بعد نيجيريا وبنين.. الجزائر تبحث مع غانا سبل توحيد الجهود لإيجاد حل سلمي في النيجر

وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف يختتم جولته الأفريقية في غانا، حيث بحث مع رئيس الجمهورية نانا أكوفو أدو آفاق تكثيف الجهود وتوحيدها لترقية أسس حل سلمي في النيجر.

  • رئيس جمهورية غانا نانا أكوفو أدو خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف
    رئيس جمهورية غانا نانا أكوفو أدو خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف

أكّد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، اليوم السبت، أهمية التوصل إلى حلّ سلمي للوضع المستجد في النيجر، بما يجنب التصعيد المحتمل.

أتى ذلك خلال زيارته العاصمة الغانية أكرا، في ختام جولة أفريقية، شملت أيضاً نيجيريا وبنين، حيث التقى عطاف رئيس جمهورية غانا، نانا أكوفو أدو، إذ نقل له تحيات الرئيس عبد المجيد تبون. 

كما أبلغ عطاف أكوفو أدو رسالة بشأن الوضع في النيجر، وآفاق تكثيف الجهود وتوحيدها لترقية أسس حل سلمي يجنب هذا البلد ودول المنطقة تداعيات التصعيد المحتمل للأوضاع، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.

من جانبه، أثنى الرئيس الغاني على دور الرئيس الجزائري الهام، وعلى مساعيه الحميدة الرامية لتقديم مساهمة فعلية لوضع حد للأوضاع القائمة في النيجر، مؤكداً تطلعه للقائه في المستقبل القريب، بحسب الوكالة.

وبدأ وزير الخارجية الجزائري، يوم 23 آب/أغسطس الجاري، جولة أفريقية شملت نيجيريا وبنين وغانا، لمناقشة الوضع في النيجر.

وتباحث عطاف مع نظيره البنيني، باكاري أجادي أوشلغون، أمس الجمعة، التطورات الراهنة في النيجر، وسبل الإسهام في تهدئة الوضع والعمل نحو إيجاد حل سلمي وتجنب اللجوء إلى القوة.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": التدخل العسكري في النيجر محكوم عليه بالفشل

وأكّد الوزيران التزامهما بالمعايير القانونية للاتحاد الأفريقي، التي تهدف إلى التصدي للتغييرات غير الدستورية في الحكومات، والتي تم وضعها خلال قمة الوحدة الأفريقية في الجزائر، عام 1999. 

كذلك، توصّل عطاف إلى اتفاق مع نظيره النيجيري يوسف مايتنا توجار يقضي "بتعزيز التنسيق بين البلدين في قادم الأيام بغية استغلال الفرص المتاحة كافة لتفعيل الحل السياسي وعدم تفويت أي منها لضمان استعادة الأمن والاستقرار في النيجر بطريقة مستدامة".

وفي وقت سابق، أعلن عطاف، أنّ "بلاده لن تتسامح مع انتهاك الديمقراطية والنظام الدستوري في النيجر"، مؤكداً أنّ "تداعيات الأزمة في النيجر، تتجاوز بكثير حدود هذا البلد"، بحسب قوله.

وقبل يومين، أوفدت الجزائر الأمين العام لوزارة الخارجية لوناس مقرمان إلى النيجر، في إطار جهود للوساطة بعد عزل المجلس العسكري الرئيس محمد بازوم. 

وأضافت أنّ هذه الزيارة تأتي في إطار المساعي الحثيثة والمتواصلة للجزائر بشأن الإسهام في إيجاد حل سياسي في النيجر "بما يجنب هذا البلد، وكذلك المنطقة بأكملها المزيد من المخاطر".

وكان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، جدد، معارضة بلاده التدخل العسكري الأجنبي في النيجر، محذراً من أنّه سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة الساحل.

وطالب شنقريحة بالعودة إلى "الوضع الدستوري في النيجر في أقرب وقت"، بعيداً من التدخلات الأجنبية التي "ستفرز مزيداً من عدم الاستقرار في المنطقة".

وسبق ذلك تأكيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رفض بلاده "رفضاً قاطعاً" أي تدخل عسكري من خارج النيجر، قائلاً إنّه ما يجري في ذلك البلد الجار يمثل "تهديداً مباشراً للجزائر".

بدورها، ذكرت الإذاعة الجزائرية أنّ الجزائر رفضت إعطاء الترخيص لفرنسا لعبور الأجواء الجزائرية لتنفيذ هجوم فرنسي وشيك على النيجر.

اقرأ أيضاً: النيجر: المجلس العسكري يطلب من سفير فرنسا مغادرة البلاد

وتشترك الجزائر في حدود تمتد نحو 1000 كيلومتر مع النيجر. كما أنّ الجزائر هي أكبر دولة في أفريقيا، وتحاذيها دولتان تعانيان من أزمات عميقة هما مالي وليبيا، وهي ترفض فتح جبهة ثالثة عند حدودها. 

وعزل ضباط في الجيش النيجري الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو الماضي على خلفية اتهامات بالفساد واللامبالاة، رافضين دعوات من الأمم المتحدة والدول الغربية والمجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا، "إكواس"، من أجل إعادته إلى منصبه.

وتثير الأوضاع في هذا البلد الأفريقي قلق الغرب، وخصوصاً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، لأنّ الرئيس المعزول يُعدُّ رجل باريس الأول في دول الساحل الأفريقي.

اخترنا لك