ماكرون يكشف عن خطة جديدة للخدمة العسكرية الوطنية.. ماذا تشمل؟
الرئيس إيمانويل ماكرون يعلن خطة جديدة للخدمة العسكرية الوطنية، في إطار سعي فرنسا لتعزيز قواتها المسلحة لمواجهة المخاوف المتزايدة بشأن تهديد روسيا للدول الأوروبية.
-
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، عن خطة جديدة للخدمة العسكرية الوطنية، في إطار سعي باريس لتعزيز قواتها المسلحة لمواجهة المخاوف المتزايدة بشأن تهديد روسيا للدول الأوروبية، بما يتجاوز الحرب في أوكرانيا.
خطة جديدة للخدمة العسكرية
وأكّد أن المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً سيبدأون الخدمة العسكرية العام المقبل في برنامج جديد للخدمة العسكرية مدته 10 أشهر.
وقال ماكرون في خطاب ألقاه في قاعدة "فارسيس" العسكرية في جبال الألب الفرنسية: "من المقرر إنشاء خدمة وطنية جديدة تدريجياً، بدءاً من الصيف المقبل".
وأشار إلى أن المتطوعين الشباب سيخدمون في الأراضي الفرنسية الرئيسية وأقاليم ما وراء البحار فقط، وليس في العمليات العسكرية الفرنسية في الخارج.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ماكرون نيته توفير خيار جديد للشباب الفرنسي للخدمة التطوعية في الجيش، وأوضح حينها أن فرنسا تسعى إلى تعزيز دفاعاتها، لأن حرب روسيا في أوكرانيا تُعرّض القارة الأوروبية "لخطر كبير".
اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": خلاف بين البحرية البريطانية والجيش بشأن سُبل مواجهة روسيا
إنفاق عسكري إضافي
كذلك، أعلن ماكرون عن إنفاق عسكري إضافي بقيمة 6.5 مليار يورو (7.6 مليار دولار) خلال العامين المقبلين.
وقال إن فرنسا تهدف إلى إنفاق 64 مليار يورو سنوياً على الدفاع في عام 2027، وهو العام الأخير من ولايته الثانية، وهذا يمثل ضعف الإنفاق السنوي البالغ 32 مليار يورو عندما تولى الرئاسة عام 2017.
وأوضح أن متطوعي الخدمة العسكرية الوطنية لن يُرسلوا إلى الخطوط الأمامية، مضيفاً: "يجب علينا، على أي حال، أن نُبدّد فوراً أي لبس حول إرسال شبابنا إلى أوكرانيا. هذا ليس الهدف إطلاقاً".
وفي السياق نفسه، أطلق رئيس أركان الجيش الفرنسي الجديد، الجنرال فابيان ماندون، الأسبوع الماضي تحذيراً بشأن حاجة البلاد إلى الاستعداد "لفقدان أبنائها" في حال نشوب صراع محتمل مع روسيا، وهي كلمات أثارت استنكاراً واسع النطاق في مختلف الأطياف السياسية، بحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
اقرأ أيضاً: الأكبر منذ الحرب الباردة... الإنفاق العسكري بلغ 2.7 تريليون دولار عام 2024
الدول الأوروبية تعزز قدراتها العسكرية
يذكر أن الجيش الفرنسي يضم حالياً نحو 200 ألف جندي نشط وأكثر من 40 ألف جندي احتياطي، ما يجعله ثاني أكبر جيش في الاتحاد الأوروبي، بعد بولندا مباشرةً. وتسعى فرنسا إلى زيادة عدد جنود الاحتياط إلى 100 ألف بحلول عام 2030.
ولا تعد فرنسا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تُعزز قدراتها العسكرية، فألمانيا تُضاعف جهودها لجذب المزيد من المجندين، لا سيما من خلال خدمة عسكرية تطوعية جديدة، ولا تزال الخطة تنتظر موافقة البرلمان.
كذلك، أرسل وزير الدفاع البلجيكي رسالة هذا الشهر إلى الشباب في سن السابعة عشرة لتشجيعهم على الالتحاق بالخدمة العسكرية العام المقبل، بهدف اختيار 500 مرشح تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً لإطلاق البرنامج في سبتمبر.
وبدأت بولندا مؤخراً بتنفيذ برنامج تدريب عسكري تطوعي جديد، وتهدف إلى تدريب 100 ألف متطوع سنوياً ابتداءً من عام 2027، في إطار سعيها لبناء جيش من جنود الاحتياط، في ظل مخاوفها من تنامي النفوذ الروسي.
ولا تدرس بولندا العودة إلى نظام الخدمة العسكرية الشاملة، بل نظام الاحتياط.
وتطبق 10 دول في الاتحاد الأوروبي الخدمة العسكرية الإلزامية، وهي: النمسا، وقبرص، وكرواتيا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، واليونان، ولاتفيا، وليتوانيا، والسويد. أما النرويج، وهي ليست عضوًا في الاتحاد، فتطبق الخدمة العسكرية الإلزامية على الرجال والنساء على حد سواء. وتتراوح مدة الخدمة بين شهرين فقط في كرواتيا و19 شهراً في النرويج.