"الغارديان": إعلان ترامب الغامض بشأن الأسلحة الأوكرانية يمثل تحولاً جذرياً

الاتحاد الأوروبي يعتزم شراء بعض الأسلحة الأميركية لكييف في حين ينسب الرئيس الأوكراني إلى ميلانيا ترامب الفضل في خيبة أمله في بوتين.

0:00
  • دونالد ترامب يستمع إلى مارك روته في المكتب البيضاوي
    دونالد ترامب يستمع إلى مارك روته في المكتب البيضاوي

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر مقالاً يتعلق بمؤتمر الرئيس الأميركي الصحافي مع الأمين العام للناتو، وما صدر عنه قرارت بشأن بيع أسلحة لأوكرانيا.

النص يشير إلى تغير مهم في نبرة ترامب تجاه روسيا وأوكرانيا، لكن غياب التفاصيل الملموسة يجعل من الصعب تقييم إذا ما كان ذلك يمثل تحولاً فعلياً في السياسة أو مجرد استعراض إعلامي. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

لمن يبحث عن تفاصيل، لم يُقدّم المؤتمر الصحافي المُطوّل الذي عقده دونالد ترامب لمدة نصف ساعة في المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، سوى حفنة من المعلومات. صرّح الرئيس بأنّ الولايات المتحدة ستبيع أسلحة لأوكرانيا، وأنّ دول الناتو الأخرى ستدفع الفاتورة، لكن التفاصيل الأخرى كانت شحيحة.

لم يُذكر أي مبلغ مالي، ما يُصعّب تقدير مدى تأثير إمدادات الأسلحة المقترحة على كييف. كانت التفاصيل بشأن الذخائر التي سيتم توفيرها شحيحة، مع أنّ ترامب ذكر أنظمة صواريخ باتريوت كاملة، وأضاف روته أنّه ستكون هناك أيضًا "صواريخ وذخيرة".

من الصعب تحديد حجم المشتريات العسكرية التي قد تجبر فلاديمير بوتين على التفكير في الدعوة إلى وقف إطلاق النار. ولكن، بمعنى أدق، فإن أي حزمة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار ستُرسل بالتأكيد إشارة واضحة إلى موسكو، خاصة عند مقارنتها بحزمة الـ 67 مليار دولار الذي قدمه سلف ترامب، جو بايدن، لأوكرانيا على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات.

كان هناك تهديدٌ محددٌ لموسكو. فقد وعد ترامب بفرض رسومٍ جمركيةٍ بنسبة 100% على روسيا إذا لم يوافق بوتين على اتفاقٍ لوقف القتال خلال 50 يوماً، مع أن سجل الرئيس السابق في فرض الرسوم الجمركية وإلغائها كان مُربكاً لدرجة أنه لا يُمكن افتراض ما سيحدث إذا لم تمتثل روسيا.

لكن لا شك في أنّ تصريحات ترامب يوم الإثنين تُعدّ لحظةً فارقةً من حيث النبرة. فرغم أنّ الرئيس لم يبدُ عليه الانزعاج أو الغضب من بوتين عندما قال: "نحن مستاؤون للغاية من روسيا"، إلا أن هناك قدراً واضحاً من الاستياء من نظيره الروسي.

تولى الرئيس الأميركي منصبه مقتنعاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في مناقشات بدت في البداية وكأنها تُشرك أوكرانيا كفكرة ثانوية. لكن، كما أوضح ترامب، فإن محادثاته مع الزعيم الروسي قادته تدريجياً إلى استنتاج أنّ بوتين لم يكن جاداً حتى الآن.

في هذا السياق، ربما كانت ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس السلوفينية المولد، أكثر جماعات الضغط نفوذاً في أوكرانيا. قال ترامب: "عدتُ إلى المنزل وأخبرتُ السيدة الأولى: 'تحدثتُ مع فلاديمير اليوم، وكان بيننا حديثٌ رائع. فقالت: حقًا؟ مدينة أخرى تضررت للتو. يبدو أنّها حثّته على إعادة النظر في ودِّه تجاه الزعيم الروسي، على الأقل في هذه الرواية.

قال ترامب إنه ظنّ أربع مرات أنه توصل إلى اتفاق مع بوتين، لكنه كرّر أنّ القصف الروسي الفوري لكييف ومدن كبرى أخرى دفعه إلى إعادة النظر. وأضاف: "لن تُبرم الصفقة، لأن القنابل ستُلقى في تلك الليلة، وستقولون إننا لن نعقد أي صفقات".

بالنسبة لفولوديمير زيلنسكي، تُعدّ هذه لحظة نصر. ففي نهاية شباط/فبراير، طُرد الرئيس الأوكراني من البيت الأبيض، بعد خلاف تلفزيوني حاد، وتوقفت شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، وتوقف تبادل المعلومات الاستخبارية، ورغم استئنافهما، بدت العلاقة هشة. وقبل أقل من أسبوعين، توقفت شحنات الأسلحة لفترة وجيزة مجدداً.

بدلاً من ذلك، تبنى زيلنسكي نبرةً أكثر حذراً، معرباً عن أمله في الربيع بأن يُدرك ترامب تدريجياً أنّ بوتين غير صادق. وخلال الأيام القليلة الماضية، توصّل ترامب إلى هذه النتيجة.

في حين أنّ الافتقار إلى التفاصيل قد لا يكون كافياً في الوقت الراهن لإجبار الكرملين على المطالبة بالسلام، فإنّ التغيير في اللهجة (واستعداد أوروبا لدفع الفواتير) يعنيان عودة أوكرانيا إلى كنف البيت الأبيض.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.