مُشيداً بجبهات إسناد غزة.. السيد الحوثي: لدينا في اليمن مئات آلاف التعبويين الجاهزين للقتال

قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، يؤكد أنّ العدوان الإسرائيلي على غزة هو اختبار خطير لضمير المجتمع البشري وقيمه، مشدداً على أن الجبهة الفلسطينية هي في قلب المعركة، مع تنسيق تامّ بينها وبين جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق.

  • قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي
    قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي

أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، الخميس، أنّ العدوان الهمجي الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزّة على مدى 10 أشهر هو "امتحان واختبار حقيقي وخطير لكل المجتمع البشري"، مُشدّداً على أهمية دور جبهات الإسناد المقاومة الفلسطينية، وتنسيقها التام معها، وكاشفاً عن جاهزية أزيد من 300 ألف متدرب من قوات التعبئة للقتال. 

وقال السيد الحوثي، في كلمةٍ، إنّ السكوت على جريمة الإبادة الجماعية في غزّة معناه إهدار المجتمعات البشرية للوجود والكرامة الإنسانيين والحق في الحياة، مشدّداً على أنّ ما يقوم به العدو الإسرائيلي هو استباحة لكل شيء، من منطلق رؤية باطلة ومسيئة إلى المجتمعات البشرية.

صحوة عالمية بشأن مأساة الفلسطينيين 

وأكّد السيد الحوثي أنّ جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزّة يفترض أن تحيي في نفس الإنسان ضميره وتحرك في وجدانه الشعور بالمسؤولية.

وبيّن أنّ حالات تفاعل مع الشعب الفلسطيني ظهرت بدافع الضمير الإنساني في الولايات المتحدة وأوروبا ومجتمعات أخرى، لافتاً إلى أنّ الحراك الطلابي والمظاهرات المنددة بما يجري في غزّة تأتي في سياق فرز من لا يزال من المجتمعات البشرية يحمل الضمير الإنساني ويتمسك به.

وفي هذا السياق، قال إنّ "مأساة الشعب الفلسطيني كان لها أثر عظيم في صناعة الوعي وفي إزالة كل الحجب التي رسخها الصهاينة في أوساط الشعوب، ولاسيما في الولايات المتحدة وأوروبا"، مؤكّداً أنّ المظلومية في فلسطين وإجرام العدو "كان لهما صداهما في نشر الوعي داخل المجتمعات التي ترسخت فيها عقيدة تمجيد الصهيونية".

وأضاف أنّ "المسألة خطيرة على من يتهاون تجاه ما يجري في فلسطين، ومن يتعاون مع العدو، ويؤدي دوراً تخريبياً من أجل تكبيل الأمة".

وقال السيد الحوثي إنّ الولايات المتحدة وداعمي الاحتلال الإسرائيلي يُراهنون على مَلل الشعوب وسكوتها، مؤكّداً أنّه على الرغم من ذلك فإن التظاهرات تستمر في أوروبا والغرب.

وبيّن أنّ الأميركي حوّل مسألة التظاهر والاعتصام المساندين لفلسطين إلى جريمة حرب يُحاسَب الإنسان عليها ويحاكَم ويعاقَب.

"إسرائيل" تقتل بأدوات أميركية

وقال السيد الحوثي إنّ النازحين الفلسطينيين يتم استهدافهم بالقنابل الأميركية الذكية، والتي تُستخدم في المواجهات مع الجيوش الكبرى، لافتاً إلى أنّ العدو يستهدف النازحين في المناطق التي يزعم أنها آمنة كأنها مصائد للمجتمع الفلسطيني.

وأشار إلى أنّ العدو يستمر على مدى أكثر من شهرين في إغلاق معبر رفح إلى مصر، ويمنع وصول أيّ مواد غذائية وطبية. وفي المقابل، هناك كميات مكدسة من الغذاء في الرصيف الأميركي العائم، بينما  يتضور الشعب الفلسطيني جوعاً.

صورة الصمود تتجلى في المقاومة والعشائر الفلسطينية 

وتطرق قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، في كلمته، إلى واقع المقاومة في قطاع غزّة، قائلاً إنّ المجاهدين في غزّة، عبر الإمكانات البسيطة والمعاناة، وعلى الرغم من الخذلان العربي الواسع، يصبرون ويثبتون ويرممون وضعهم، موضحاً أنّ المجاهدين والمجتمع في غزّة لا يزالون في موقف الصمود والثبات العظيم والتصدي للعدو في كل المحاور.

ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الأسبوع الماضي تميز بالكثافة والنوعية لعمليات كتائب القسّام وسرايا القدس ومختلف الفصائل المقاومة، مبيّناً أنّ أنّ المقاومة تستفيد من التجربة التي اكتسبتها خلال الفترة الزمنية الماضية في تطوير الأداء على رغم حجم العدوان والحصار.

وذكر أنّ من المفاجآت القوية تنفيذ كتيبة للقسّام، كان العدو أعلن سابقاً تفكيكها، 14 عملية في الساعات الأولى لاجتياح غربي غزة، مشيراً إلى أنّ الكتيبة أعادت ترميم نفسها وأعادت نشاطها العملياتي بفعالية عالية وإتقان ومهارة وتكتيكات مذهلة ومؤثرة.

ووصف قائد حركة أنصار الله الانطلاقة للتجنيد في غزة بأنّها "بشارة مهمة جداً"، فمع المظلومية التي يواجهها أهالي غزّة، هناك ثبات وصبر واستمرار في حمل راية الجهاد. وفي المقابل، يعاني جيش العدو الإسرائيلي مشكلة حقيقية في التجنيد، وهناك إحباط وهجرة معاكسة.

ووجّه السيد الحوثي التحية إلى كل العشائر الفلسطينية على موقفها الثابت والواعي، والذي يدل على وعي وبصيرة وتماسك وثبات في رفض كل محاولات العدو الإسرائيلي، مؤكّداً أنّ العدو فشل في ابتزاز العشائر الفلسطينية واستغلال حالة المجاعة لفرض إدارة غير الإدارة الحكومية في قطاع غزة.

جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق مهمة

وتحدّث قائد حركة أنصار الله اليمنية عن جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية، وقال إنّه لم يسبق أن كانت هناك مساندة من البلدان العربية، عبر الوقوف عسكرياً مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه، كما هي الآن في جبهات الإسناد.

وأكّد السيد الحوثي أنّ لجبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق أهمية كبيرة جداً، وفرضت معادلة جديدة. وعلى الرغم من ذلك، فإنّه قال إنّ "جبهة الشعب الفلسطيني هي في قلب المعركة، وهي الجبهة الكبرى والساخنة، ولا مزايدة عليها من أحد".

وأشار السيد الحوثي إلى أنّ جبهات الإسناد على تنسيق تام مع الإخوة الفلسطينيين وتسعى للتصعيد أكثر.

وشدّد على أنّ ثبات جبهات الإسناد وفعّاليتها وتضحياتها واضحة مهما شكك البعض في ظل الهجمة الإعلامية التي تساند العدو، مشيراً إلى أنّ جبهات الإسناد واجهت كثيراً من الضغوط، ولا تزال، من أجل إيقافها والاستفراد بالشعب الفلسطيني.

وبشأن جبهة الإسناد اللبنانية، أشار السيد الحوثي إلى أنّ من أبرز عمليات حزب الله هذا الأسبوع استهداف مركز الاستطلاع الإسرائيلي في جبل الشيخ، للمرة الأوّلى منذ حرب أكتوبر عام 1973، مؤكّداً أنّ جبهة حزب الله عطّلت الإنتاج الصناعي الإسرائيلي إلى حد كبير، ولاسيما في شمالي فلسطين.

وقال إنّ جبهة حزب الله حجزت 100 ألف ضابط وجندي ودمّرت مواقع العدو الإسرائيلي في شمالي فلسطين، وطردت عشرات الآلاف من المستوطنين من البؤر الاستيطانية، مؤكّداً أنّ جبهة حزب الله ساخنة وفعّالة وقوية، وقدمت الشهداء، وعلى رأسهم قادة عظماء وأخيار.

أمّا في العراق، فأشار السيد الحوثي إلى أنّ جبهة المقاومة الإسلامية في العراق نفّذت هذا الأسبوع 3 عمليات ضد أهداف حيوية وحساسة للعدو الإسرائيلي.

وشدّد على أنّ تأثير العمليات المشتركة سيتعاظم ويقوى ويكبر حتى يمثل عامل ضغط كبيراً جداً في البحر الأبيض المتوسط، مبيناً أنّ تأثير هذه العمليات يتجلى في تصريحات الجهات الدولية والرسمية".

"معركة خاسرة لـ"إسرائيل" وأميركا أمام اليمن"

وذكّر قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، بالعمليات في الجبهة اليمنية، قائلاً إنّ أهمها هذا الأسبوع استهداف سفينة أميركية شمالي شرقي جزيرة سقطرى، مؤكّداً أنّ صواريخ حاطم فرط الصوتية هي التي أرهبت حاملة الطائرات الأميركية والمدمرات الغربية.

وقال السيد الحوثي إنّ الأميركي يريد من اليمن التوقف عن إسناد غزة، وأن يترك المجال للسفن الإسرائيلية لتعبر من البحر الأحمر، مشدّداً على أنّ "أيّ تداعيات أو خطوات لن تصرفنا عن أولوية مساندة الشعب الفلسطيني".

وأكّد أنّه "على الرغم من أنف كل عميل فإننا ثابتون في موقفنا، وسنواصل عملياتنا عبر الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، وزورق الطوفان، وستستمر ما استمر العدوان الإسرائيلي".

وقال السيد الحوثي إنّ بعض الأميركيين شبّه هروب حاملة الطائرات "آيزنهاور" بـ"فيل يهرب من فأر"، ووصفوه أيضاً بأنّه "حدث غير مسبوق في تاريخ الحروب، وصنع تاريخاً جديداً".

ونقل السيد الحوثي قول الأميركيين إنّ "حاملة الطائرات كانت مهيَّأة لمحاربة قوى عظمى، فإذا بها تخوض معركة خاسرة ضد جماعة حرب عصابات برية، لا تملك أي قوة بحرية".

وبيّن أنّ العدو الإسرائيلي يتحدث باندهاش وخوف بسبب ما يمتلكه الجيش اليمني من إمكانات عسكرية ضخمة فتاكة تجاوزت كل التقنيات التي يمتلكها الأعداء، مذكّراً بما أكّده معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي  في دراسته، والتي جاء فيها أن "اليمن يمتلك أسلحة تمكّنه من تنفيذ هجماتٍ فتاكة".

أمّا الاعتداءات الأميركية - البريطانية على اليمن فبلغت 570، بين غارة جوية وقصف بحري، وأسفرت عن ارتقاء 57 شهيداً وجرح 87 شخصاً، في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس". 

وشدّد على أنّ العدوان الأميركي - البريطاني "لن يؤثر أبداً في موقفنا المبدئي"، كاشفاً أنّ عدد قوات التعبئة بلغ 372174 متدرباً جاهزاً للقتال. 

الجبهات تساند دون تدخل في تفاصيل المفاوضات

وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال السيد الحوثي إنّ جبهات الإسناد مستمرة وثابتة في دعمها للمقاومة الفلسطينية من دون التدخل في تفاصيل المفاوضات، مؤكّداً أنّ "القرار في المفاوضات هو قرار الشعب الفلسطيني ومقاومته، وعلى رأسها حماس".

وبيّن أنّ دور جبهات الإسناد هو في إطار الإسناد التام والتأييد للموقف الفلسطيني والوقوف معه في إطار نصرة هذه القضية العادلة.

وشدّد على أنّ موقف كل جبهات الإسناد منسجم بكل ما تعنيه الكلمة مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

في المقابل، أشار السيد الحوثي إلى أنّ الأميركي والدول الغربية منزعجة جداً من المعادلة الجديدة المهمة لجبهات الإسناد.

تحية إلى الشعوب في مقابل خذلان الأنظمة العربية 

وخصّ السيد الحوثي في حديثه البحرين، موضحاً أنّه "في البحرين توجد وقفات ودعوات اعتصام تحت عنوان المقاطعة كجبهة إسناد ونموذج عن الوفاء والثبات في الموقف المناصر لفلسطين".

ووجه السيد الحوثي التحية إلى الشعب البحريني، مؤكداً أنّ هذا درس مهم لسائر الشعوب المتخاذلة في مسألة المقاطعة. 

ووجّه السيد الحوثي التحية إلى الشعب المغربي، مؤكّداً أنّه "ثبت وفاءه وانتماءه وأصالته وإنسانيته وقيمه وأخلاقه" عندما خرج في كثير من المدن لمساندة الشعب الفلسطيني.

في المقابل، قال إنّ "النظام المغربي يسعى لتدجين الشعب المغربي والانحراف بولائه وموقفه، لكن هناك يقظة ووعياً" لدى الشعب.

في جانب آخر، تحدث السيد الحوثي عن الدور السلبي لبعض الأنظمة العربية، مؤكّداً أنّ هذا الدور "هو في إطار توجهها قبل هذه الجولة من الصراع، تحت عنوان التطبيع والولاء والتحالف مع العدو الإسرائيلي".

وبيّن أنّ بعض الأنظمة العربية دخل مع العدو الإسرائيلي في شراكة وبرنامج يهدفان إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ شعوب بعض الأنظمة العربية لا تجرؤ على المجاهرة بموقف مناصر للشعب الفلسطيني.

التصعيد السعودي سيفشل أمام ثبات موقفنا

وبشأن الدور السعودي، شدّد قائد حركة أنصار الله اليمنية على أنّه مهما كان تصعيد السعودية ومهما نتج من تداعيات، فإنّ ذلك "لن يؤثر أبداً في موقفنا الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني"

وطمأن المقاومة في غزة والشعب الفلسطيني وكل أحرار الأمة والعالم إلى أنّ "السعودي لن ينجح أبداً مهما فعل"، لافتاً إلى أنّ "السعودي يعمل في الاتجاه الأميركي كي نوقف عمليات الإسناد"، واصفاً هذه الحالة بـ "الغباء الرهيب". 

وأشار إلى أنّ الأميركي سعى، بعد إدراكه أن لا جدوى في عملياته، لتوريط النظام السعودي ليقدم على عدوان وتصعيد غير مسبوقين، في المجال الاقتصادي.

وبيّن أنّ منع السعودية للرحلات من مطار صنعاء لا يمكن قبوله أبداً، وأنّ البريطاني والأميركي يحرضان بشأن الميناء. ووصف السيد الحوثي المضايقة السعودية للبنوك والمصارف الأهلية والشركات اليمنية بـأنها "خطوات ظالمة عدوانية لا يمكن قبولها ولا التغاضي عنها".

ووجّه السيد الحوثي كلامه إلى السعودية، مؤكّداً أنّ "خطواتك العدوانية في سياق الأوامر الأميركية لخدمة إسرائيل، ومحاولة إجبارنا على التراجع عن إسناد غزة، هي عين المستحيل"، وأضاف أن "تحذيرنا للسعودي بداية العام الهجري الجديد هو تحذير جاد بكل ما تعنيه الكلمة".

وفي هذا السياق، توجه السيد الحوثي في حديثه إلى اليمنيين، قائلاً إنّ "السعودي يريد منكم أن تتفرجوا على مأساة الشعب الفلسطيني، وأن ترقصوا مثله، وتتجاهلوا صرخات الشعب الفلسطيني"، متابعاً أن "الأعداء يريدون منكم أن تتراجعوا عن موقفكم المساند لغزّة، وأن تخذلوا الشعب الفلسطيني، وأن توقفوا العمليات المساندة" له.

اقرأ أيضاً: قبطان مدمرة أميركية لـ"سي بي إس نيوز": عجزنا عن صد جميع هجمات اليمن

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك