جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!

دونالد ترامب خرج من البيت الأبيض، وترك خلفه العديد من الصراعات مع رياضيين وأندية، فما التحديات التي سيواجهها جو بايدن في هذا المجال؟

  • جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!
    جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!

غادر "الرجل العجوز" البيت الأبيض، بعد 4 سنوات مليئة بالجدل، والقرارات المفاجئة التي لم تكن متوقعة. ومع خروجه سيدخل "رجل عجوز" آخر، وهو جو بايدن، الذي أصبح أكبر رئيس للولايات المتحدة الأميركية عن عمر 78 عاماً.

وما بين ترامب وبايدن يسأل الأميركيون كيف ستكون سياسات الأخير؟ ما الذي سيغيره في كل المجالات؟ الرياضيون والقائمون على الرياضة في أميركا من بين المنتظرين.

ترامب جلب الاستثمارات وحارب الرياضيين!

  • جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!
    ستسضيف الولايات المتحدة الألعاب الأولمبية في العام 2028 والتي ستقام في لوس أنجليس 

عهد ترامب كان مزيجاً من الإيجابية والسلبية بالنسبة للرياضة الأميركية، لكن ولايته غلب عليها الطابع السلبي فيما يخص الرياضة، لأن الرياضيين يشكلون سفراء للبلاد، وهم جزء مما يسمى بـ"الدبلوماسية الناعمة"، لذلك لا يمكن أن تكون ندًّا لهم ويتوجب عليك أن تدعمهم وتقف في صفهم، وهذا ما لم يفعله ترامب، بسبب عنصريته وغروره.

في السنوات الـ4 التي كان فيها ترامب رئيساً، نجحت الولايات المتحدة بالفوز بحقوق تنظيم أهم حدثين رياضيين في العالم، كأس العالم والتي ستستضيفها أميركا في العام 2026 إلى جانب كندا والمكسيك، والألعاب الأولمبية في العام 2028 والتي ستقام في لوس أنجلوس. 

بما أن ترامب رجل لا يفكر سوى في المال والاقتصاد فلا شك أن هذين الحدثين سيكونان علامة فارقة في تاريخ أي دولة، فمثلاً ستوفر الألعاب الأولمبية الصيفية للولايات المتحدة الأميركية ما يقارب الـ122 ألف وظيفة، وستعود بأرباح تقدر بـ 18 مليار دولار وستكون سبباً في زيادة دخل العمال بقيمة 9 مليار دولار، وبطبيعة الحال كل هذه الأرقام مرتبطة بتطور كل ما هو متعلق بفيروس كورونا مستقبلاً.

أما عن الرياضيين، فترامب "المشاغب" لم يُقم لهم وزناً، بل أخذ يدخل مع أهم نجوم الرياضة في مناكفات، رفض الحديث عن المساواة في الأجور بين اللاعبات واللاعبين، وأخذ يهاجم منتخب النساء لكرة القدم الذي يعد من الأنجح في تاريخ أميركا ودخل في سجالات مع أهم الرياضيات، ميغان رابينوي وغيرها.

في العام 2017، رفضت مجموعة من أعضاء ولاعبي فريق غولدن ستيت ووريرز زيارة الرئيس بعد التتويج بلقب الـ"NBA" كإشارة احتجاج على سياسات الإدارة التي كانت في عامها الأول.

وأثناء الاحتجاجات التي شهدتها أميركا ضد العنصرية، أخذ ترامب يتحدى الرياضيين من الأميركيين-الأفريقيين، ويحرض عليهم ويحاول حرمانهم من القيام بالركوع ورفع القبضات، حيث منع اتحاد كرة القدم الأميركي (American Football) اللاعبين من فعل ذلك أثناء عزف النشيد الوطني. أما مناصرو ترامب من الرياضيين فوجدوا أنفسهم مكروهين في الوسط الرياضي.

بايدن يعلم جيداً.. الرياضة لوحة جميلة!

  • جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!
    وعد بايدن بأنه سيسعى إلى المساواة في الأجور

جو بايدن الرئيس الجديد للولايات المتحدة، يعلم قيمة الرياضة جيداً ومدى ارتباطها في السياسية، وقيمتها في رسم "صورة ذهنية جميلة" عن للدولة. 36 عاماً في مجلس الشيوخ وفترتين كنائب للرئيس، كان ينظر فيها دائماً للرياضيين والمنافسة الرياضية كمصدر للارتقاء والتلاقي وإيجاد أرضية مختلفة ومشتركة، فهو يقول إنه يجد في الرياضة مكان لغرس الثقة والمفاهيم الجميلة.

كل هذه الكلمات والقناعات تبقى كلاماً فارغاً، لأن ذلك لن يتغير إلّا عندما يبدأ العمل على أرض الواقع، فما الجديد الذي سيقدمه بايدن؟

أول ما ينتظر بايدن عندما يدخل البيت، هو إصلاح الشرخ الذي أحدثه الرئيس السابق بين الرياضيين وبيت الرئاسة، فعليه أن يجمع بين المحبين له والمعادين تحت علم واحد، الرياضة، وقد تكون ألعاب القوى واستضافة الألعاب الأولمبية وكأس العالم والرياضة الجامعية فرصة لفعل ذلك، فبعد فوزه في الانتخابات لاقى ترحيباً كبيراً، لاعبون مثل ماجيك جونسون "أسطورة" ليكرز، وستيفن كيري وغيرهم دعوا للابتهاج والاحتفال.

في حملته الانتخابية، وعد بايدن بأنه سيسعى إلى المساواة في الأجور بين منتخب النساء ومنتخب الرجال لكرة القدم (Soccer)، وقال إن على الباحثين عن تمويل لكأس العالم 2026 أن يجدوا طريقة أخرى للتمويل، في ذلك الوقت كانت جائحة كورونا في بدايتها، والوضع الاقتصادي الحالي في العالم والولايات المتحدة مختلف الأمر الذي سيصعب الأمور على بايدن.

بايدن هو الآن الرجل الذي يتعين على منظمي كأس العالم التعامل معه وقد يكون ذلك مدعاة للقلق بالنسبة لكرة القدم الأميركية بعد رفع دعوى قضائية ضدهم من قبل 28 لاعبة في المنتخب الوطني، يسعون للحصول على 66 مليون دولار كتعويض بموجب قانون المساواة في الأجور، حيث رفضت الدعوى لكن الأمور ستختلف الآن مع وصول بايدن.

سيواجه جو بايدن صعوبة في عالم الرياضة خصوصاً في التعاطي مع دوري كرة القدم الأميركية، حيث يميل المسؤولون إلى ترامب، فهو مستثمر في الرياضة منذ زمن طويل، وداعمٌ للرياضة في كل القضايا القانونية والمالية وغيرها، لذلك سيكون بايدن أمام تحدٍ صعب من أجل كسب رضا المسؤولين هناك.

أحداث الكابيتول فرصة للتصفية!

  • جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!
    بايدن أمام فرصة لمعرفة خصومه في الرياضة

في أيام ترامب الأخيرة، شهد مبنى "الكابتول" هجوماً من أنصار الرئيس السابق، ومن بينهم رياضيون حرضوا على فعل ذلك، هذا الهجوم قد يصب في صالح الرئيس الجديد، الذي سيكون قادراً على تحديد مؤيديه والذين سيتعاونون معه وآخرين سيشكلون سدّاً في وجهه.

وكان أحد أكثر الأشخاص المعروفين الذين وجهت إليهم تهمة بعد أعمال الشغب في "الكابيتول" بطل السباحة الأولمبي كليتي كيلر، الذي يعيش في كولورادو. اعتقل كيلر (38 عاماً) وحضر جلسة استماع في محكمة فيدرالية في دنفر.

أما دوري البيسبول الرئيسي علق جميع مساهماته السياسية بانتظار الرئيس الجديد، حيث قال المسؤولون إنهم ينتظرون "سياسة مساهمتهم في المستقبل"، وفقاً لما قالته الرابطة لـ"وكالة أسوشييتد برس".

إصلاحات في الرياضة الجامعية

  • جو بايدن والرياضة.. طريق للمواجهة محفوف بالصعوبات!
     تمت مناقشة قضية حقوق الرياضيين بشكل متكرر في "الكونغرس"

تشكل الرياضة الجامعية ساقية للرياضة الأميركية في مختلف الرياضات، فهي تصدر نجوماً بمستويات عالية، يذكر منهم كثر، الراحل كوبي براينت، وليبرون جيمس وغيرهم، لكن واقع حقوق الرياضيين الجامعيين في حالة صعبة. 

الرئيس الجديد سيكون مطالباً بتغيير في هذا الخصوص، حيث تمت مناقشة قضية حقوق الرياضيين بشكل متكرر في "الكونغرس" على مدار العامين الماضيين، وتتعرض الرابطة الوطنية لألعاب القوى الجماعية "NCAA" لضغوط من أجل الإصلاح.

وبموجب القواعد الحالية، لا يتلقى الطلاب الرياضيون أي نصيب من ملايين الدولارات الناتجة عن رياضاتهم من خلال أسمائهم وصورتهم في التسويق (name, image, and likeness "NIL)

ومن المرجح أن يفكر الديمقراطيون في تغيير أكثر شمولاً في هذا الخصوص، والذي لن يسمح فقط للرياضيين الجامعيين بكسب المال من صفقات الرعاية مع الحد الأدنى من القيود، بل من الوصول إلى حماية رعاية صحية أكبر وفرص تعليمية. يسيطر الديمقراطيون حالياً على كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، مع وجود كسر فاصل في التصويت في يد نائبة الرئيس كامالا هاريس التي دعمت سابقاً معالجة هذه التفاوتات للرياضيين.

هذا يعني أنه في السنوات الـ4 المقبلة، يمكن إصلاح الهيكل الأساسي للرياضات الجامعية في الولايات المتحدة بالكامل.
 
وفي الساعات الأولى من توليه منصب الرئيس، من المقرر أن يتراجع جو بايدن عن بعض القرارات "الأكثر إثارة للجدل" التي اتخذها سلفه، والعم على معالجة جائحة فيروس كورونا، وبعدها سيعطي وقتاً أكثر للاهتمام بعالم الرياضة الذي سيكون كفيلاً برسم صورة عن ملامح سياسات الإدارة الجديدة في الشأن الداخلي.