ما دلالات دعوة واشنطن إلى توسيع مجلس الأمن الدولي؟

تقرير أميركي يتساءل عمّا إذا كانت دعوة واشنطن إلى توسيع مجلس الأمن إشارة منها إلى اعترافها بانتهاء اللحظة أحادية القطب، مشيراً إلى أنّ إشارات متعددة بدأت تظهر وتدل على أن الهيمنة الأميركية في النظام الدولي تتلاشى بسرعة.

  • ما دلالات دعوة واشنطن إلى توسيع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة؟
    تشير التقارير إلى أنّ إدارة بايدن "قد تكون مستعدة لاتخاذ خطوة أولى لإصلاح مجلس الأمن، بما في ذلك إضافة أعضاء دائمين جدد"

تحدث تقرير في موقع "رسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي، اليوم الخميس، بعنوان "الولايات المتحدة تدعو إلى توسيع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (ويجدر بها ذلك)"، أنّه "بات واضحاً أن عقد الإيجار الممدّد للهيمنة الأميركية في العالم ينتهي الآن، ويجب أن تبدأ الخطوات الأولية نحو إنشاء نظام عالمي جديد".

وتساءل التقرير عما إذا كانت دعوة واشنطن إلى توسيع مجلس الأمن إشارة منها إلى اعترافها بانتهاء اللحظة أحادية القطب، مشيراً إلى أنّ إشارات متعددة بدأت تظهر وتدل على أن الهيمنة الأميركية في النظام الدولي تتلاشى بسرعة، ولذلك "من الضروري أن يدرك قادة أميركا والعالم ذلك التطور، ويتحركوا نحو إنشاء نظام أكثر فاعلية واستدامة".

وأكّد التقرير أنّ "أحد العناصر الرئيسية سيكون توسيع وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وفي الجوهر، توجد حاجة إلى نسخة حديثة من حلف أوروبا الذي ظهر بعد حروب نابليون لتحقيق الاستقرار في تلك القارة على أساس عالمي".

وتشير التقارير إلى أنّ إدارة بايدن "قد تكون مستعدة لاتخاذ خطوة أولى لإصلاح مجلس الأمن، بما في ذلك إضافة أعضاء دائمين جدد"، من خلال قيامها بذلك، فإنّ المسؤولين الأميركيين يعترفون بتراجع الهيمنة الدولية لواشنطن، يؤكد الموقع.

اقرأ أيضاً: الخارجية الروسية: موسكو استطاعت ضمان العمل الفعال لمجلس الأمن

ويعدّ أحد المؤشرات على أن الولايات المتحدة لم تعد تصدر القرارات تلقائياً بشأن القضايا المهمة، هو ردّ الفعل العالمي على الحرب الروسية - الأوكرانية.

فبالرغم من ضغوط واشنطن الشديدة، لم تكن أيّ حكومة خارج "الناتو" والكتلة الأمنية التقليدية التابعة لأميركا في شرق آسيا على استعداد لفرض عقوبات على روسيا، ناهيك عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

ويضيف التقرير أنه "من الأفضل لقادة الولايات المتحدة التكيّف مع الزوال الوشيك لدور أميركا المهيمن، والعمل بجد للمساعدة في تشكيل نظام جديد".

ويؤكد أنه "يجب أن تكون الخطوة الأولى والحيوية هي إعادة تشكيل مجلس الأمن ليعكس الحقائق الاقتصادية والعسكرية للقرن الـ21، وليس فترة نهاية الحرب العالمية الثانية"، فـ"جميع اللاعبين الرئيسيين يجب أن يكون لهم مقعد على الطاولة".

وفيما يتعلّق بحق النقض "الفيتو"، فمن الضروري أن يتمتع جميع الأعضاء الدائمين بوضع متساوٍ، وأحد أوجه القصور الرئيسية في خطة إدارة بايدن هو أنّ الأعضاء الجدد لن يتمتعوا بصلاحية ممارسة حقّ النقض على أي إجراء للمجلس، يشير "ستايتكرافت".

ويتابع الموقع أنّ "مثل هذا "الإصلاح" من شأنه أن يخلق تمييزاً ساماً بين "الدرجة الأولى"، أي الخمسة الأصليين، والدرجة الثانية الأحدث من الأعضاء الدائمين.

ولا يمكن لأحد أن يجادل بأنّ تحديث مجلس الأمن سيتطلب سنوات من المفاوضات المؤلمة، واستعداداً غير معهود لتقديم تنازلات من جانب الأعضاء الخمسة الدائمين الحاليين، لكن مثل هذا الجهد يجب أن يبدأ. 

فعندما صاغ الصحافي تشارلز كراوثامر عبارة "لحظة أحادية القطب" الجديدة لأميركا، كان من الواضح أن هيمنة واشنطن لن تستمر إلى ما لا نهاية، ولذلك استخدم مصطلح "لحظة" بشكل متعمّد، يختم التقرير الأميركي.

اقرأ أيضاً: ضغوط أميركية لإنشاء تحالف ضد روسيا في مجلس الأمن الدولي

اخترنا لك