تحقيق إسرائيلي: "الجيش" وصل إلى 7 أكتوبر وهو في حالة انعدام تام للجهوزية
تحقيق نشرته إذاعة "الجيش" الإسرائيلي يكشف عن صورة قاتمة واستنتاجات صعبة في ما يتعلق بجاهزية "إسرائيل" لحرب طويلة ومتعدّدة الجبهات قبل 7 أكتوبر 2023.
-
جندي إسرائيلي يحرك قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بالقرب من الحدود اللبنانية (AFP)
كشفت إذاعة "الجيش" الإسرائيلي عن التحقيق العسكري، وتضمن اعترافاً بأنّ "جيش" الاحتلال وصل إلى 7 أكتوبر وهو في حالة انعدام تام للجهوزية لحرب طويلة، ومع مخازن قذائف فارغة "تحت الخط الأحمر".
وأوضح المراسل العسكري للإذاعة دورون كدوش أنّ "الجيش" الإسرائيلي اختار عدم نشر هذا التحقيق للجمهور، وأنّه لم يُعرض أيضاً على رئيس الأركان إيال زمير، ولم تفحصه لجنة "تورجمان" التي درست التحقيقات العسكرية المتعلقة بـ7 أكتوبر.
"استنتاجات صعبة"
وفي التفاصيل، أظهر التحقيق صورة قاتمة واستنتاجات صعبة في ما يتعلق بجاهزية "الجيش" لحرب طويلة، مستمرة ومتعدّدة الجبهات.
أولاً، "قدّر الجيش تقديراً ناقصاً بشكل كبير عدد أيام القتال في الحرب المقبلة. السيناريو المرجعي الذي اعتمد عليه الجيش كان "21+14" — أي: 21 يوم حرب في لبنان، وبعد نصف عام — 14 يوم حرب أخرى في غزة". وهنا، قال التحقيق إنّ "الجيش الإسرائيلي استعد خلال كل السنوات التي سبقت 7 أكتوبر لحرب لا تتجاوز 5 أسابيع كحد أقصى، وليست بشكل متواصل".
ثانياً، اعتبر التحقيق أنّ السيناريو المرجعي جرّ خلفه تداعيات واسعة، وعلى رأسها تقدير خاطئ لكميات الذخيرة وقطع الغيار المطلوبة للحرب.
وذكر أنّ "جيش" الاحتلال وصل إلى 7 أكتوبر من دون أن تكون لديه كمية كافية من الذخائر وقطع الغيار لحرب طويلة كالتي واجهها في العامين الأخيرين، ولا حتى لسيناريو قريب منها.
وأضاف التحقيق أنّه خلال الأشهر الأولى من الحرب، اضطر "الجيش" الإسرائيلي للخروج في حملة مشتريات لتعويض فجوات الذخائر وقطع الغيار، مشيراً إلى أنّ "هذه الفجوات أخّرت إلى حد كبير قدرات المناورة لدى الجيش".
وفي ما وصفها بأنّها "قضية مركزية وتكشف إخفاقاً إضافياً، بيّن التحقيق أنّه خلال السنة التي سبقت 7 أكتوبر 2023، أخرجت الولايات المتحدة من "إسرائيل" أكثر من 100 ألف قذيفة مدفعية ونقلتها إلى الحرب في أوكرانيا.
وفي ضوء ذلك، ذكر التحقيق أنّ "إسرائيل" اعتمدت على مخازن الطوارئ الأميركية للحرب، لكن عندما فرغت تلك المخازن، بقيت تقريباً بلا قذائف مدفعية عند اندلاع الهجوم في 7 أكتوبر.
وشدّد التحقيق، الذي أُجري على يد ضابط برتبة عقيد من شعبة التخطيط، على أن مخازن ذخيرة المدفعية التابعة لـ"الجيش" الإسرائيلي وصلت إلى "تحت الخط الأحمر".
أزمات في عدة مستويات
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أنّ استنتاجات التحقيق، والتي تعرض مخرجات صعبة تتعلق بعدة مستويات: ذراع البر، شعب هيئة الأركان العامة لـ"الجيش"، شعبة التخطيط وشعبة العمليات، وكذلك وزارة "الأمن".
في السياق، كان القائد السابق لذراع البر، اللواء تمير يَدعي، قد أرسل خلال الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر رسالتَي تحذير مكتوبتين إلى كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفق إذاعة "جيش" الاحتلال.
وفي الرسالتين، حذّر من أنّ "الولايات المتحدة تُفرغ مخازن قذائف المدفعية – التي تُنقل إلى أوكرانيا – وأنّ هذا يستوجب معالجة واستعداداً إسرائيلياً وفقاً لذلك".
وعلى الرغم من التحذير ومن المداولات التي أُجريت حول القضية داخل المؤسسة الأمنية، فقد أكد التحقيق أنّ الموضوع لم يُعالَج، و"وصل الجيش الإسرائيلي فعليًا إلى 7 أكتوبر وهو في حالة أزمة في مخزون القذائف".