سوريا: بدء حظر تجوّل في السويداء وسط دخول قوات الجيش والأمن إليها

السلطات السورية تعلن بدء حظر التجول في مدينة السويداء وسط دخول قوات الجيش والأمن إليها. وشهدت المدينة منتصف الليل قصفاً من الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري ونزوحاً للمدنيين.

0:00
  • عناصر من الشرطة ينتشرون على مدخل السويداء لتأمين الطريق - أيار/مايو 2025 (مواقع التواصل)
    عناصر من الشرطة المحلية ينتشرون على مدخل السويداء لتأمين الطريق - أيار/مايو 2025 (مواقع التواصل)

أعلنت وزارة الداخلية السورية بدء حظر للتجول في مدينة السويداء جنوبي البلاد، وسط دخول قوات الجيش السوري إليها.

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، إنّ قوات وزارتي الداخلية والدفاع "باشرت بالدخول إلى مركز مدينة السويداء، لحماية المدنيين واستعادة الأمن"، وذلك "حرصاً على تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، وبعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة".  

وأعلن الدالاتي عن فرض حظر تجول في شوارع المدينة اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر، "حرصاً على سلامة أهلنا في المدينة".

ودعا أهالي السويداء إلى الالتزام بالبقاء في منازلهم، مؤكّداً ضرورة منع العصابات الخارجة عن القانون من استخدام المباني السكنية كمواضع لمواجهة قوات الدولة.

كما حمّل الدالاتي المرجعيات الدينية وقادة الفصائل المسلحة المسؤولية الوطنية والإنسانية،  ودعاهم إلى التعاون الكامل مع الدولة لتأمين مركز المدينة وضمان استقرار كامل المحافظة.

وفي السياق، أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أنّ الجيش "يستمر بملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون بمحيط مدينة السويداء بهدف بسط الاستقرار والأمن". 

وأوصت إدارة الإعلام أهالي مدينة السويداء بالتزام المنازل والإبلاغ عن أي تحركات للمجموعات الخارجة عن القانون، مشيرةً إلى أنّ هذه المجموعات "تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء". 

قصف مركز مدينة السويداء وحركة نزوح إلى الشرق

في غضون ذلك، أفاد مصدر محلي الميادين بأنّ مركز مدينة السويداء تعرض منتصف الليل لقصف بالهاون والصواريخ، مصدره الفصائل العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، المنتشرة في ريف المحافظة الغربي.

وأشار المصدر إلى أن القصف أدى إلى حركة نزوح من الأحياء المستهدفة باتجاه الجهة الشرقية من المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف الشديدين في صفوف المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال.

واندلعت اشتباكات في السويداء وريفها بين مقاتلين من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية ما أدّى إلى سقوط نحو 100 قتيل، فيما تجاوز عدد المصابين الـ200، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

وتركّزت الاشتباكات عند محور قرية كناكر، وفي بلدتي الثعلة والمزرعة، بين المجموعات الدرزية وقوات تضم عشائر البدو وتشكيلات من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين.

فعاليات محافظة السويداء تدعو الفصائل المسلحة إلى التعاون مع قوات وزارة الداخلية

بالتزامن، قالت فعاليات محافظة السويداء إنّ مشيخة العقل بذلت أقصى الجهود طوال الأشهر الماضية لتجنيب المحافظة وأبناء المنطقة هذه المواجهة الدامية عبر تفعيل الحوار مع الدولة السورية، مشيرةً إلى أنّ اتفاق الأول من أيار/مايو "كان خطوة في الاتجاه الصحيح". 

لكن "كان هناك جهات تسعى للتعطيل والفوضى، ونحملهم مسؤولية سفك الدم القائم حالياً وتداعياته الاجتماعية"، أضافت فعاليات المحافظة. 

وفي الوقت نفسه، رحّبت الفعاليات بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة، داعيةً الفصائل المسلحة في محافظة السويداء كافة إلى التعاون مع قوات وزارة الداخلية وعدم مقاومة دخولها، وتنظيم سلاحها بإشراف مؤسسات الدولة.

كما دعت قوات الداخلية والفصائل التابعة لها إلى وقف إطلاق النار الفوري ريثما يتم التوصل إلى اتفاق يضمن سلامة المدنيين وضمان حماية الأرواح والأعراض والممتلكات.
 
أيضاً، دعت الفعاليات إلى فتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات الوطنية بمختلف المجالات. 

اقرأ أيضاً: أهالي السويداء يتمسّكون بالسلم الأهلي ويطالبون الدولة السورية ببسط سلطتها

اخترنا لك