مسلحون يختطفون طلاب مدرسة كاثوليكية في أحدث هجوم في نيجيريا

مسلحون في نيجيريا يخطفون طلاباً من مدرسة كاثوليكية اليوم الجمعة في أحدث هجوم في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.

0:00
  • الشرطة تجري فحصاً للمركبات أمام المحكمة الفيدرالية العليا في أبوجا في نيجيريا 2021 (رويترز)
    الشرطة تجري فحصاً للمركبات أمام المحكمة الفيدرالية العليا في أبوجا في نيجيريا 2021 (رويترز)

اختطف مسلحون في نيجيريا طلاباً من مدرسة كاثوليكية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، في أحدث هجوم في الدولة الواقعة غربي أفريقيا.

وأكّدت الشرطة والحكومة المحلية في ولاية النيجر، حيث وقع الهجوم، اختطاف الطلاب من مدرسة "سانت ماري" لكنهم لم يحدّدوا عددهم. وذكرت قناة "أرايز نيوز" التلفزيونية أن العدد يبلغ 52 طالباً.

وقالت الشرطة إن أجهزة الأمن كانت في موقع الهجوم على المدرسة الكاثوليكية،وبدأت عمليات تمشيط للغابات القريبة لمحاولة إنقاذ المختَطفين.

من جهتها، قالت حكومة ولاية النيجر إن "المدرسة تجاهلت تعليمات تتعلّق بإغلاق المدارس الداخلية بسبب ورود معلومات استخبارية تشير إلى احتمال كبير لوقوع هجمات".

وقال مسؤول الكنيسة إن المسلحين طلبوا فدية قدرها 100 مليون نيرة (نحو 69 ألف دولار) عن كل طالب. 

وكانت البلاد شهدت مؤخراً هجمات تم خلالها اختطاف 25 تلميذة، يوم الاثنين، من مدرسة داخلية في ولاية كيبي وهجوماً على كنيسة في ولاية كوارا، حيث قال مسؤول بالكنيسة إن مسلحين خطفوا 38 من المصلين. وتقع ولايات كيبي وكوارا والنيجر على حدود بعضها البعض.

من يقف وراء الهجمات الأخيرة؟

وحتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداءات علناً، بالرغم من أن منفذي الهجمات يبدو أنهم ينتمون إلى عصابة مسلحة مدفوعة بأموال الفدية.

وتعد هذه الهجمات عشوائية وتتبع نمطاً مشابهاً، حيث تصل عصابات تُعرف محلياً باسم "قطاع الطرق" وتحمل أسلحة وتُطلق النار بشكل متقطع لتخويف الناس، وتختطف الضحايا، ثم تختفي في الغابات المجاورة.

ويقول خبراء أمنيون إن مثل هذه الهجمات وعمليات الاختطاف مدفوعة برغبة الحصول على المال، وأن المدارس أهداف سهلة لافتقارها إلى الأمن الكافي. كما أن الآباء أكثر استعداداً لجمع الفدية لإعادة أبنائهم.

أين تقع مناطق الهجوم الساخنة في نيجيريا؟

وتعاني معظم مناطق شمال نيجيريا، التي تشمل أكثر من 20 ولاية من ولايات البلاد الـ36، من انعدام الأمن، ما يؤدي إلى تعطيل الحياة اليومية، بما في ذلك السفر والزراعة.

وفي الشمال الغربي، تنفذ عصابات مسلحة، من دون أي دوافع دينية أو سياسية معروفة، عمليات اختطاف مقابل فدية، وتختبئ في الغابات. نيجيريا لديها مساحات شاسعة نائية غير خاضعة للحكم، حيث لا يُبلّغ عن العديد من الهجمات.

وإلى الشمال الشرقي، تشن جماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" في غرب أفريقيا تمرداً تسبّب في أكبر أزمة إنسانية في نيجيريا، حيث شرّد أكثر من مليوني شخص وقتل عشرات الآلاف على مدى 15 عاماً.

وفي نيجيريا الوسطى المنتجة للغذاء، تدور اشتباكات دامية حول الدين والعرق، بالإضافة للوصول إلى الأراضي والمياه.

هل حقاً تستهدف الهجمات المسيحيين؟

وقال ننامدي أوباسي، المستشار البارز في مجموعة الأزمات الدولية، إن "هناك العديد من حوادث العنف القائمة على أساس ديني، بما في ذلك في الحزام الأوسط والشمال الشرقي، لكن المسلمين عانوا بقدر ما عاناه المسيحيون".

وأضاف أنه "بطبيعة الحال، يعتقد العديد من النيجيريين أن الحكومات المتعاقبة على مر السنين كان بإمكانها أن تفعل بشكل أفضل في مواجهة الجماعات المسلحة، وإنهاء الفظائع ومعاقبة مرتكبيها".

وتقول نيجيريا إن المزاعم بشأن تعرض المسيحيين للاضطهاد تسيء إلى الوضع الأمني ​​المعقد ولا تأخذ في الاعتبار الجهود المبذولة لحماية الحرية الدينية.

كيف تستجيب الحكومة النيجيرية؟

ويقود الجيش النيجيري، وهو الأكبر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، القتال ضد الجماعات المسلحة، بينما يسعى الزعماء التقليديون في الشمال الغربي في كثير من الأحيان إلى تحقيق السلام من خلال المحادثات مع عصابات قطاع الطرق.

وفي شهر آب/أغسطس الماضي، أعلنت القوات الجوية النيجيرية أن غاراتها الجوية قتلت ما يقرب من 600 مسلح. لكن على الأرض، يواصل المسلحون هجماتهم.

وتُظهر بيانات مجموعة رصد الأزمات الأميركية (ACLED) وقوع أكثر من 1923 هجوماً على المدنيين في نيجيريا هذا العام، ما أسفر عن مقتل أكثر من 3000 شخص.

يذكر أن سلسلة الهجمات الأخيرة دفعت الرئيس النيجيري، بولا تينوبو، إلى إلغاء رحلاته الخارجية إلى جنوب أفريقيا وأنغولا، حيث كان من المقرر أن يحضر قمة مجموعة العشرين وقمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. كما أرسل تينوبو وفداً برئاسة مستشار الأمن القومي للبلاد إلى الولايات المتحدة للقاء المشرعين والمسؤولين الحكوميين الأميركيين.

اقرأ أيضاً: بعد الهجوم على كنيسة.. نيجيريا تغلق المدارس في ولاية كوارا