النقب: حكاية صمود ومقاومة... عبر "كلوب هاوس" الميادين

محاولات الاحتلال لضمّ الأراضي الفلسطينية و"تهويدها" وتهجير أهلها، ومنها منطقة النقب... باءت بالفشل على مدى عقود، فبذرة الرفض الفلسطينية الكامنة تحولت إلى "مقاومة" على مدى الأيام... وها هو "كلوب هاوس" الميادين يتناول هذا الملف التاريخي المهم.

  • النقب: حكاية صمود ومقاومة... عبر
    النقب: حكاية صمود ومقاومة... عبر "كلوب هاوس" الميادين

تجدّدت اعتداءات الاحتلال باعتقاله أربعة شبان، في النقب المحتل، ليرتفع عدد المعتقلين إلى 20.

وكانت جرّافات الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت أراضي قرية سعوة، ونفّذت عمليات تجريف تمهيداً للاستيلاء عليها، بعد تصدّي الفلسطينيين.

فيما أعلن الوزير مئير كوهين، المسؤول عن الاستيطان في النقب، "وقف أعمال التشجير".

بالتزامن، واصل الفلسطينيون، يوم أمس، احتجاجاتهم ضد هجمة الاحتلال على أراضيهم في النقب، والدعوات مستمرة إلى التظاهر والمشاركة في الإضراب العام.

الأعسم:  إعداد لتظاهرة يوم غد ضد المشروع الذي تقوده سلطات الاحتلال في النقب

 وعلّقت الصحافيّة صبرين الأعسم عبر حلقة لـ ClubHouse الميادين، أمس الأربعاء، عن التطورات في النقب، وقالت إنّ "الوضع في النقب تراكمي وليس وليد اللحظة"، مضيفةً أنّ "النقب تشكّل نصف مساحة فلسطين التاريخيّة، ونحن ندافع عنها بأبسط السبل المتوافرة".

وأضافت الأعسم "نحن مجبرون على حمل الهويّة التي تفرضها علينا سلطات الاحتلال لتفادي ترحيلنا من أراضينا"، موضحةً أنّه "حملنا الهويّة التي لا نرغب بها لكي نستطيع البقاء في أراضينا والدفاع عنها".

وتابعت: "تمّ اعتقال نحو 40 فلسطينيّاً في النقب في الأيام الثلاثة الماضية"، مضيفةً أنّه "لن يردع الخوف أهالي النقب وسيستمرّون في دفاعهم عن أرضهم".

وأشارت الصحافيّة إلى أنّ "أهل النقب حاولوا إثبات ملكيّتهم للأراضي، لكن هذا لم ينفع في المحاكم الإسرائيليّة.
سلطات الاحتلال تحوّل ملكيّة الأهالي لأراضيهم إلى إقامات وبشروط إسرائيليّة"، مضيفةً أنّ "الاحتلال يقضم أجزاءً من مساحات كبيرة من القرى، ويُبقي على مساحات صغيرة ليركّز فيها الأهالي الأصليين".

الأعسم لفتت في  ClubHouse الميادين إلى أنّ "المشروع الإسرائيلي لمصنع فوسفات في النقب سيهدّد حياة الكثير من الفلسطينيين هناك"، كاشفةً أنّ "هناك إعداداً لتظاهرة يوم غد ضد المشروع الذي تقوده سلطات الاحتلال في النقب".

وأضافت: "تطوّع عدد من المحامين للمرافعة عن المعتقلين القاصرين في سجون الاحتلال"، معتبرةً أنّ "مصادرة المواشي والإبل  هي للضغط على الناس لإجبارهم على ترك أراضيهم".

وعن عمليّة التجريف وهدم البيوت المتكررة، قالت إنّها "لإنهاء وجود الناس في القرى في النقب"، مشيرةً إلى أنّه "رغم تجريف سلطات الاحتلال ما يقارب 2500 منزل في قرى النقب، لم يترك السكّان أراضيهم".

وتابعت:  إنّ "مشاريع الطاقة الشمسيّة لتوليد الكهرباء في النقب منتشرة على مساحات شاسعة ،ومع ذلك كثير من القرى لا يملك خطاً كهربائياً واحداً"، مؤكدةً أنّ "أهالي النقب لن يحصلوا على حقوقهم إلا بالصمود".

وختمت عبر الميادين بالقول "نعوّل على الصحافيين ورؤساء المجالس المحليّة للمطالبة بانتزاع حقوقنا من سلطات الاحتلال".

صبّاغ للميادين: يجب أن ننظّم أنفسنا لنصل إلى الرأي العام الدولي

بدوره، الخبير في الشؤون الإسرائيليّة أليف صبّاغ أكد لـ ClubHouse الميادين أنّ "الخطوة الأولى التي يريد تحقيقها الاحتلال هي تجميع أهالي النقب على أصغر مساحة أرض".

وأضاف صبّاغ أنّ "تحويل النقب لقواعد عسكريّة هو لخدمة المشاريع الإسرائيليّة والأميركية في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّ "موقع النقب جنوبي فلسطين يمثّل موقعاً استراتيجياً مهماً للإدارة الأميركيّة وسلطات الاحتلال".

وكشف الخبير في الشؤون الإسرائيلية  أنّ "النقب تختزن ثروة مائيّة تقدّر بـ 11 مليار متر مكعّب"، لافتاً إلى أنّ "الاحتلال يسعى إلى خلق مزارع في النقب اعتماداً على ثروتها المائيّة".

وتابع: أنّ "أرض النقب تختزن العشرات من الرؤوس النووية"، مضيفاً أنّ "القرى التي تمّ الاعتراف بها من سلطات الاحتلال لا تتجاوز نسبتها 2% من عدد القرى".

وأكد صبّاغ أنّ "سلطات الاحتلال تضغط على الأهالي عن طريق الابتزاز، فهي تشترط عليهم لتعترف بقراهم، أن يتنازلوا عن مساحات شاسعة منها"، مضيفاً أنّه "تمّ الاعتراف بـ 11 مستوطنة دفعة واحدة في النقب، وأبقي على السكان الأصليين فيها كعمّال أو خدم هناك".

وتساءل صبّاغ "لماذا يصح للمستوطن استخدام أراضي النقب للزراعة والرعي، ويُمنع صاحب الأرض من استخدامها للهدف نفسه وتطوير تلك المنطقة؟".

وأكد أنّه "إذا استمر الوضع في النقب على ما هو عليه، فسنصل بعد أقل من 10 سنوات إلى حالة يرثى لها"، مشدّداً على أنّه "يجب تنظيم الناس في تظاهرات موجّهة ومدروسة، وهذا يقع على عاتق الكتل السياسيّة والأحزاب".

وأوضح الصباغ أنّ "المطلوب إنشاء غرفة إعلام باللغات الثلاث على الأقل، للترويج لقضيّة النقب ورفعها إلى الساحة الدولية"، مؤكداً أنّه "يجب التعاطي مع الإعلام الإسرائيلي على أساس أنه شريك الاحتلال في جريمته في حق أهل النقب".

وأضاف: "يجب التعاطي مع الإسرائيلي باللغة التي يفهمها"، مشدّداً على أنّه "يجب أن ننظم أنفسنا في النقب وخارجها لنصل إلى الرأي العام الدولي".

الخبير في الشؤون الإسرائيليّة أكد أنّه "يجب أن لا نقبل بالوعود، بل بقرارات مكتوبة بالتراجع عمّا يقوم به الاحتلال"، مضيفاً أنّه "يجب أن نطوّر أراضينا في النقب، ومن يعتقد أن "إسرائيل" تريد مساعدتنا وتطويرنا عليه أن يعلم أنها تريد تدميرنا

بدوره، الناشط محمد شكري قال لـ ClubHouse الميادين إنّ "الحجر في عكا يوازي صاروخاً في غزّة"، مضيفاً أنّه إن "كنا رأينا صواريخ المقاومة التي ضربت "تل أبيب" بعين، فنحن كنا نرى انتفاضة بئر السبع بـ 100 عين".

وأكد شكري "الاستمرار في الدعم الإعلامي للانتفاضة في النقب".

أبو نصّار للميادين: الاحتلال يحاول سلب هويّة أهالي النقب

بدوره، قال الإعلامي ناصر أبو نصّار لـ ClubHouse الميادين إنّ "ما نراه في النقب هو استكمال لمشروع تطهير الأرض من سكّانها الأصليين"، مشيراً إلى أنّ الرواية الإسرائيليّة تحاول إقناع العالم بأن البدو في النقب هم "رُحَّل" ولا علاقة أصيلة بينهم وبين الأرض، وأن سلطات الاحتلال تحاول "تمدينهم".

وأضاف أبو نصّار أنّ "الاحتلال يحاول سلب هويّة أهالي النقب"، لافتاً إلى أنّ "أكثر من ثلث سكّان فلسطين هم من العرب البدو".

أمّا الناشطة ليال بشارة فقالت لـ ClubHouse الميادين إنّ "القرى التي لا تعترف بها سلطات الاحتلال في النقب تعاني من النقص في التيار الكهربائي وسوء إمدادات الصرف الصحي وإهمال ونقص في حاجات أساسيّة عديدة".

بدورها، الناشطة ميساء قاضي أكدت أنّه "لا تعويل على المحاكم الصهيونية"، مطالبةً "بتحرّك شعبي، كما حصل في الشيخ جرّاح".

أمّا  الناشط حمزة زبيدات فعلّق عبر تطبيق الـ ClubHouse الميادين، وقال إنّ "ما يحدث في النقب اليوم هو تجميع الفلسطينيين في الجنوب في كانتونات تحت شعار الحداثة"، لافتاً إلى أنّ "أهالي النقب كانوا وما زالوا يناضلون ويقاومون الاحتلال منذ بداياته حتى هذه اللحظة، رغم بُعدهم عن الإعلام".

اخترنا لك