حزب العمال الكردستاني يدعو تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز أوجلان
حزب العمال الكردستاني يدعو تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، وينتقد عدم إعطاء أنقرة "ضمانات" حتى الآن لإطلاق هذه العملية.
-
زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان
دعا حزب العمال الكردستاني، تركيا، إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، المسجون منذ أكثر من عقدين، خصوصاً كونه "المفاوض الرئيسي" في محادثات السلام المأمول إجراؤها مع أنقرة بعد قرار الحزب إلقاء السلاح.
وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، انتقد الحزب، الذي تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، عدم إعطاء تركيا "ضمانات" حتى الآن لإطلاق هذه العملية، مؤكّداً رفضه نفي عناصره إلى خارج البلاد.
وخلال الأشهر الماضية، اتخذ حزب العمال الكردستاني سلسلة قرارات تاريخية، بدءاً بوقف لإطلاق النار مع تركيا، ثمّ إعلانه في 12 أيار/مايو حلّ نفسه والتخلّي عن السلاح، لينهي بذلك حقبة طالت أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلّح مع الدولة التركية، خلّفت أكثر من 40 ألف قتيل.
وجاءت هذه الخطوات تلبيةً لدعوة أطلقها أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ 1999، في 27 شباط/فبراير، حثّ خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحلّ الحزب.
"نعطي فرصة للسلام"
وفي هذا الخصوص، قال زاغروس هيوا، المتحدّث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، في ردود مكتوبة لـ"فرانس برس"، مساء الاثنين، إنّ المنظمة التي "بدأت نضالاً مسلّحاً منذ 41 عاماً، قرّرت حلّ نفسها وإنهاء النضال المسلّح، وبهذه الطريقة فإنّها تعطي السلام فرصة حقيقية".
وأضاف: "لذلك نتوقّع من الدولة التركية تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم أوجلان حتى يتمكّن من قيادة العملية".
وأكّد هيوا أنّ "أوجلان هو كبير مفاوضينا"، مضيفاً أنّه "الوحيد الذي يمكنه قيادة التنفيذ العملي للقرارات التي اتخذها حزب العمال الكردستاني".
اقرأ أيضاً: العمال الكردستاني حلّ نفسه .. هل انتهت القضية؟
"الاندماج وليس المنفى"
ورداً على سؤال حول آليات نزع السلاح، قال هيوا إنّ "المفاوضات لم تبدأ بعد، بحيث إنّ هناك تواصلاً وحواراً، وليس مفاوضات" بين أوجلان وممثّلين عن الدولة التركية في إيمرالي.
وأضاف: "سيتمّ تناول هذه القضايا خلال المفاوضات".
كما أشار هيوا إلى أنّ حزبه أبدى "حسن نيّة وجدّية وصدقاً تجاه السلاح"، لكنّه لفت إلى أنّ "الدولة التركية لم تقدّم حتى الآن أيّ ضمانات أو إجراءات لتسهيل العملية"، كما أنّها لم توقف عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال.
ويتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جبال في إقليم كردستان في شمالي العراق حيث تقيم أنقرة قواعد عسكرية وتشنّ عمليات عسكرية وغارات ضدّ مواقع المقاتلين الكرد.
وبينما لم يتضح بعد مصير مقاتلي حزب العمال الذي يأملون بالحصول على عفو، أفادت وسائل إعلام تركية أنّه من المتوقّع أن يُسمح بعودة أولئك الذين لم يرتكبوا أيّ "جرم"، فيما سيتمّ دفع قادة الحزب إلى المنفى في بلد ثالث قد يكون النروج أو جنوب أفريقيا، أو يبقون في العراق.
إلا أنّ هيوا أكّد أنّ "السلام الحقيقي يتطلّب الاندماج، وليس المنفى".
وأضاف أنّه "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدّية، فيتعيّن عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في مجتمع ديمقراطي"، معتبراً أنّ "النفي يتعارض مع السلام وأيّ حلّ ديمقراطي".
في المقابل، قالت أنقرة إنّها ستراقب عن كثب عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، فيما يتوقّع مراقبون أن تظهر الحكومة التركية انفتاحاً تجاه الكرد الذين يشكّلون 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليوناً.
"آثار إيجابية"
يشار إلى أنّ الكرد هم أكبر أقليّة في تركيا، وينتشرون في عدة دول في المنطقة، خصوصاً العراق وسوريا وإيران. وكان للصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا تبعات على المنطقة، وخصوصاً العراق وسوريا.
وفي سوريا، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها مقاتلون كرد على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد، لكنّ تركيا تتهم مكوّنها الرئيسي، وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
وقد شنّت أنقرة عدة هجمات في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركياً. وتخوض منذ أشهر مفاوضات صعبة مع السلطة السورية الجديدة المدعومة من تركيا.
وفي هذا الإطار، أكّد هيوا أنّ الحزب "لا يتدخّل في الشؤون المتعلّقة بقوات سوريا الديمقراطية"، بل أنّ قضيتها تتعلّق بها وعلاقات الدولة التركية مع سوريا.
وقال إنّ "العملية الحالية هي بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، ولا يوجد أي طرف آخر مشارك فيها"، إلّا أنّه "ستكون لها بالتأكيد تداعيات إيجابية لحلّ القضية الكردية في مناطق أخرى من كردستان".