صحافة تركية: يجب كبح جماح نتنياهو

بعد اغتيال هنية وشكر، دخلت الحرب مرحلة جديدة. وإذا لم تُكبح جماح المجرم بنيامين نتنياهو، فهذا يعني أننا نقترب من اندلاع حرب إقليمية.

0:00
  • بنيامين نتنياهو في لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن
    بنيامين نتنياهو في لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن

صحيفة "حرييت" التركية تنشر مقالاً للكاتب عبد القادر سلوي، يتحدث فيه عن عمليتي اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، ويرى أنّ هاتين العمليتين هما بداية مرحلة جديدة في الحرب القائمة التي قد تتوسع إذا لم يتم كبح جماح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

استُشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران نتيجة عملية اغتيال نفّذتها "إسرائيل". كان إسماعيل هنية زعيماً يريد السلام. أمّا "إسرائيل" التي قتلت من يريد السلام، فقد أثبتت مجدداً أنها تريد الاستمرار في الحرب. 
 
من الآن فصاعداً، دخلت الحرب مرحلة جديدة، فإذا لم يُكبح جماح المجرم بنيامين نتنياهو، فهذا يعني أننا نقترب من اندلاع حرب إقليمية، ذلك أنه دخل مرحلة جديدة من خلال القوة التي استمدَّها من أميركا عقب استقباله الحار في الكونغرس الذي صفق له مطولاً، إذ ضغط على الزناد لتحقيق هدفه المتمثل في توسيع رقعة الحرب لتشمل المنطقة. 
 
إنّ إقدام "إسرائيل" على اغتيال القائد العسكري الكبير  في حزب الله فؤاد شكر في بيروت بتاريخ 30 تموز/يوليو، ثم اغتيال هنية في طهران بعد ساعات قليلة صبيحة 31 تموز/يوليو، يدل على أنّ نتنياهو بدأ بوضع منهج جديد للحرب، فتدبير عمليتي اغتيال حسَّاستين ومتتاليتين يتطلَّب منا إجراء تحليل دقيق جداً. وقد أمر نتنياهو بهاتين العمليتين لجرِّ إيران إلى الحرب، وتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، ومن الواضح أنّه يريد دخول التاريخ بوصفه زعيماً يحقق هدف (أرض الميعاد) بالنسبة إلى "إسرائيل"، إلا أنّه لن ينجح في ذلك، فقد دخل التاريخ بصفته هتلراً جديداً حوَّل المنطقة إلى بحيرة من  الدماء.

ونحن الآن أمام استراتيجية جديدة للحرب التي يقودها نتنياهو، فالصواريخ التي أطلقتها "إسرائيل" على بيروت في 30 تموز/يوليو كان هدفُها توسيع دائرة الحرب بشكل كبير إلى لبنان. أمّا عملية الاغتيال التي طالت إسماعيل هنية في طهران بتاريخ 31 تموز/يوليو، فكانت أخطرَ عملية لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة. إذاً، نحن أمام مرحلة جديدة من الحرب. لذا، ينبغي أن نحلل هذه العملية بشيء من الرويَّة والتأنِّي.

لقد حصل نتنياهو على أقوى دعم أميركي في حياته السياسية بعد العدوان على غزة، وتم التصفيق له في الكونغرس الأميركي، واستقبله الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض،  كما التقى نتنياهو دونالد ترامب وكامالا هاريس، في حين أنّ بايدن الذي لم تكن لديه رغبة في توسيع نطاق الحرب لتشمل لبنان، لم يعد مرشحاً للرئاسة الأميركية، فهل قال بايدن لنتنياهو إنّ تحفظاته حول توسيع دائرة الحرب في عموم المنطقة لم تعد موجودة؟ وهل شعر نتنياهو بوجود فراغ وفوضى في الإدارة الأميركية فحصل على دعم الدولة العميقة لجعل طموحاته أمراً واقعاً؟ أيًّا كان الاحتمال الصحيح، فالوضع كارثي في كل الأحوال.    
 
وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، صرّح رونان بار، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلية، بأنّه مصمم على اغتيال قياديِّي حماس في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ولا سيما قطر وتركيا ولبنان، حتى لو استمر ذلك عدة سنوات. وبعد هذه التصريحات، اتصل رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن به، وقال له: "إياك ثم إياك أن تفكر في ذلك في تركيا، لأن عواقبه وخيمة".

وتركيا لم تكتفِ بالتحذير فحسب، بل اتخذت إجراءات احترازية. ونجح جهاز الاستخبارات التركية ووزارة الداخلية التركية في تفكيك العشرات من خلايا الموساد في الفترة الأخيرة.
 
وكان نتنياهو بعد أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر قد قال: "سنغيِّر خرائط دول المنطقة". وقد بدأ بخطواته لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة التي باتت على شفا حفرة من خطر فادح، فإذا لم تُكبح جماح نتنياهو، فالحرب الإقليمية غدت على أبوابنا.

حركة المقاومة الإسلامية، حماس، تنعى قائدها، إسماعيل هنية، باستهداف إسرائيلي لمكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يشارك في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.