في اليوم الثاني.. انتخابات البرلمان الأوروبي تنطلق في إيرلندا وتشيكيا

إيرلندا وتشيكيا تبدآن التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي، وسط توقعات بهيمنة أقصى اليمين على البرلمان المقبل، والذي عمل على استغلال الأزمات التي عصفت بالاتحاد خلال الأعوام الماضية على رأسها الحرب في أوكرانيا والهجرة.

  • البرلمان الأوروبي
    مقترع أثناء إدلائه بصوته في انتخابات البرلمان الأوروبي، في 6 حزيران/يونيو 2024 (رويترز)

بدأ الناخبون في إيرلندا وتشيكيا الإدلاء بأصواتهم، في اليوم الثاني، من انتخابات البرلمان الأوروبي المستمرة لغاية الأحد المقبل، في الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد.

وتبرز الهجرة ونظام اللجوء كقضيتين رئيسيتين تحدّدان التصويت في إيرلندا، إذ يخوض العديد من المرشّحين الإيرلنديين هذه الانتخابات على أساس برنامج مناهض للهجرة، كمستقلين أو كأعضاء في أحزاب قومية وُصفت بـ "الهامشية".

بينما، يواجه السياسيون التشيكيون ما أُشير إليه بأنه "لامبالاة واسعة النطاق تجاه الانتخابات الأوروبية"، وذلك بعدما شهدت البلاد ثاني أقل نسبة إقبال خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في العام 2019، بمشاركة 28.2 % من الناخبين.

أقصى اليمين واستغلال الأزمات

ويأتي الإقتراع في هذا الاستحاق في جو اتسم بـ "عدم الاستقرار على المستوى الجيوسياسي"، بعد مرور عامين ونصف على الحرب في أوكرانيا، التي تركت تداعياتها في القارة الأوروبية على أكثر من صعيد.

ويظهر أنّ أحزاب أقصى اليمين تتطلّع إلى استغلال شكاوى الناخبين الأوروبين من توالي الأزمات على مدى السنوات الـ 5 الماضية.

وأثار احتمال حصول أقصى اليمين على مكاسب في هذه الدورة الانتخابية قلق الأحزاب تعدّ رئيسية في البرلمان الأوروبي، مثل "حزب الشعب الأوروبي" المحافظ، والتحالف التقدمي للاشتراكيين والديموقراطيين، رغم أنهما لا يزالان يحافظان على مسارهما.

ومن اللافت أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية، أورسولا فون دير لايين، التي تنتمي إلى حزب "الشعب الأوروبي"، رُجّح أنّها قد تضطر إلى حشد دعم جزء من أقصى اليمين لتأمين فترة ولاية ثانية في المنصب.

وأمس، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير، أنّ "الأحزاب اليمينية الصاعدة في أوروبا تريد إعادة تشكيل الاتحاد الأوروبي، لكنهم لا يستطيعون الاتفاق على الكيفية". 

وقالت الصحيفة إنّ الأحزاب اليمينية القومية "ستحقق، كما يبدو، طفرة في الانتخابات في جميع أنحاء أوروبا هذا الأسبوع، ولكن موجة الصدمة ستنتقل ببطء بسبب الانقسامات بين قواها السياسية حول أوكرانيا والهجرة والتاريخ، الأمر الذي قد يضعف من تأثيرها". 

وأضافت أنّ "العديد من الأحزاب ترى في الرئيس السابق دونالد ترامب نموذجاً يُحتذى به، ويتعهدون بتقليص سلطة بروكسل وتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الساخنة، بما في ذلك سياسات الهجرة والمناخ". 

توقعات الأيام المقبلة

وفي الأيام المقبلة من الاستحقاق، من المتوقع أن تحلّ زعيمة "حزب التجمّع الوطني" في فرنسا، مارين لوبن، في المرتبة الأولى، وهو الأمر الذي يسري أيضاً على رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، ورئيس الحكومة المجرية، فيكتور أوربان. 

وفي ألمانيا، يُتوقع أن يحتل "حزب البديل من أجل ألمانيا"، وهو من أحزاب أقصى اليمين، المركز الثاني بناءً على استطلاعات الرأي، بعد المحافظين المعارضين.

وفي النمسا، يبدو "حزب الحرية"، وهو من أحزاب أقصى اليمين أيضاً، قد يسير نحو تحقيق المكاسب.

وفي سياق احتمالية تصاعد مكاسب أقصى اليمين في البرلمان الأوروبي المقبل، حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، من أنّ "الاتحاد الأوروبي يواجه خطر العرقلة".

وكان قد انطلق الاقتراع في انتخابات البرلمان الأوروبي، أمس، في هولندا (لانتخاب 31 نائباً).

وبعد انتخابات  إيرلندا (14 نائباً) وجمهورية التشيك (21 نائباً)، سيبدأ التصويت غداً في لاتفيا (9 نواب) ومالطا (6 نواب) وسلوفاكيا (15 نائباً) وإيطاليا (76 نائباً). وينتهي الاقتراع الأحد المقبل بعد التصويت في باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 وقد ودُعي الناخبون الأوروبيون، البالغ عددهم 370 مليوناً، للإدلاء بأصواتهم واختيار 720 نائباً للبرلمان.

اقرأ أيضاً: انتخابات البرلمان الأوروبي.. ما هي الأحزاب والتكتلات السياسية المتنافسة؟

اخترنا لك