جماهير كرة القدم ساهمت في الثورة التونسية

جذبت الثورة التونسية في عام 2011 جماهير كرة القدم إليها، بل يمكن القول أن هذه الأخيرة كان لها دورها الفاعل في إطلاق الثورة التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي.

جماهير النادي الأفريقي
جذبت الثورة التونسية في عام 2011 جماهير كرة القدم إليها، بل يمكن القول أن هذه الأخيرة كان لها دورها الفاعل في إطلاق الثورة التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي حيث قادت رموز ألتراس النادي الأفريقي العريق "الوينرز" الجماهير الثائرة في المناطق الشعبية في العاصمة، وساهم دخولها في الحراك الإجتماعي إلى جانب أبناء تلك المناطق في زعزعة النظام.

أما سبب مشاركة جماهير النادي الأفريقي في الثورة فيجيب عنه بغازي الشابي، أحد أقدم عناصر "الوينرز" لموقع "رصيف 22" حيث يقول: "تدخّل أصهرة الرئيس الأسبق في تسيير الفريق قبل الثورة، ولّد لدى الجماهير نقمة على النظام، وكانت الهتافات مباشرة وغير مباشرة موجّهة نحو السلطة وأصهرة الرئيس مثل شعار "نحن لن نكترث لأي كان".

وأطلق ألتراس النادي الأفريقي أغنية "تيستامنت" خلال الثورة وتقول إحدى جملها "الثورة إحنا بديناها" وقد ألهبت حماسة الجماهير. 

ويقول المدوّن المصري محمود عبادي صاحب مدونة "جيمي هود" أنه شخصياً كان أيام ثورة يناير في مصر يستمع للأغنية ويخرج للتظاهر ضد نظام حسني مبارك.

وقد كان لجماهير النادي العريق الآخر الترجي إسهاماتها في الثورة وهي تعود إلى ما قبل انطلاقتها الفعلية وتحديداً خلال شهر نيسان/ أبريل 2010 عندما اشتبكت مع قوات الشرطة، وقد نشرت بعد الثورة في صفحتها الرسمية على موقع "فايسبوك" تعليقاً ذكّرت فيه بتلك الحوادث وقالت: "في يوم تاريخي ومواجهات دامية مع بوليس بن علي… جمهور الترجي ينتفض على القمع ويلقّن البوليس درساً إِعترف أكبر الكوادر الأمنية بعد الثورة أنه كان مؤلماً وأيقنوا بعد ذلك أن الشعب الذي فيه شباب بهذه الشجاعة والكرامة لن يسكت كثيراً وثورة هذا الشعب قادمة لا محالة... جمهور الترجي فخر هذا الشعب".

وإذا كان للجماهير دورها في الثورة فإن هذه الأخيرة أطاحت بالعديد من المسؤولين الرياضيين في تونس الذين استغلوا مناصبهم الرياضية أو علاقة القرابة أو المصاهرة مع الرئيس المخلوع بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي ليرتكبوا تجاوزات مالية ويتورطوا في قضايا استغلال نفوذ وفساد مالي وإداري. 
وكانت البداية برئيس اللجنة الوطنية الأولمبية والرئيس السابق للترجي سليم شيبوب حيث اتُهم بالفساد المالي واستغلال النفوذ واستغلال مصاهرته للرئيس المخلوع لتحقيق أرباح.
كما شملت التحقيقات في قضايا الفساد والرشوة واستغلال النفوذ والمناصب عدة مسؤولين رياضيين آخرين بعضهم تم إيقافه ومن بين هؤلاء صهر بن علي ورئيس نادي مستقبل المرسى، المنتصر المحرزي، في قضية مطار تونس قرطاج فضلاً عن اتهامه في قضايا فساد مالي ومحاولة تصدير عملة أجنبية.
كذلك أُخضع الرئيس السابق للإتحاد التونسي لكرة القدم خالد صانشو إلى التحقيق في قضية فساد مالي تماماً مثل الرئيس السابق لنادي الملعب التونسي، جلال بن عيسى، في قضايا فساد واستغلال نفوذ.