المرشح للرئاسة التونسية زهير المغزاوي في حوار مع الميادين.. ماذا في برنامجه الانتخابي؟

المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس، زهير المغزاوي، يتحدّث، في حوار خاص بالميادين، عن حيثيات ترشحه وخلفياته، مدعوماً من حركة الشعب، ويتطرق إلى أوضاع الداخل التونسي في الآونة الأخيرة، مفصّلاً برنامجه الانتخابي.

  • المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس زهير المغزاوي في حوار خاص مع الميادين
    المرشح للانتخابات الرئاسية في تونس زهير المغزاوي في حوار خاص بالميادين

تحدّث المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية في تونس، زهير المغزاوي، في حوار خاص بالميادين، عن حيثيات ترشحه للسباق الرئاسي، وخلفيات دعمه من حركة الشعب، متطرقاً إلى أوضاع الداخل التونسي في الآونة الأخيرة في عهد الرئيس المنتهية ولايته، قيس سعيد، ومتعهداً للشعب تحقيق عدّة أمور، في حال فوزه في الاستحقاق الانتخابي. 

وفي التفاصيل، قال المغزاوي للميادين، فيما يخصّ قرار ترشحه، إنّ "حركة الشعب كانت داعمة لمسار الانتخابات. فمنذ عامين تقريباً، والرئيس سعيّد لا يفعل شيئاً سوى إطلاق الشعارات، وسوى الحديث عن الصواريخ التي في منصاتها". 

ما سبب الابتعاد عن مسار الـ25 من تموز/يوليو؟ 

وأوضح أنّ "حركة الشعب دعمت سعيّد في البداية إلى حدّ ما"، مشيراً إلى أنّ هذا الدعم كان يبرره أنّه كان هنالك "نظام سياسي في تونس يمنح صلاحيات صغيرة جداً لرئيس الجمهورية، بينما كانت البلاد في حالة من الفوضى والعبث، والتراجع في جميع المستويات، وزادت في ذلك أزمة كورونا، وما خلّفته من أوضاع مأسَوية عاشها التونسيون".

وأضاف المغزاوي للميادين أنّ "لحظة الـ25 من تموز/يوليو، والتي أعلن فيها سعيّد توليه السلطة التنفيذية، هي لحظة لم يصنعها الرئيس وحده، بل أيضاً قوى شبابية، وقوى حزبية، كونها فرصة للخروج من الوضع الذي عاشته البلاد طوال الأعوام الماضية". 

وأضاف: "لكن، بعد ذلك تساءلنا وتساءل الجميع عما هو المطلوب؟ وماذا ينتظر الشعب من الـ25 من تموز/يوليو؟، لنكتشف فيما بعد أنّ الـ25 من تموز/يوليو كان هدفه تكريس إرادة الحكم الفردي بدلاً من تكريس 4 إرادات، هي إرادة كل من الشعب والنخب السياسية والدولة التونسية ورئيسها، مجتمعة". 

وأشار المغزاوي إلى أنّ "الأوضاع ازدادت تراجعاً على مستوى الأوضاع المعيشية، بحيث تراجعت نسبة النمو، وازدادت نِسَب البطالة والتضخم، وفقد التونسيون والتونسيات المواد الأساسية من الأسواق في أزمة متواصلة حتى الآن". 

أمّا على مستوى الخطاب السيادي، والذي "يتحدث عن السيادة الوطنية وأنّ التطبيع خيانة عظمى، فتبيّن، بحسب المغزاوي، أنّه "خطاب خاوٍ، إذ اتّضح أنّ هنالك اتّفاقيات مجهولة، حتى الآن للتونسيين والتونسيات، أجراها سعيّد مع الطرف الأوروبي، وبصورة خاصة مع الإيطاليين".

وأضاف المغزاوي: "نحن نرى أنّ هذه الاتّفاقيات حوّلت تونس إلى حارس للحدود الشمالية لأوروبا".

وأكّد، عبر شاشة الميادين، أنّ "قرار الابتعاد عن مسار الـ25 من تموز/يوليو كان سببه النتائج التي أفضت عنه، ولم يكن بشأن قضية الحكم ومَن يحكم، كما يروّج أنصار سعيّد"، مضيفاً أنّ "الخلاف كان بشأن تقويم محصّلة ثلاثة أعوام، شهدت انتخابات ودستوراً جديداً". 

وبيّن المغزاوي للميادين أنّ هذه المحصلة، بالنسبة إلى حركة الشعب، كانت أنّ "الدستور الجديد كرّس سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية"، مضيفاً: "أنا أتقدّم إلى هذه الانتخابات لأنّني لا أقبل أن أكون رئيس جهورية ولا أُحاسَب، ولا أقبل أن أكون رئيس جمهورية ولي تلك الصلاحيات".

وبناءً على ذلك، أضاف المرشّح التونسي للرئاسة: "نحن اليوم نتقدّم إلى هذه الانتخابات لنقول لشعبنا: نعم، كنّا مع هذه اللحظة اعتقاداً منا أنّه يمكن أن تُخرج البلاد من الأوضاع المعيشية الصعبة، وفي هذا نشترك مع الأغلبية الساحقة من التونسيين والتونسيات الذين انفضّوا من حول الرئيس المنتهية ولايته اليوم، لأنّه لم يستطع تحقيق أي شيء من انتظاراتهم". 

وتوجّه المغزاوي إلى التونسيين والتونسيات  بالقول: "نحن نتقدّم إلى الانتخابات لأنّنا نعتقد أنّ هذه البلاد تستحق أكثر ممّا هي فيه، ونعتقد أنّ هنالك تجربة فاشلة بمعنى الكلمة في جميع المستويات". وعليه، "نقدّم أنفسنا اليوم إلى التونسيين والتونسيات بديلاً من أجل إعادة الأمل، والدفاع عن الديمقراطية والحرية، والاعتناء بالفئات الهشّة".

"لسنا أمام انتخابات عادية"

ورداً على تعرّضه لحملات التشهير التي وصلت إلى حد تكفيره، قال المغزاوي للميادين إنّ الكل في تونس يعلم بأنّ "هذه الانتخابات لا تجري في ظروف عادية"، وإنّه "كانت هنالك إرادة حقيقية للاستفراد بهذه الانتخابات، والذهاب بها نحو فوز جديد للرئيس المنتهية ولايته"، مشيراً إلى أنّ الهيئة، التي تُشرف على الانتخابات، عيّنها سعيّد الذي هو منافس من المنافسين اليوم".

وبشأن شروط الترشح والتضييقات التي تعرضت لها الحملة الانتخابية، قال المغزاوي: "تعرّضنا لتضييقات حقيقة حينما كنّا نجمع التزكيات، ولحملات تكفير في الفضاء الافتراضي، ولخطابات تشهير يومية وصفحات مموّلة، وهي تنشط في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وقال إنّ "الإعلاميين بدأوا يخافون حتى من استضافتنا في الإذاعات والتلفزات لأنّ المرسوم الـ54 سيف مصلَت اليوم على كل الإعلاميين والإعلاميات"، لكنّنا "مؤمنون إيماناً قاطعاً بأن شعبنا سيخرج، يوم الـ6 من تشرين الأول/أكتوبر في طوفان انتخابي تونسي، لأنّ لا مجال لنا اليوم إلاّ بالتغيير بصندوق الاقتراع". 

ورداً على سؤال الميادين عمّا إذا كان مرشّحاً بتمويل عمومي، شدّد المغزاوي على أنّه "مرشح من دون تمويل عمومي"، مردفاً: "نحن فقراء وليس لدينا أموال، وسنقوم بهذه الحملة بأنصارنا وبمناضلينا ومناضلاتنا".

"السباق لم يُحسَم بعد"

وفي السياق، أكّد المغزاوي الاستعداد للمناظرة بين المرشحين الثلاثة، فـ"المناظرة أولاً تقليد ديمقراطي، وفرصة ليرى التونسيون ما هي تصوراتنا، ما هي رؤانا، ما هي برامجنا".  

وأعرب عن اعتقاده أنّ  "هنالك محاولة اليوم لإيهام الشعب بأنّ هذا السباق حُسم"، لكنّه أكّد للتونسيين أنّ "هذا السباق لم يُحسَم بعد". 

ما البرنامج الانتخابي المطروح؟ 

وبشأن برنامجه الانتخابي، كشف المغزاوي للميادين أنّه يتقدم اليوم إلى هذه الانتخابات لأنّه "لم يتحقق شيء للتونسيين، لا من الحرية ولا من الكرامة، ولا من الشعارات التي كانت عنوان الثورة التونسية". 

وأضاف للميادين: "لن نقبل أن تكون سلطات رئيس الجمهورية مطلقة وغير خاضعة لأي رقابة وأيّ محاسبة، كما جاء في هذا الدستور"، و"سنضمن الحقوق والحريات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للتونسيين والتونسيات". 

وتابع: "نحن سنقدّم إلى التونسيين برنامجاً لمحاربة الفقر، ولنا رؤية كاملة بشأن إمكان محاربته، ورؤية كاملة في الصناعة، وفي موضوع الشباب، بحيث يجب أن تخرج تونس وتتحول من تونس الورقية إلى تونس الذكية". 

وقال: "سنركّز، في مؤسسة رئاسة الجمهورية، على  المجلس العلمي، الذي سيستفيد من كل الكفاءات العلمية التونسية الموجودة خارج البلاد"، فـ"كل الشعوب تقدّمت عبر العلم، لذلك سيكون عملنا أقلّ ما يمكن من السياسة، وأكثر ما يمكن من العلم". 

وأضاف: "انتقلنا اليوم من مرحلة هجرة اليد العاملة البسيطة، كما حدث في السبعينيّات والستينيّات إلى أوروبا، إلى هجرة الأدمغة"، في حين أنّ "ثروة تونس الحقيقية هي الشباب، وهي هذه الأدمغة". 

وضمن الوعود الانتخابية للمغزاوي، "عدم ترك الثروة التونسية في أيدي قلّة قليلة من التونسيين"، بعد أن "همّشت المنظومة، التي حكمت البلاد، هؤلاء الفلاحين"، مؤكداً أن "سياستنا هي الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي الغذائي، واللذان نعتقد أنهما مهمان جداً". 

وشدّد المغزاوي على أنّ هذا الأمر لا يمكن أن يتمّ إلا بالاعتناء بشؤون "القطاع الفلاحي، وقطاع النسيج، وقطاع الصناعة"، مشيراً إلى أنّها  "قطاعات استراتيجية تحتاج إلى رؤية وتخطيط، والبدء بالعمل والإنجاز مباشرة، وتحتاج إلى القضاء على البيروقراطية".  

وفي هذا الإطار، أكّد المغزاوي للميادين أنّ "هناك عدداً من الإصلاحات المطلوبة، في حين أنّ المشكلة تكمن في عدم تقديم تصورات بشأن هذه الإصلاحات، ولا حتى إرادة سياسية للبدء بشأنها". 

ماذا عن ملف السياسة الخارجية لتونس؟ 

أمّا بشأن ملف العلاقات الخارجية، فسيكون عنوانه الأساسي، وفق المغزاوي، "مصلحة تونس، فمصلحة البلاد فوق كل اعتبار". 

وأعرب عن اعتقاده أنّ "تونس تتطلّع إلى إقامة علاقات جديدة بدول صاعدة اليوم في العالم، مثل الصين"، مضيفاً: "نريد أن تكون علاقاتنا بالأوروبيين ندّية ومتكافئة، أي أن تكون علاقات قائمة على المصلحة المشتركة لبلداننا، وليس علاقات قائمة على الهيمنة والإملاءات". 

وأوضح أنه "سيجري البحث مع كل شريك يمكن أن يساعد تونس من دون أن يهيمن عليها، أو يملي شروطه، بحيث ستكون علاقة مبنية على المصالح المشتركة، التي تستفيد منها تونس وهؤلاء الشركاء".

تحية إلى الشعب الفلسطيني

وبالحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وجّه المغزاوي التحية إلى الشعب الفلسطيني، قائلاً: "إنّه شعب يقاتل ويقاوم، بصورة أسطورية، الكيانَ الصهيوني المدعوم من كلّ القوى الاستعمارية والأساطيل، منذ عام تقريباً، ويُلحق الهزائم به".

وأضاف أنّ "ذكرى طوفان الأقصى أحدثت زلزالاً ليس داخل فلسطين المحتلة فحسب، بل في الوطن العربي، وفي العالم الإسلامي، وفي كل العالم". 

ووجّه المغزاوي التحية إلى الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربية، "الذي ينتفض ويقدّم الشهداء يوماً بعد يوم"، كما وجّه التحية إلى كلّ محور المقاومة في لبنان واليمن وفي العراق، والذي يواجه هذا الكيان. 

ورأى المرشّح التونسي أنّ "معركة تحرير فلسطين هي معركة كلّ الأمّة، وهي معركة كلّ الإنسانية التقدّمية، وهي معركة كلّ المسلمين". 

وتوجّه إلى الحكّام العرب بالقول: "إنّ هؤلاء الفتية داخل غزة تمكّنوا من إذلال هذا الكيان بإمكانات بسيطة وبالإرادة".

ماذا تعهّد المغزاوي للشعب التونسي؟ 

وختم المغزاوي حديثه إلى الميادين بالتأكيد أنّ "قضية رئاسة الجمهورية، بالنسبة إليه، ليست قضية شخصية، بل هي لخدمة الشعب التونسي". 

وتعهّد للتونسيين، عبر شاشة الميادين، "ألّا يُظلَم أحد في تونس ما لم يرتكب أخطاء، وأن تكون هذه الدولة ديمقراطية ومدنية واجتماعية حقيقية". 

كما تعهّد للتونسيين "ألّا تبقى ثروة البلد في أيدي قلّة قليلة، بينما يعيش 90% من الشعب تحت خط الفقر". 

تعهّد المغزاوي أيضاً أنّه "سيتمّ إيجاد خطط لتونس في أفق عام 2050، على المستويين الاقتصادي والفلاحي، وعلى مستوى الصناعة والتعليم، وعلى مستوى الشباب، بحيث سننطلق في العمل والإنجاز حتى نصل إلى تونس التي نحلم بها جميعاً". 

اقرأ أيضاً: ملامح معركة الانتخابات الرئاسية في تونس

اخترنا لك