ليبيا: بعد إعلان وقف النار.. طرابلس تستعيد هدوءها

وزارة الدفاع في "حكومة الوحدة الوطنية" الليبية تعلن تنفيذ وقف لإطلاق النار في طرابلس، بعد اشتباكات عنيفة، بينما حذّرت الأمم المتحدة من اتساع رقعة التوتر إلى مناطق أخرى من البلاد.

0:00
  • أطفال يمرون من أمام سيارة مدمرة عقب اشتباكات ليلية في حي أبو سليم جنوبي طرابلس (أ ف ب)
    أطفال يمرّون من أمام سيارة مدمّرة عقب اشتباكات ليلية في حي أبو سليم جنوبي طرابلس (أ ف ب)

أفادت وكالة "رويترز" بعودة الهدوء إلى العاصمة الليبية طرابلس، بعد إعلان وزارة الدفاع في "حكومة الوحدة الوطنية" بدء تنفيذ  وقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل المدينة.

وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أنّ هذا القرار يأتي في إطار "حماية المدنيين، والحفاظ على مؤسسات الدولة، وتجنّب مزيد من التصعيد".

كما أشارت إلى أنّ القوات النظامية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، باشرت اتخاذ إجراءات ميدانية لضمان التهدئة، مؤكّدة أنّ التعامل مع التطوّرات الأخيرة "تمّ في إطار الواجب الوطني وبما يحفظ النظام العامّ".

في المقابل، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التصعيد المتسارع لأعمال العنف، محذّرة من حشد قوات في مناطق أخرى من البلاد قد يهدّد بتوسيع نطاق التوتر.

وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت خلال الساعات الماضية  اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات "اللواء 444 قتال" التابع لـ"حكومة الوحدة الوطنية" برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وقوات "جهاز الردع" الذي يتخذ من قاعدة معيتيقة الجوية مقراً له، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، فضلاً عن خسائر مادية لحقت بالممتلكات العامّة والخاصة.

ويقود قوات "اللواء 444 قتال" محمود حمزة، بينما يقود قوات "جهاز الردع" عبد الرؤوف كارة.

وتبادلت القوات المتصارعة السيطرة على مناطق شمال العاصمة وجنوبها، وسط حالة من القلق الشعبي.

وترجع هذه التطوّرات إلى 12 أيار/مايو 2025، عند مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، قائد جهاز دعم الاستقرار في ليبيا، ما أدّى إلى اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس.

ويُعتبر مقتل الككلي نقطة تحوّل في المشهد الأمني الليبي، حيث أضعف نفوذ جهاز دعم الاستقرار وفتح المجال لإعادة توزيع القوى بين الفصائل المسلحة في طرابلس. كما يُشير إلى تصاعد الصراعات على النفوذ والسلطة داخل العاصمة، مع احتمال ظهور تحالفات جديدة أو تصعيد من قبل حكومة الشرق بقيادة خليفة حفتر.

وتأتي هذه التطوّرات في سياق أمني هشّ، تشهده ليبيا منذ سنوات، في ظلّ انقسام سياسي متواصل منذ عام 2014، حيث تتنازع السلطة حكومتان: الأولى هي "حكومة الوحدة الوطنية" المعترف بها دولياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس وتدير غرب البلاد؛ والثانية هي حكومة أسامة حماد، المكلّفة من قبل مجلس النواب، وتتخذ من مدينة بنغازي مقراً لها وتدير شرق البلاد بالكامل وعدداً من المدن الجنوبية.

اقرأ أيضاً: ليبيا بين الحسم الميداني والضوء الأخضر الخارجي: إلى أين تتجه الأزمة؟

اخترنا لك