"المونيتور": الانتخابات التونسية تصدرت محادثات سعيد - بلينكن

أثار بلينكين مع الرئيس التونسي أهمية إجراء "انتخابات حرة ونزيهة"، فضلاً عن "الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات الديمقراطية".

  • متظاهرون ضد سياسة الرئيس قيس سعيد في العاصمة تونس / جيتي إيماجيس.
    متظاهرون ضد سياسة الرئيس قيس سعيد في العاصمة تونس / جيتي إيماجيس.

تناول موقع  "المونيتور" الأميركي في تقرير له من واشنطن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للعاصمة الأميركية للمشاركة في القمة الأميركية الإفريقية.

وقال التقرير إنه قبل أيام قليلة من إجراء تونس انتخابات برلمانية "يقول النقاد إنها ستزيد من انتزاع الرئيس قيس سعيد للسلطة، جلس الزعيم التونسي المحاصر يوم الأربعاء (أمس) وجهاً لوجه في واشنطن مع كبار المسؤولين الأميركيين القلقين من تراجع الديمقراطية في بلاده".

فقد التقى سعيد بوزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين على هامش قمة القادة الأميركية الأفريقية، وهي قمة تستمر ثلاثة أيام تضم عشرات القادة الأفارقة بهدف تعزيز العلاقات الأميركية مع القارة السمراء. 

وفي تصريحات له قبل اجتماعه المغلق مع بلينكن، دافع سعيد عما وصفه كثيرون بانقلاب، قائلاً إنه "ليس لديه بديل آخر سوى إنقاذ الأمة التونسية" عندما قام بتجميد البرلمان المنتخب في تموز / يوليو 2021 وأقال رئيس وزرائه.

ورأى "المونيتور" أن اللامبالاة تتزايد بين الناخبين قبيل انتخابات السبت المقبل لانتخاب برلمان يحل محل الهيئة التشريعية التي حلّها سعيد. وقال مراسل الموقع في تونس: "على عكس الجولات السابقة، فإن اللافتات والشعارات وصور المرشحين لا تكسو جوانب المباني أو تعم الشوارع هذا العام".

وأشار الموقع إلى أنه في أعقاب استفتاء تمت مقاطعته على نطاق واسع، وافقت تونس على دستور جديد في تموز / يوليو الماضي، "يقول النقاد إن هذا الدستور قد عكس المكاسب الديمقراطية العديدة التي تحققت بشق الأنفس في البلاد التي ولّدت الربيع العربي".

انتخابات السبت تصادف في ذكرى التضحية التي قام بها بائع الخضروات محمد البوعزيزي والتي أشعلت شرارة الثورة التونسية.

قالت مونيكا ماركس، الخبيرة في الشؤون التونسية وأستاذة سياسات الشرق الأوسط في جامعة نيويورك أبوظبي، "للمونيتور": "هذه انتخابات زائفة لبرلمان بوتيمكين )ضعيف أو دمية) الذي يمكن للرئيس حله في أي لحظة من دون أي ضوابط أو توازنات".

وكشف المونيتور أن الانتخابات التونسية الوشيكة قد احتلت صدارة جدول أعمال اجتماع بلينكن – سعيد أمس الأربعاء. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، أثار بلينكين أهمية إجراء "انتخابات حرة ونزيهة"، فضلاً عن "الإصلاحات الشاملة لتعزيز الضوابط والتوازنات الديمقراطية".

وقال مسؤول تونسي كان حاضراً الاجتماع "للمونيتور" إن سعيد طمأن الأميركيين بأن "الشعب التونسي سيعبّر عن نفسه بحرية وصراحة" يوم السبت المقبل، مضيفاً أن "تونس كانت ديمقراطية وستبقى".

إجراءات سعيد، التي وصفها بأنها ضرورية لإصلاح نظام فاسد، حظيت في البداية بتأييد شعبي واسع. لكن أرقام الموافقة على وظيفته في تونس تراجعت وسط السخط على الاقتصاد، بحسب المونيتور. فقد تدفق الغضب الشعبي على شوارع وسط تونس نهاية هذا الأسبوع، كما ذكرت مراسلة موقع المونيتور، حيث هتف مئات المتظاهرين "سعيد، اخرج" و"الانقلاب سيسقط".

وأشار الموقع إلى أن تآكل الديمقراطية التونسية قد أثار قلق الكونغرس من كلا الحزبين ودفع إدارة الرئيس جورج بايدن إلى اقتراح خفض المساعدة الاقتصادية والعسكرية لتونس بمقدار النصف في طلب ميزانية عام 2023 إلى الكونغرس.

وقال بن فيشمان، الباحث في معهد واشنطن والمدير السابق لمجلس الأمن القومي لشمال إفريقيا، إن زيارة سعيد لواشنطن - الأولى له منذ احتكاره السلطة في تموز / يوليو 2021 - تمنحه طبقة إضافية من الشرعية. لكنها كذلك فرصة لمسؤولي بايدن للضغط على سعيد لإجراء إصلاحات.

وقال فيشمان: "سعيد غير معروف بأخذ أي مدخلات أجنبية - أو مدخلات محلية في هذا الشأن. لكننا سنرى ما سيحدث".

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت