بزشكيان في العراق في أولى زياراته الخارجية منذ توليه منصبه.. ماذا في الأبعاد؟

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في العراق.. ماذا يتضمن جدول أعمال أول زيارة خارجية للرئيس الإيراني من محطات؟

0:00
  • من مراسم استقبال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مطار بغداد الدولي بحضور رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني (وسائل إعلام عراقية)
    من مراسم استقبال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بحضور رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني (وسائل إعلام عراقية)

وصل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى مطار بغداد الدولي، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً في تموز/يوليو الماضي.

وكانت مصادر خاصة للميادين قد كشفت في 25 آب/أغسطس الماضي بأنّ بزشكيان سيزور العراق في أول زيارةٍ سيجريها إلى خارج البلاد، بعد توليه منصب الرئاسة، مشيرةً إلى أنّ الزيارة تأتي تلبيةً لدعوة نظيره العراقي، عبد اللطيف رشيد، وقبل زيارته المُقرّرة إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

واستهل الرئيس الإيراني زيارته بوضع إكليلٍ من الزهور عند مكان استشهاد القائدَين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس عند مدخل مطار بغداد الدولي.

وقبل زيارته، أكد بزشكيان في حديثٍ لوسائل إعلام رسمية إيرانية، على الروابط الوثيقة التي تجمع بين العراق وإيران منذ القدم، كدولتين جارتَين وصديقتَين تربطهما علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية، وأضاف "من الطبيعي أن يكون سفري الأول خارج البلاد إلى العراق، استكمالاً للسياسات العامّة في البلاد والتي أكدت عليها القيادات سابقاً بخصوص تعزيز العلاقات مع دول الجوار".

وأكد بزشكيان أنّ الزيارة ستشهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.

بدوره، كشف السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، أنّ الزيارة التي تستمر یومین تشمل مدینتَي بغداد والبصرة وإقلیم کردستان، بالإضافة إلى زيارة العتبات المقدّسة، وأنها تهدف إلی تطویر العلاقات السیاسیة والثقافیة والاقتصادية والأمنية بین البلدین.

وأوضح آل صادق في حديثٍ لوسائل إعلام إيرانية، أنه "خلال الزیارة سیجري البحث في القضایا الثنائية والتعاون الإقلیمي والدولي وآخر التطورات في منطقة غربي آسیا".

وأشار إلى أنّه بالإضافة إلى لقاء بزشكيان للسوداني والرئیس العراقي عبد اللطیف رشید فإنه "ستُعقد جلسة عمل بین وفدَین إيراني وعراقي برئاسة بزشکیان والسوداني".

وأكد آل صادق أنه "سیتم إبرام مذکرات تفاهم للتعاون بین البلدین في المجالات السیاسیة والإقتصادیة والتجاریة والأمنية والزراعیة والفنیة والریاضیة بالإضافة إلی مجالي البرید والاتصالات"، مضيفاً أنّ بزشکیان "سیزور محافظة البصرة باعتبارها عاصمة اقتصادیة للعراق، وقد تبدأ عدة مشاریع إقتصادیة خلال زیارته إلی البصرة".

ولفت القنصل الإيراني في البصرة، علي عابدي، إلى أنّ زيارة بزشكيان إلى البصرة ستكون الأولى على مستوى الرئاسة الإيرانية للمحافظة منذ 100 سنة.

دلالات وأبعاد الزيارة

رئيس مركز "أفق" للتحليل السياسي في بغداد، جمعة العطواني، رأى في حديث مع الميادين، أن الملف الأمني سيكون حاضراً بقوة أثناء الزيارة، مذكّراً باتخاذ جماعات إرهابية مدعوة من الولايات المتحدة و"إسرائيل"، من الأراضي العراقية  المحاذية لإيران، منطلقاً للاعتداء على الأخيرة، فضلاً عن إمكانية الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية مشتركة تتولى ضبط الحدود ومكافحة تهريب المخدرات والبضائع من قبل جماعات موجودة في كردستان.

وأشار العطواني إلى ملفات أخرى اقتصادية مثل التبادل التجاري في ظل الضغط الأميركي على العراق بعدم التعاون التجاري بالدولار مع الجانب الإيراني، متحدثاً عن حلول جرى الاتفاق عليها أثناء زيارة الرئيس السابق الشهيد إبراهيم رئيسي، مثل تبادل السلع، او اعتماد العملة المحلية، وهو ما يمكن إعادة طرحه اليوم.

وأكد العطواني موقف العراق الداعم والمؤيد للشعب الفلسطيني والمدين للإبادة الجماعية في قطاع غزة، معتبراً أن بإمكان العراق استثمار علاقاته الإيجابية مع الولايات المتحدة ودول أوروبا من جهة، ومع إيران ودول محور المقاومة من جهة ثانية، ليكون وسيطاً لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ورأى العطواني أنّ الزيارة تعبّر عن تطابق في وجهات النظر في ما يتعلق بكل الملفات العالقة في المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلق بقضية "طوفان الأقصى"، مشيراً إلى أنّ المشتركات التي تجمع بين العراق وإيران قد تؤدّي إلى تبلور موقف عربي وإسلامي موحّد بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً: صياغة مستقبل مشترك: زيارة بزشكيان للعراق وإعادة تعريف السياسة الإقليمية

اخترنا لك