لبنان.. ضغوط عربية بشروطٍ سعودية

موفد جامعة الدول العربية يُنهي زيارته بيروت. فهل جاء ليبادر، أم ليستكمل حلقات الضغط السعودي على لبنان من بوابة الجامعة؟

  • لبنان.. ضغوط عربية بشروطٍ سعودية
    هل اختارت السعودية لبنان ساحة ثأر لهزيمتها في اليمن؟

لا نتائج ملموسة ظهرت في نهاية جولة موفد جامعة الدول العربية حسام زكي للبنان، إذ إنّ الأخير غادر بيروت والأزمة الخليجية اللبنانية تراوح مكانها.

أسئلة متعدِّدة تُطرح بشأن تحرّك جامعة الدول العربية، وبشأن استغلال الدول الخليجية منصتَها لتعميق الأزمة اللبنانية. وعلى إيقاع افتعال الرياض تلك الأزمة، تتناغم أطراف محلية لبنانية مع أجندتها في التحريض ضد المقاومة.

في هذا الصدد، قال وزير الخارجية اللبناني الأسبق، عدنان منصور، إنّ "حسام زكي لم يحمل مبادرة لحل الأزمة اللبنانية الخليجية"، مشيراً إلى أنّ زيارته لبنان هي "استكشافية للأوضاع، وليست أكثر من ذلك". 

وأكد منصور أنه "لا يجوز تحميل المسؤولية لدولة بسبب تصريح وزير لم يكن يتقلَّد منصباً رسمياً حين أطلقه"، لافتاً إلى أنّ "مطالبة قرداحي بالاستقالة سابقة خطيرة في تاريخ العلاقات بالخارج".

وأضاف أنّ "أي قرار بشأن ترحيل اللبنانيين من دول خليجية، ستكون له تداعيات كبيرة على صعيد العلاقات العربية".

عطوان: محور التطبيع يريد استنزاف حزب الله

من جهته، قال رئيس تحرير جريدة "رأي اليوم"، عبد الباري عطوان، إنّ حسام زكي "حمل رسالة إجبارية إلى لبنان عبر ربطه استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بحل الأزمة".

ولفت عطوان إلى أنّ زكي "لم يأتِ وسيطاً، وإنما نقل رسالة سعودية تطالب بإقالة قرداحي"، موضحاً أنّه " نقل رسالة تهديد سعودية بطرد اللبنانيين من المملكة في حال عدم إقالة قرداحي". 

وأردف أنّ "تل أبيب وحلف التطبيع في حالة ارتباك بسبب تعاظم قدرة محور المقاومة"، لافتاً إلى أنّه "لولا قوة حزب الله لاستولت تل أبيب على احتياطيات النفط والغاز اللبنانية". 

وتساءل عطوان: "هل يقبل المجتمع الدولي ترحيل العاملين الأجانب في بعض الدول نتيجة أسباب سياسية؟"، مضيفاً "أي مكاسب ستحققها السعودية من استقالة الوزير قرداحي؟".

وأكد أنّ محور التطبيع يريد استنزاف حزب الله وإشغاله عن مواجهة "إسرائيل".

يُذكَر أنّ مصادر حكومية لبنانية أكدت، أمس الإثنين، أنّ الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، "طلب إقالة قرداحي مدخلاً للحلّ مع السعودية".

وقال زكي إنّ هناك "بعض التقدم نحو حلّ الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، والتي تسبّبت بها تصريحات انتقدت التدخل بقيادة السعودية في اليمن".

وكان قرداحي قال إنه أدلى بتلك التصريحات قبل أن يصبح وزيراً، ورفض حتى الآن الدعوات التي تطالبه بالاستقالة.

يُذكَر أنّ السعودية طردت مبعوث لبنان، وحظرت جميع الواردات اللبنانية إليها، واستدعت سفيرها في وقت سابق من هذا الشهر. واتخذت البحرين والكويت خطوات مماثلة، بينما سحبت الإمارات جميع موظفيها الدبلوماسيين من بيروت.

 

 

 

اخترنا لك