"Antiwar": هل سنرى سحب الفطر فوق كشمير؟
أيّ حرب نووية بين الهند وباكستان ستقتل 3 ملايين شخص فوراً، وتصيب 100 مليون آخرين.
-
"Antiwar": هل سنرى سحب الفطر فوق كشمير؟
موقع "Antiwar" الأميركي ينشر مقالاً يتناول تصاعد التوتر الخطير بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، محذّراً من احتمال اندلاع حرب نووية مدمّرة نتيجة العداء التاريخي، والصراعات الدينية، والتوترات السياسية المتفاقمة، في ظل دعم متبادل لجماعات متمردة وغياب دور دولي فعّال لاحتواء الأزمة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
الأسبوع الماضي، شهد أقدم صراعات العالم وأخطرها تحوّلاً حاسماً، حين هدّدت كلّ من الدولتين النوويّتين الهند وباكستان، بعضهما بعضاً بالحرب على خلفية الصراع بينهما على إقليم كشمير، وهو أعتق نزاع معروض على الأمم المتحدة.
في كتابي "الحرب على قمّة العالم"، حذّرت من أنّ المواجهة حول كشمير، تلك الولاية الجبلية الجميلة التي تطالب بها كلّ من إسلام آباد ودلهي، قد تؤدّي إلى اندلاع حرب نووية قد تقتل الملايين وتلوّث الكوكب.
وبعد 3 حروب والعديد من المناوشات، بدا أنّ الجارتين السيّئتين بحقّ بعضهما، هدأتا من نزاعهما حول الإقليم مع تحسّن علاقاتهما قليلاً، حتّى وقعت جريمة قتل 26 سائحاً هندياً مؤخّراً في مدينة بهلكام السياحية في كشمير، على يد "متمرّدين مسلمين".
وكانت مقاطعة كشمير قد قُسّمت بشكل نسبي بين الهند وباكستان عام 1947، حيث ضمّت القوّات الهندية الجزء الأكبر من المقاطعة، بينما عانت المنطقة بأكملها من ويلات المجازر والنهب.
ونتيجة لذلك، أصبح الجزء الهندي من كشمير الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند. وقد خاض مسلمو الولاية صراعاً دموياً منذ ثمانينيات القرن الماضي لمغادرة الهند أو الانضمام إلى باكستان. واليوم، يحرس الإقليم المضطرب 500 ألف جندي هندي وعدد مماثل من الشرطة شبه العسكرية.
لم يهتمّ العالم جدّياً بالصراع الهندي- الباكستاني، حتّى امتلك كلّ من البلدين أسلحة نووية. فكراهية الإخوة كما سمّيتها، تضع الهندوس المتعصّبين في مواجهة المسلمين المتحمّسين الذين يتبادلون قروناً من الأحقاد التي يؤجّجها السياسيّون دائماً.
يطالب المتشدّدون اليمينيون الهندوس في دلهي بإعادة توحيد "الهند الأمّ"، التي كانت قائمة قبل عام 1947. مع أنّ عدد سكّان باكستان يبلغ نحو 251 مليون نسمة الآن، بينما عدد سكّان الهند مليار 400 مليون نسمة، وناتجها المحلّي الإجمالي أكبر بكثير. ولن تتمكّن باكستان من مقاومة هجوم شامل من القوّات المسلّحة الهندية الضخمة. لذلك، تعتمد على الأسلحة النووية التكتيكية لتعويض هذا الخلل الخطير. كما أنّ ترسانتهما النووية في حالة تأهّب قصوى، وموجّهة نحو المدن الرئيسية في شبه القارّة الهندية.
وقبل 10 سنوات، قدّر مركز الأبحاث الأميركي "راند كورب" أنّ أيّ حرب نووية بين الهند وباكستان ستقتل 3 ملايين شخص فوراً، وتصيب 100 مليون آخرين. ومن شأن هذه الأضرار أنّ تلوّث معظم مصادر مياه الأنهار الرئيسية في المنطقة، وصولاً إلى جنوب شرق آسيا. ونظراً لضعف الاتّصالات في المنطقة وتقنيّاتها القديمة في كثير من الأحيان، يجب إبقاء الترسانات النووية في حالة تأهّب قصوى خشية أن تفاجأ وتُدمّر بهجوم صاروخي من الجانب الآخر من الحدود. والحوادث متكرّرة، وكلّ من سافر عبر الهند يدرك ذلك.
كذلك يطالب سياسيو اليمين في الهند بشدّة بشنّ ضربات انتقامية ضدّ باكستان، في الوقت الذي يثير فيه رئيس الوزراء مودّي مشاعر الكراهية ضدّ المسلمين في البلاد، مقتدياً بالنموذج الذي أرساه حليفه الجديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتدعو باكستان حليفتها الرئيسية الصين إلى دعمها، بينما تشهد العلاقات بين دلهي وبكّين حالة من التوتّر الشديد، بسبب حدودهما غير المرسمة بدقّة في جبال الهيمالايا، وهذه مشكلة أخرى من إرث الاستعمار البريطاني.
وتزعم الهند أنّ جهاز المخابرات الباكستاني كان وراء هجمات كشمير، بينما نفت إسلام آباد الاتّهامات الهندية. قبل 10 سنوات، وبصفتي مراسلاً حربيّاً، رافقت "المجاهدين" الكشميريين الذين يقاتلون ضدّ القوّات الهندية، حيث كانت باكستان تدعم المتمرّدين سرّاً. وقد تلقّيت إحاطات موسّعة عن كشمير من مسؤولين من جهاز المخابرات الباكستاني. لكن اليوم، من غير المؤكّد ما إذا كانت باكستان متورّطة، كما تزعم الهند.
من جانبها، تدعم دلهي أيضاً الجماعات المتمرّدة في بلوشستان الباكستانية وحول كراتشي. كما ترتكب الهند فظائع بشكل روتيني ضدّ المواطنين الكشميريّين المسلمين. كما هدّدت مؤخّراً بإغلاق الأنهار القادمة من التبت، والتي تغذّي مزارع القمح الباكستانية، بينما تهدّد باكستان بتدمير أيّ سدود هندية على نهر إندو وروافده بالأسلحة النووية.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.