جهات روحية في سوريا تدين المجازر في الساحل: لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب السوري

البطاركة في سوريا، ورئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت، والرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، يشجبون المجازر في الساحل السوري، ويؤكدون ضرورة الحوار بين السوريين.

0:00
  • قوات أمنية سورية تدخل إلى بانياس (أ ف ب)
    قوات أمنية سورية تدخل بانياس، التابعة لمحافظة طرطوس (أ ف ب)

أصدر بطاركة الروم الأرثوذكس والسريان الأرثوذكس والروم الكاثوليك في سوريا بياناً مشتركاً، استنكروا فيه المجازر التي تستهدف المدنيين الأبرياء في الساحل السوري، مؤكدين ضرورة "وضع حدّ لهذه الأعمال المروّعة".

وأعرب بيان البطاركة في سوريا، السبت، عن إدانة الكنائس المسيحية أيَّ اعتداءٍ يمسّ السلم الأهلي، ورفض أي محاولة لتقسيم سوريا.

وناشدت الكنائس جميع الجهات المعنية في سوريا "تحمّل مسؤولياتها في إيقاف دوامة العنف، والسعي لحلول سلمية، تحفظ كرامة الإنسان وتصون وحدة الوطن".

ودعت إلى "الإسراع في توفير الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري، والعمل على تأمين مناخ يسمح بالانتقال إلى دولة تحترم جميع مواطنيها، وتؤسس مجتمعاً قائماً على المواطنة المتساوية، والشراكة الحقيقية، بعيداً من الانتقام والإقصاء".

رئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت: للذهاب إلى حوار جاد

في السياق نفسه، أصدر رئيس "الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع أهل البيت في سوريا"، السيد عبد الله نظام، بياناً حثّ فيه "الجميع على إيقاف العنف والذهاب إلى حوار حقيقي جاد، يرسم وجه سوريا، الذي ترتضيه أغلبية أبنائها، اجتماعياً وسياسياً".

وأضاف السيد نظام أن وجه سوريا، اجتماعياً وسياسياً، يجب أن "يراعي خصوصيات سائر أطيافها"، متابعاً أن "لا عدوان على أحد في نفسه وماله من جراء فكره وعقيدته، ولا عدوان على أحد من جراء شائعة مغرضة وتهمة باطلة".

وحثّ السيد نظام على "عدم الانجرار وراء الدعوات إلى الأعمال المسلحة والاعتداء على الدولة"، داعياً إلى "إقامة حوار جاد، مع نخب حقيقية تمثّل أطياف المجتمع السوري بضمائر حية ووعي صادق لمصلحة شعبنا وبلدنا".

وحذّر السيد نظام من أنّ "الدم لا يمنع الدم، والعنف لا يوقف العنف"، ومن أنّ "دوامة العنف، التي تعصف بالبلاد، والشعارات الطائفية، لن يجني أحد منها خيراً".

وأشار إلى أطماع الاحتلال الإسرائيلي، وادعائه حماية طيف من أطياف المجتمع السوري (أي الدروز)، محذراً أيضاً من أنّ هذا الأمر "يُنذر بالتقسيم الذي يمكن أن يتدحرج إلى أطياف أخرى، استغلالاً لحالة الانقسام والشحن الطائفيين".

الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز: للمحاسبة عبر القانون لا العنف

بدوره، دعا الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، إلى وقف العمليات العسكرية في الساحل السوري، معربًا عن رفضه "القتل الممنهج".

وحذّر الشيخ الهجري من أنّ "النيران، التي تشتعل تحت شعارات طائفية، ستُحرق كل سوريا وأهلها"، داعياً "العقلاء من كل الأطراف إلى التدخّل لحقن الدماء فوراً، وتجنّب انزلاق البلاد إلى هاوية لا تُحمد عقباها".

وتابع: "ليكن الخلاف عبر طاولات الحوار، لا ساحات القتال وقتل الأبرياء".

وأكد الشيخ الهجري، في بيان السبت، ضرورة "وقف إطلاق النار ووقف الاقتتال"، داعياً أيضاً "كل القيادات المختصة، وكل الجهات المحلية والدولية المختصة والأمم المتحدة، إلى أخذ دورها في فضّ الاشتباكات، ووقف القتل والموت ونشر السلام بصورة فورية وعاجلة".

وناشد الجميع "الاحتكام إلى القانون والأصول والأعراف الدولية، التي تمنع قتل الأبرياء والمدنيين"، مشدداً على محاسبة المذنبين "تحت مظلة القانون والقضاء والعدل، بعيداً عن لغة العنف والانتقام".

وأضاف: "نضع المسؤولية أمام الدول الضامنة لكل الأطراف، وأن تتخذ إجراءاتها الفورية، عبر كل الوسائل، لوقف هذه المأساة فوراً".

اقرأ أيضاً: سوريا: عشرات الشهداء في مجازر جديدة في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة

اخترنا لك