديدة لا أساس لها، مستهجناً طرحها في زمن نحتاج فيه إلى التعاون.

وقال الهجري  "ما زلنا تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء"، مشيراً إلى أن "شيئاً لم يُبنَ على مبادئ سليمة".

"لا للتهاون مع أي اعتداء على المقدسات"

بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الأوقاف السورية، أحمد الحلاق، عدم التهاون مع أي اعتداء على المقدسات، مشدداً على التزام الجميع بروح المسؤولية وصون السلم المجتمعي.

وأوضح أن الوزارة تتابع باهتمام قضية الإساءات الأخيرة للنبي الكريم والمقدسات، انطلاقاً من حرصها على حماية الرموز الدينية والهوية الوطنية، لافتاً إلى أنه تم التواصل مع النيابة العامة لتحريك الدعوى العامة استناداً إلى قانون العقوبات والمرسوم التشريعي الرقم 20 لعام 2022.

في السياق ذاته، دعت وزارة العدل المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش، مؤكدةً أنها لن تتهاون في ملاحقة الاعتداءات، خصوصاً تلك الموجهة إلى جناب الرسول الأعظم.

انتشار الأمن العام على مداخل ومخارج جرمانا

وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني للإعلام الرسمي السوري بانتشار حواجز الأمن العام على مداخل ومخارج مدينة جرمانا بريف دمشق لضبط الأمن، مع وصول تعزيزات من الجيش السوري وتحليق لطيران الاستطلاع، مؤكداً عدم وجود حضور أمني داخل جرمانا حتى هذه اللحظة.

وأشار المصدر إلى أن المجموعات المسلحة الموجودة داخل المدينة تمنع دخول المدنيين وتقطع الطرقات.

"تعهد بمحاسبة المتورطين وضمان الحقوق"

هذا وأفادت مصادر أهلية سورية بانعقاد اجتماع في مدينة جرمانا، ضم وفداً حكومياً وعدداً من مشايخ المدينة، على خلفية التوترات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ووفقاً للمصادر، أسفر الاجتماع عن اتفاق على مجموعة من البنود، أبرزها ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لعائلات الشبان الذين قضوا في الأحداث، إضافةً إلى التعهد بمحاسبة المتورطين في الهجوم وتقديمهم إلى القضاء وفق الأصول القانونية.

كما ناقش المجتمعون أهمية توضيح ملابسات ما جرى إعلامياً، والحد من التجييش بكل أشكاله، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، وفتح الطرقات بين دمشق والسويداء أمام حركة المدنيين بشكلٍ آمن ومنظّم.

وقالت مصادر محلية إنّه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء من جرمانا لاحتواء التوتر في المدينة ومتابعة مخرجات الاجتماع بين الوفد الرسمي ووجهاء ومشايخ المدينة.

وشهدت جرمانا اشتباكات جاءت على خلفية تداول تسجيل صوتي في منصات التواصل الاجتماعي يتضمن إساءات لمقام نبي الإسلام محمد (ص)، نُسبت إلى رجل دين من الطائفة الدرزية، الأمر الذي يدينه القانون.

وأدت هذه الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات لمسلحين من خارج المنطقة ينتمون للقوات الرديفة للحكومة والبعض الآخر من أبناء المنطقة إلى سقوط قتلى ومصابين من كلا الطرفين، وأعادت التوترات الحاصلة منذ يوم أمس المخاوف من حدوث مجازر بحق الطائفة الدرزية، على غرار المجازر التي نُفذت في الساحل السوري الشهر الفائت.

اقرأ أيضاً: تصاعد التوتر في جرمانا ومشيخة عقل الدروز تنبذ الفتنة وتدين الإساءة للرسول الأكرم

اخترنا لك