"Dropsite News": كيف ساعدت واشنطن نتنياهو في تخريب وقف إطلاق النار؟

صوّر البيت الأبيض جهوده الرامية إلى التوصّل إلى وقف إطلاق النار على أنّها تتلخّص في حلّ عدد قليل من التفاصيل الفنية، فيما يعمل المفاوضون الأميركيون على استرضاء نتنياهو الذي يشنّ حملة لا هوادة فيها بهدف إحباط الاتّفاق.

  • "Dropsite News": كيف ساعدت واشنطن نتنياهو في تخريب وقف إطلاق النار؟

موقع "Dropsite News" ينشر مقالاً للكاتب والصحافي الأميركي جيرمي سكاهيل، تحدّث فيه عن مسار المفاوضات منذ أشهر وحتى اليوم، وكيف ساهمت الإدارة الأميركية في تخريب وقف إطلاق النار.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

بعد العثور على جُثث 6 إسرائيليين كانوا أسرى بيد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، تتزايد الضغوط الداخلية على حكومة "تل أبيب" لتأمين اتّفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمعتقلين. ومن يوم الإعلان عن اكتشاف الجثث، ومن ضمنهم مواطن أميركي مزدوج الجنسية في نفق في رفح، زاد الغضب على بنيامين نتنياهو من عائلات الأسرى واتّهموه بتخريب صفقات إطلاق سراح أحبّائهم، وأنّ يديه وحكومته "ملطّخة بالدماء".

وقد انضمّ معارضو نتنياهو الكبار إلى حملة التنديد بسياسته، أبرزهم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي اتّهمه علناً بعرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار، في حين أعربت حركة "حماس"، عن عدم مشاركتها في أيّ عملية تفاوض، حتّى تُقنع أو تفرض الولايات المتّحدة على نتنياهو العودة إلى الاتّفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، ووافقت عليه الحركة في أوائل شهر تمّوز/يوليو الفائت. وكانت عائلات الأسرى الصهاينة وافقت تصريحات "حماس"، بأنّ نتنياهو يتحمّل مسؤولية مُواصلة الحرب ومنع تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

من الواضح أنّ البيت الأبيض يأمل أن تغيّر أحداث الأيّام الأخيرة من مسار الانسداد السياسي الحالي. وكان الرئيس بايدن الذي يقضي عطلة الأسبوع في ولاية ديلاوير قد قال: "أعتقد أنّنا على وشك التوصّل إلى صفقة، بما أنّ الجميع مُتّفق على المبادئ".

لكن، بحلول انتشار الخبر نظّمت عائلات القتلى الصهاينة، احتجاجات في "تلّ أبيب" وأنحاء أخرى. وللمرّة الأولى تمّت مُؤزراتهم من بعض الجهات الرسمية مثل البلديّات والاتّحاد العمّالي الأكبر في "الدولة" الصهيونية، وكانت "جمعية الأسرة"، قد دعت إلى الاستعداد للإضراب العام،"لقد انتهى التخلّي".

مع ذلك أصدرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، بياناً أيّدت فيه رواية "تلّ أبيب" للأحداث بشأن جُثث الأسرى. وكرّرت تعهّد نتنياهو بالقضاء على حركة حماس.

حركة حماس ألقت باللوم على "دولة" الاحتلال في مصرع أسراها، وقالت: "نُحمّل الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية المتحيّزة مسؤولية فشل المفاوضات لوقف العدوان على شعبنا وإطلاق سراح الأسرى في عملية تبادل، كما نحمّله المسؤولية الكاملة عن حياة السجناء الذين قتلوا برصاص جيشه".

في الأسابيع الأخيرة، صوّر البيت الأبيض جهوده الرامية إلى التوصّل إلى وقف إطلاق النار على أنّها تتلخّص في حلّ عدد قليل من التفاصيل الفنّيّة. وأكّدت ذلك هاريس بقولها: "نعمل بلا كلل مع بايدن على مدار الساعة لتحقيق وقف إطلاق النار" في الحرب على غزّة، بينما يعمل المفاوضون الأميركيون على استرضاء نتنياهو الذي يشنّ حملة لا هوادة فيها منذ نحو شهرين بهدف إحباط الاتّفاق، الذي أعلن عنه بايدن وقبلته حركة "حماس"، وهي لن تتراجع عن موقفها بضرورة احترامه والالتزام به.

وقال مفاوض في حماس لموقع "دروب نيوز"، عن أنّ نائبة الرئيس ومسؤولين أميركيين آخرين ضلّلوا الرأي العامّ عمداً بشأن الاتّفاق بسبب مخاوف من أنّ الحرب على غزّة ستضرّ بفرص الديمقراطيين في الفوز في الانتخابات الأميركية القريبة المقبلة.

وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة إنّ "كامالا هاريس أصبحت الآن مهووسة بكيفية هزيمة ترامب، وكيفية الفوز في الانتخابات، وهي تعلم أنّ الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزّة وهذه المجازر تُشكّل عنصراً حاسماً في الحملة، وهي تسعى لتوليد صورة وهمية بأنّ هناك شيئاً ما يجري، وهو أمر غير صحيح".

وأضاف نعيم أنّه "في حين تريد الولايات المتّحدة لأغراض سياسية التوصّل إلى هدنة مُؤقّتة، تُسهّل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزّة وتسمح للمساعدات بالوصول إلى القطاع المحاصر، إلّا أنّها لم تظهر أيّ إشارة أو إصرار على إنهاء إسرائيل حربها العدوانية ضدّ الفلسطينيين، أو بالأحرى لا يُريدون وقف الحرب على نحو دائم. وهم في نقاش تكتيكي حول كيفية تحقيق أهداف الاحتلال الإسرائيلي بطريقة لا يُمكن أن تلحق الضرر بصورة الولايات المتّحدة دولياً، في حين أنّهم يدعمون الإبادة الجماعية، لأنّهم يُدركون أنّ ذلك يضرّ بفرص الفوز بالانتخابات".

ويعتقد نعيم أنّ الولايات المتّحدة تدرك أيضاً أنّ حروب "دولة" الاحتلال الإسرائيلية، جعلتها منبوذة في نظر العديد من دول العالم، الأمر الذي يهدّد قدرة "الدولة" على البقاء باعتبارها عنصراً أساسياً في هيمنة الولايات المتّحدة على المنطقة. ويقول، "إنّ المصالح الاستراتيجية لأميركا في الحفاظ على إسرائيل كقاعدة متقدّمة على خطّ المواجهة هنا مُعرّضة للخطر".

إنشاء إطار الاتفاق

في شهر أيّار/مايو الفائت، أعلن بايدن عن "خارطة طريق لوقف إطلاق النار الدائم وإطلاق سراح الأسرى"، بناءً على اقتراح "دولة" الاحتلال وقال: "هذه لحظة حاسمة.. لقد قدّمَت إسرائيل اقتراحها، وحماس تريد وقف إطلاق النار. تحتاج حماس إلى قبول الصفقة". وفي 10 حزيران/يونيو، وافق مجلس الأمن في الأمم المتّحدة على قرار يُؤكّدُ إطار الاتّفاق المذكور، الذي وافقت حركة "حماس على أساسه على استئناف محادثات وقف إطلاق النار. وقال خليل الحية، كبير المفاوضين ونائب قائد حماس يحيى السنوار: "نحن مستعدّون لمفاوضات جدّية تُحَقّق وقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزّة، إذا التزم نتنياهو بالمبادئ والأطر التي حدّدها الرئيس بايدن".

في ذلك الوقت، أوضح مُفاوضو "حماس" أنّهم مُنفتحون على اتّفاق من 3 مراحل لا يتطلّب الالتزام الفوريّ بوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوّات الإسرائيلية من غزّة كشرط مُسبق للمضي قُدماً في العملية. وقبل ذلك، أصرّت حماس على أنّ أيّ اتّفاق يجب أن يتضمّن خُطوات مُحدّدة بجلاء تضمن نهاية العدوان الإسرائيلي.

وقد نشر موقع "دروب سايت" وثائق من داخل المفاوضات تُظهر أنّه في 2 تمّوز/يوليو أبلغت حماس الوسطاء الدوليين رسمياً أنّها قبلت الإطار الذي أبلغت بأنّه عدّل من قبل الولايات المتّحدة، ووافق عليه نتنياهو في 24 حزيران/يونيو. وقد أزال هذا التعديل اللغة التي أصرّت عليها حماس سابقاً، والتي دعت إلى إجراء مفاوضات في موعد لا يتجاوز 14 يوماً من المرحلة الأولى من الصفقة بشأن "الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم"، وهذا دليل قوي يُظهر رغبة الحركة بقبولها الحلّ الوسط في التوصّل إلى اتّفاق.

ويقول المفاوضون عن حركة حماس، إنّه إذا رُسم جدول زمنيّ للمفاوضات على مدى 10 أشهر، فسوف يُلحظ نمط ثابت من الإسرائيليين، إذ في كلّ مرّة نقترب فيها من التوصّل إلى اتّفاق إمّا أن يرتكبوا مجازر جديدة أو يتراجعوا، ويُضيفوا شروطاً جديدة".

انقلاب نتنياهو ضدّ اقتراحه

مُنْذ 10 أشهر، يكرّر نتنياهو من هجمات "جيشه" الوحشية على المدنيين في قطاع غزّة، ويرتكب المجازر على نحو مُتكرّر، ويُضيف شروطاً جديدة إلى إطار الاتّفاق المذكور، واغتال الشهيد إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لـ "حماس" وكبير المفاوضين، في طهران. ومن بين المطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو الحقّ في بقاء احتلال ممرّ فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر، والحفاظ على السيطرة على معبر رفح الحدودي، ووضع قوّات إسرائيلية في وسط غزّة على طول محور نتساريم حيث ستُنشأ نقاط وحواجز لتفتيش الفلسطينيين السّاعين إلى العودة إلى ديارهم في شمال غزّة.

وقد اعترضت مصر على أهداف حكومة الاحتلال الإسرائيلية بالبقاء في ممرّ فيلادلفيا. كذلك، رفضت القاهرة طلب "تلّ أبيب" تعديل اتّفاقية عام 2005، وهي مُلحق أمني لمعاهدة "كامب ديفيد" الموقّعة بين الطرفين في العام 1979، والتي تمنع "إسرائيل" من نشر قوّاتها على معبر رفح. واعتبرت مصر أنّ فتح مناقشة حول تعديل اتّفاقية "كامب ديفيد" قد يؤدّي إلى أزمات جديدة قد لا تصمد المعاهدة أمامها، في ظلّ الغضب المتزايد لدى المصريين إزاء المجازر الإسرائيلية التي ترتكب في غزة بشكل منهجي. وفي الوقت عينه نشر موقع "مدى مصر" الإخباري المستقل مؤخّراً صوراً للأقمار الصناعية، تُظهر أنّ "جيش" الاحتلال عزّز وجوده على طول خطّ "نتساريم"، وبدأ في تجريف المناطق المحيطة بعد 5 أشهر على بدء الحرب، ويُصرّ على أنّه يريد الحفاظ على وجوده هناك كجزء من أيّ اتّفاق لإنهاء العدوان.

ويقول المسؤول في "حماس" باسم نعيم إنّه "لا أحد من الفلسطينيين يستطيع أن يقبل أي شكل من أشكال الوجود الإسرائيلي في ممر نتساريم والتحقيق مع الناس أثناء عودتهم إلى منازلهم. ولا أحد يقبل هذا الوجود في ممر فيلادلفيا ومعبر رفح. أعتقد أنّ الطريقة الوحيدة للتوصّل إلى اتفاق هي إزالة هذه النقاط منه، وإلا فإنّ هذا يعني أننا نقبل احتلالاً دائماً لقطاع غزة".

وأضاف أنّ "الاحتلال الإسرائيلي يصرّ على الحصول على حقّ النقض الجديد فيما يتعلّق بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين لديه، وهذا ما من شأنه أن يمنع إطلاق سراح السجناء السياسيين من القيادات الفلسطينية لفصائل المقاومة، الذين يرزحون تحت أحكام جائرة لعقود.. لقد غيّر نتنياهو تماماً شروط تبادل الأسرى، والذي اُتُّفِق عليه بعد التفاوض عليه لأشهر. وسيكون من العار على أي فلسطيني أن يقبل مثل هذه الصفقة".

وبدلاً من الإصرار على التمسّك بما قاله بايدن في أيار/مايو على أنّه اقتراح إسرائيلي، تداري الولايات المتحدة سعي نتنياهو للسماح بوجود غير محدّد لقوات الاحتلال في غزة، مع حملة مفتوحة من العدوان العسكري. ومنذ اغتيال هنية واختيار السنوار لزعامة حماس، تقول الحركة إنها لن تشارك بما وصفته بعملية تورية مزوّرة متنكّرة في هيئة مفاوضات، والشروط الجديدة التي يضيفها نتنياهو هي انقلاب ضدّ اقتراحه بلا جدال.

فقدان بلينكن للمصداقية

مُنذ نحو شهرين، أصرّ البيت الأبيض على أنّ وقف إطلاق النار في مُتناول اليد، وطرح ما أسماه "اقتراحاً نهائياً" لحلّ القضايا العالقة. وقال بايدن: "نحن أقرب من أيّ وقت مضى". وبعد أيّام، وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى "تلّ أبيب" للقاء نتنياهو، وقال للصحافيين إنّ نتنياهو وافق على إطار الصفقة و"الآن أصبح من واجب حماس أن تفعل الشيء نفسه". وفي غضون ساعات من مغادرة بلينكن لـ "إسرائيل"، كان أنصار نتنياهو يُسرّبون قصصاً تدحض هذه التأكيدات، وقالوا العكس وبأنّ نتنياهو أقنع بلينكن في الواقع بقبول استمرار احتلال "إسرائيل" لأجزاء من غزّة، لكنّ الولايات المتّحدة نفت حدوث ذلك.

هكذا، أضرّ بلينكن بالعملية برمّتها؛ بسبب فُقدانه كلّ مصداقيته كوسيط جادّ، وهو أسوأ مثال لوزير خارجية قوّة عُظمى، وضعيف للغاية وفاشل كبير. 

وقال المفاوض الحمساوي باسم نعيم إنّ "ما يُسمّى بمقترحات الجسر دعت إلى حدّ كبير إلى قبول حماس لبعض جوانب المطالب الجديدة التي أدخلها نتنياهو بعد مُوافقتها على إطار بايدن والأمم المتّحدة".

وأضاف: "نحن مستعدّون للتفاوض إذا كنّا نناقش خطّة تنفيذية لما اتّفقنا عليه في 2 تمّوز/يوليو. ولسنا مستعدّين للتفاوض على اقتراح جديد لأنّ نتنياهو أضاف شروطاً جديدة لا علاقة لها ببنود الاتّفاق الأصلي".

"Counterpunch": كيف يساهم تضليل بلينكن في استمرار المآسي في غزة؟

مع ذلك، يُصرّ البيت الأبيض على أنّ المحادثات تُحرز تقدّماً. وقال مسؤول في وزارة الخارجية في تصريح صحافي: "كانت المحادثات رفيعة المستوى في القاهرة خلال الأيام الأخيرة بنّاءة وأُجريت بروح إيجابية من الأطراف جميعهم للوصول إلى اتّفاق نهائي وقابل للتنفيذ".

وأضاف: "تستمرّ العملية من خلال مجموعات العمل لمعالجة القضايا والتفاصيل المتبقّية. ونُؤكّد ضرورة التوصّل إلى اتّفاق يُرضي الجميع".

لكنّ حركة حماس تُؤكّد أنّها لم تُشارك بشكل مباشر في أيّ مُفاوضات أو "مجموعات عمل"، وتتلقّى تحديثات من الوسطاء المصريين والقطريين، ثمّ تقدّم ردودها. وذكرت أنّها "لم تكن جزءاً من المفاوضات في الجولة الأخيرة التي كانت فقط بين الوسطاء والأميركيين والاحتلال الإسرائيلي".

وكان الوسطاء قد أبلغوا "حماس" أنّ وفد الاحتلال الإسرائيلي لا يبدو أنّه مُخوّل من قبل نتنياهو لاتّخاذ أيّ قرار، وأنّه في كثير من الأحيان، عندما يبدو التقدّم مُمكناً، يستخدم نتنياهو حقّ النقض ضدّ اقتراحات وفده. ويقول باسم نعيم تعليقاً على هذا الأمر: "ليسوا مخوّلِين بالتفاوض بجدّية حول أيّ نقطة، وهي مجرّد مفاوضات بين الوسطاء والإسرائيليين. أو لنكون أكثر دقّة، إنّها مُفاوضات بين الوسطاء والأميركيين ونتنياهو. وفي هذه الحالة، الوسيط هو الوفد الإسرائيلي".

في الأسبوع الماضي، صوّت مجلس الوزراء الأمني للاحتلال على دعم إصرار نتنياهو على بقاء قوّاته مُتمركزة على طول ممر فيلادلفيا بين غزّة ومصر. ووفقاً لتقارير إعلامية حول الاجتماع، اعترض وزير الدفاع يوآف غالانت على هذا التوجّه بالقول: "هذا الخيار لن توافق عليه حماس، وبالتالي لن يكون هناك اتّفاق، ولن يطلق سراح أيّ أسرى". وتوجّه لنتنياهو قائلاً: "أنت تُدير المفاوضات بمفردك، ونحن نسمع كلّ شيء بعد وقوعه". مع ذلك أقرّ اقتراح نتنياهو مع اعتراض غالانت وحده ضدّه.

تقول حركة حماس، عن التفاؤل الذي عبّر عنه المسؤولون الأميركيون مؤخّراً بشأن التوصّل إلى اتّفاق يُنهي الحرب، هو محاولة لإخفاء واقع متزايد الخطورة، والذي تفاقمت مخاطره بشكل مُدمّر بسبب الغزو الإسرائيلي العنيف لأجزاء من الضفّة الغربية، والذي بدأ في الأسبوع الماضي. 

وختم نعيم: "إنّ ما يحدث في غزّة وما يحدث في الضفّة الغربية هو إشارة واضحة إلى أنّ هذا الصراع يحتاج إلى حلّ سياسي. وللفلسطينيين الحقّ كلّه في تحقيق أهدافهم الوطنية المتمثّلة في الكرامة والحرّية والاستقلال والسيادة الذاتية. وترك الوزراء الفاشيّين في تلّ أبيب لن يؤدّي إلى زعزعة الاستقرار هنا فحسب، بل في المنطقة بأسرها. لأنّهم يُحوّلون هذا الصراع السياسي إلى صراع ديني يوماً بعد يوم".

نقله إلى العربية: حسين قطايا

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.