تقارير: الولايات المتحدة تنهي وضع الحماية لمواطني جنوب السودان
يمثل إنهاء الاتفاقية تحوّلاً كبيراً في سياسة الولايات المتحدة تجاه جنوب السودان.
-
مشهد لأحد شوارع العاصمة جوبا في جنوب السودان 2023 (رويترز)
ذكرت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن الوزارة تخطط لـ"إنهاء وضع الحماية المؤقتة لمواطني جنوب السودان قريباً، والذي ظل سارياً لأكثر من عقد من الزمان".
ووفقاً لمسؤولين بوزارة الأمن الوطني، جاء قرار وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، بعد التشاور مع وزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى. وبالرغم من تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، أشار مسؤولو وزارة الأمن الداخلي إلى أن "استمرار نظام الحماية المؤقتة لجنوب السودان سيكون "مخالفًا" لمصالح الولايات المتحدة".
وكان التصنيف انتهى، في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، حيث أخبر مسؤول بوزارة الأمن الداخلي شبكة "سي بي أس نيوز" أنه سيتم نشر إشعار رسمي بالإنهاء في السجل الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ما يؤدي إلى فترة سماح مدتها 60 يوماً لمواطني جنوب السودان لمغادرة البلاد أو مواجهة الترحيل بمجرد انتهاء وضعهم رسمياً في كانون الثاني/يناير. وتقدر الوزارة أن "نحو 5000 مواطن من جنوب السودان يعيشون حالياً في الولايات المتحدة".
وبموجب البرنامج، تمت حماية مواطني جنوب السودان من الترحيل، ممن لم يتمكنوا من العودة بأمان إلى وطنهم بسبب النزاع المسلح والكوارث البيئية، وتم السماح لهم بالعمل بشكل قانوني في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ 14 الماضية منذ 2011. وقد تم تجديد وضع الحماية المؤقتة لجنوب السودان مؤخراً لمدة 18 شهراً، من 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى 3 أيار/مايو 2025.
ويمثل إنهاء الاتفاقية تحولاً كبيراً في سياسة الولايات المتحدة تجاه جنوب السودان. ففي حين تقول وزارة الأمن الوطني الأميركية إن الظروف قد تحسنت، فإن هيئات إنسانية وخبراء يحذرون من أن "السلام لا يزال هشاً، مع تفاقم الضائقة الاقتصادية التي تخلق تحديات أمام أي عودة آمنة".
"كل المؤشرات تشير إلى الانزلاق نحو حرب مميتة أخرى"
وفي سياق متصل، قال مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، إن "الاشتباكات المسلحة لا تزال مستمرة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة والميليشيات العرقية تحصد الأرواح وتشرد المدنيين".
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قال في أواخر أيلول/سبتمبر إنه "مع المخاوف من انهيار اتفاق السلام لعام 2018 وتصاعد العنف على نطاق واسع، أشعر بقلق عميق بشأن محنة المدنيين في جنوب السودان"، مضيفاً أن "التحوّل السياسي في جنوب السودان ينهار".
يذكر أن 9 ملايين شخص من سكان جنوب السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يواجه 7.7 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقاً لتقرير نشرته خدمة أبحاث الكونغرس وصندوق الأمم المتحدة للسكان.