"Responsible Statecraft": خطة "إسرائيل" لغزة واضحة.. غزو، تهجير، استيطان
خطة "إسرائيل" لغزة واضحة: غزو، تهجير، استيطان، والوقائع على الأرض وتصريحات قادتها تؤكد ذلك. السؤال هو: إلى أي مدى ستدعم واشنطن هذه الخطة؟
-
"إسرائيل" توسّع المنطقة العازلة في غزة
مجلة "Responsible Statecraft" الأميركية تنشر مقالاً يتحدث عن خطط "إسرائيل" بشأن غزة، يشير إلى أنّ كل المؤشرات تؤكد أنّها ستحتل القطاع بمساندة واشنطن.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
تكشف تقارير هذا الأسبوع، المستندة إلى لقطات الأقمار الصناعية وإفادات شهود من جنود "الجيش" الإسرائيلي، أنّ "إسرائيل" أقامت "منطقة عازلة" بعمق يقارب ميلاً واحداً داخل غزة على طول الحدود مع "إسرائيل". وقد هُدمت جميع البنى التحتية الاقتصادية والسكنية تقريباً في هذه المنطقة، وأُجبر سكان غزة الذين يعيشون ويعملون فيها على النزوح.
يُعدّ احتلال "إسرائيل" المستمر لقطاع غزة، وطرد الفلسطينيين المقيمين فيه، وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية، المعايير الرئيسية التي تُحدد الخريطة الجديدة التي رسمتها الحرب.
وقد تبنّى اليمين الإسرائيلي المتجدد بحماسة السياسات الإسرائيلية لمستقبل غزة وسكانها البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة. لكنها تلقى صدى أيضاً لدى الجمهور الإسرائيلي المُجبر على مواجهة الصراع المستمر منذ قرن من الزمان.
مهما كانت خلافاتهم، يُدرك القادة الإسرائيليون والفلسطينيون أنّ مصير الأسرى سيُحسم عاجلاً أم آجلاً، للأفضل أم للأسوأ. وبقدر أهمية حل هذه القضية، فإنّ الصراع الأوسع بين "إسرائيل" وفلسطين أشد وطأة وأكثر ديمومة. لا مصير الأفراد وحدهم، بل مصير الشعوب والأمم أيضاً، هو ما يُحسم.
وينعكس ذلك في المطالبات المُلحّة لـ "إسرائيل" بتحديد خططها لما يُسمى "اليوم التالي". هذه الدعوات تُقابل بالرفض من قِبَل حكومة إسرائيلية أقل اهتماماً بمعالجة الأسئلة المشروعة مثل هدفها بتحقيق النصر. وقد وجدت حكومة نتنياهو في الإدارة الجديدة في واشنطن من يُؤيد هذا النهج.
إنّ الانتقام هو الهدف السياسي الاستراتيجي الأول والأهم، وهو ما يُحدد سلوك "إسرائيل" في الحرب، بل وغايتها ذاتها. ويدعم الجمهور الإسرائيلي سياسة الانتقام من غزة. ولا تهدف ضراوة الحملة الإسرائيلية إلى ترسيخ الهزيمة في الوعي الوطني والسياسي الفلسطيني فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إقناع الإسرائيليين بأن مبادئها التأسيسية لا تزال أدوات موثوقة.
منذ أوائل الخمسينات، أصبحت "عودة" الفلسطينيين إلى ديارهم المفقودة أمراً بعيد المنال، بل شبه مستحيل. في الواقع، إنّ القانون الصارم الذي استندت إليه "إسرائيل" في حرب فلسطين الأولى، والذي يقضي بأن يدفع الفلسطينيون ثمن أي جهد لتحدي "إسرائيل"، يُعد أيضاً هدفاً استراتيجياً إسرائيلياً رئيسياً في الحرب الدائرة حالياً في غزة.
إنّ سلوك "إسرائيل" في حرب غزة وتداعياتها الإنسانية يُظهران بوضوح نيتها الراسخة في ضمان عدم السماح للفلسطينيين حتى بالحلم بـ"العودة". وإذا ما سارت الأمور على ما يُرام بين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، فسيُحرمان حتى الطموح اليائس. وأدّى تأييد إدارة ترامب الاستثنائي لنقل الفلسطينيين على نطاق واسع، وجهودها المستمرة لكسب الدعم العربي له، إلى تسليط الضوء على خيار لطالما اعتُبر محظوراً.
لقد عززت التطورات الدراماتيكية التي أحدثتها الحرب موقفَ مؤيدي الاستيطان اليهودي في قطاع غزة. فالجيش الإسرائيلي، من خلال فرض سيطرته الأمنية السيادية على غزة، بما في ذلك أكثر مناطقها الزراعية إنتاجية على طول الحدود مع إسرائيل، يُنشئ البنية التحتية الأمنية اللازمة لـ"عودة" الاستيطان المدني الإسرائيلي.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.