بايرن ميونيخ "فريق العام" الإستثنائيّ

في عام كرويّ إستثنائيّ بسبب كورونا، كان بايرن ميونيخ بطلاً إستثنائياً أيضاً بسيطرته على كل الألقاب مع أداء رائع ونتائج مذهلة في عام لا يُنسى.

  • بايرن ميونيخ
    بايرن ميونيخ "فريق العام" الإستثنائيّ

كان عام 2020 الكروي استثنائياً تحديداً من منتصفه مع "لاعب" جديد غيّر الكثير وهو فيروس كورونا، وكذا كان الفريق البطل في 2020 إستثنائياً.

بايرن ميونيخ الألماني هو، دون منازع، أفضل فريق لعب كرة قدم في 2020، وأفضل فريق من خلال النتائج في 2020، وأفضل فريق حصد الألقاب في 2020. كان البافاري كلّ شيء في 2020، لذا يمكن القول أن العام 2020 هو عام بايرن ميونيخ بامتياز، لكنه ليس أي عام بالنسبة للبافاري إذ لم يسبق أن حصد الفريق كل تلك الانجازات والألقاب في عام واحد رغم سجلّه الحافل بالتتويجات، وحتى أوروبياً فإن برشلونة الإسباني في العام 2009، بقيادة جوسيب غوارديولا، هو وحده من توِّج بالسداسية وإذ ببايرن ميونيخ يحصد خماسية الدوري والكأس وكأس السوبر في ألمانيا ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي، وبعد فإن الحكاية لم تنتهِ وبإمكانه تكرار إنجاز "البرسا" عندما يخوض مونديال الأندية في شهر شباط/ فبراير المقبل ليُكمل السداسية.

بطل استثنائيّ

  • بايرن ميونيخ بطلاً لدوري أبطال أوروبا
    بايرن ميونيخ بطلاً لدوري أبطال أوروبا

لكن حتى فإن حكاية بايرن ميونيخ تفوق روعة ما فعله برشلونة، وإن كان كثيرون يذهبون إلى أن "البرسا" في 2009 كان فريقاً غير مسبوق لناحية الأداء وسحر الكرة و"التيكي تاكا" ووجود نجوم عظماء يكفي ذكر منهم الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إينييستا وتشافي هرنانديز، لكن يمكن القول أن البافاري، على الأقل على صعيد النتائج والغزارة التهديفية في دوري أبطال أوروبا، شكّل حالة إستثنائية ليس لها مثيل، إذ يكفي القول أنه وصل إلى اللقب دون أي خسارة أو تعادل وبفوزه في كل مبارياته وهذا ما لم يحصل سابقاً، كما يكفي القول أنه في العام 2020 ألحق البافاري هزيمة فادحة ببرشلونة نفسه في ربع النهائي 8-2 قلبت الأحوال رأساً على عقب في النادي الكتالوني وأطاحت بمدرّبه السابق كيكي سيتيين وكانت أحد أسباب قرار ميسي بالرحيل عن صفوفه في الصيف الماضي قبل أن يقرّر البقاء في "كامب نو" هذا الموسم، وهي الهزيمة التي لن ينساها الكتالونيون أبداً وستحفر عميقاً في ذاكرتهم. 

بايرن ميونيخ بطل عن جدارة. هذا القول يقترن بإنجازات البافاري في 2020. كان من الإجحاف بعد كل ما قدّمه الفريق في هذا العام ألّا يكون على منصات التتويج تحديداً في البطولة الأهمّ أي دوري الأبطال. إذ منذ دور المجموعات أظهر بايرن شخصية البطل وأنه فريق قويّ ومنافس شرس على اللقب تحديداً عندما ألحق الهزيمة بتوتنهام الإنكليزي في لندن 7-2 في مباراة سجّل فيها أحد نجوم الفريق هذا العام سيرج غنابري "سوبر هاتريك" رباعية، ثم أطاح بتشلسي من دور الـ 16 بنتيجة 7-1 ذهاباً وإياباً، وبعد استكمال البطولة في لشبونة جاءت الثمانية في مرمى برشلونة ثم فاز 3-0 على ليون الفرنسي في نصف النهائي وأخيراً 1-0 على الفريق الفرنسي الآخر باريس سان جيرمان في النهائي.

وإذا كان غنابري أحد نجوم بايرن ميونيخ في 2020 فإن المتألّقين كانوا كُثراً هذا العام من جوشوا كيميتش إلى ليون غوريتسكا وتوماس مولر الذي استعاد مستواه وتألّقه وديفيد ألابا وتياغو ألكانتارا (انتقل إلى ليفربول) و"الاكتشاف" ألفونسو ديفيس و"عريس" النهائي كينغسلي كومان والمتألّق دائماً مانويل نوير الذي اختير أفضل حارس في العالم في جوائز "الأفضل" من "الفيفا"، إلا أن النجم الأول كان البولندي روبرت ليفاندوفسكي أو "ماكينة الأهداف" الذي قاد البافاري للانتصارات وتوِّج هدافاً للدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، ليُكافأ باختياره أفضل لاعب في أوروبا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومن ثم أفضل لاعب في العالم من "الفيفا"، وكان الأوفر حظاً لنيل الكرة الذهبية لو لم تلغِ صحيفة "فرانس فوتبول" الجائزة في 2020 بسبب كورونا.

فليك أروع حكاية

  • لاعبو بايرن يحملون هانز فليك (أرشيف)
    لاعبو بايرن يحملون هانز فليك (أرشيف)

لكن يمكن القول أن مدرب بايرن ميونيخ هانز – ديتر فليك حكاية بحدّ ذاتها من أروع حكايات العام 2020. صحيح أن لاعبي البافاري تألّقوا، لكن، دون مبالغة، فإن كل تلك الإنجازات ما كان ليحصدها الفريق لولا وصول فليك.

إذ منذ أن حلّ هذا المدرب الطموح مكان الكرواتي نيكو كوفاتش بعد الخسارة 1-5 أمام فرانكفورت في "البوندسليغا" قبيل انتصاف الموسم الماضي، تغيّر كل شيء في بايرن وبدأت الانتصارات تلحق بعضها في الدوري ودوري أبطال أوروبا. بدا الفرق شاسعاً بين بايرن قبل فليك وبعده سواء لناحية أداء اللاعبين والنتائج وعودة نجوم للتألّق تحت قيادته وأبرزهم مولر الذي استعاد مكانه في الفريق بعد أن كان قليل المشاركة في فترة كوفاتش، كما أن فليك منح الثقة التامة للواعد ألفونسو ديفيس الذي قدّم الروائع مع الفريق خصوصاً في المباراة أمام برشلونة.

بدا فليك كأنه يعرف بايرن ميونيخ منذ زمن بعيد وهذا غير مفاجىء بعد تجربته كمساعد ليواكيم لوف مدرب ألمانيا والتتويج بلقب مونديال البرازيل في العام 2014 حين تألّق مولر ونوير، كما أظهر هذا المدرب قوة شخصية وثقة عالية بالنفس وكفاءة تدريبية من خلال اختياره لطريقة اللعب والأسماء وخياراته خلال المباريات، ليُكافأ أولاً من الإدارة البافارية بأن أصبح المدرب الدائم للفريق بعد أن حلّ لفترة مؤقّتة، ثم جاء تتويجه أفضل مدرب في أوروبا وكان قريباً جداً من التتويج بجائزة أفضل مدرب في العالم من "الفيفا" لكنها ذهبت، في مفاجأة لكثيرين، للألماني الآخر يورغن كلوب مدرب ليفربول.

أمام كل تلك الألقاب والجوائز للاعبيه، يمكن القول أن بايرن ميونيخ أمسك المجد من أطرافه في عام 2020. ماذا الآن عن 2021؟ منذ بداية الموسم الجديد فإن البافاري يسير على خطى الموسم الماضي وهو يتصدّر "البوندسليغا"، كما تأهّل إلى دور الـ 16 لدوري الأبطال بجدارة دون أي خسارة بفوزه في 5 مباريات بينها 4-0 على أتلتيكو مدريد الإسباني و6-2 على سالزبورغ النمساوي مقابل تعادل واحد على ملعب "الروخيبلانكوس"، مسجّلاً 18 هدفاً في 6 مباريات في دور المجموعات. 

فهل يتفوّق بايرن ميونيخ على نفسه قبل منافسيه في 2021؟