"Unherd": أنظار الغرب تتجه نحو الشرع مع عودة العنف إلى سوريا
يشكّل العنف الشديد تهديداً خطيراً لاستقرار الدولة السورية الناشئة.
-
"Unherd": أنظار الغرب تتجه نحو الشرع مع عودة العنف إلى سوريا
موقع "Unherd" البريطاني ينشر مقالاً يتناول فيه الأوضاع الأمنية في سوريا، ويقول إنّ التسوية يجب أن تكون قائمة على استيعاب مختلف الطوائف، وعدم تضييع الفرصة.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
إنّ الأخبار الواردة من سوريا قاتمة. فقد اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة قوات الحكومة بمقتل ما لا يقلّ عن 745 مدنياً علوياً في المناطق الساحلية في اللاذقية وطرطوس. وحتى الآن، وردت تقارير عن وقوع نحو 30 مذبحة.
وكان الرئيس السابق بشار الأسد وعائلته من العلويين، وهم يشكّلون نحو 10% من سكان سوريا. ويبدو الأمر وكأنه انتقام. فقد وردت تقارير عن مقتل أكثر من 1000 شخص خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، مما يجعل هذه أسوأ أعمال عنف في سوريا منذ سقوط الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وتشير تقارير إلى أنّ حصيلة القتلى تشمل أيضاً 125 من قوات الأمن الموالية للحكومة التي يقودها الإسلاميون و148 من الموالين السابقين للنظام، الذين اشتبكوا لعدة أيام.
ويشكّل العنف الشديد تهديداً خطيراً لاستقرار الدولة السورية الناشئة، وخاصة فيما يتصل بالثقة في زعيم تنظيم القاعدة السابق الذي تحوّل إلى إسلامي ثمّ تحوّل إلى رجل دولة أحمد الشرع.
عندما زرت سوريا قبل بضعة أسابيع، كانت دمشق تحمل علامات واضحة على حرب دامت 13 عاماً وعقوداً من الاستبداد. لكنّ الناس كانوا أيضاً إيجابيين؛ فقد كانوا يأملون في مستقبل أفضل.
وهذا ما كان عليه الحال أيضاً، على نحو متردّد، العالم الذي كان يراقب الوضع. ولم يعتقد أيّ سياسي أو دبلوماسي غربي تحدّثت إليه أنّ نهاية الأسد تعني أنّ الأمور سوف تكون وردية الآن بالنسبة لسوريا. لكنهم شعروا بأنهم لا بدّ وأن يعطوا الأمور فرصة. وبدأ الحديث عن رفع العقوبات، وهي ضرورة حيوية إذا كان للحكومة الجديدة أن تحظى بأيّ فرصة على الإطلاق لإعادة بناء البلاد المحطّمة.
لقد قرّرت الولايات المتحدة رفع المكافأة البالغة 10 ملايين دولار التي كانت قد رصدتها لمن يدلي بمعلومات عن الشرع. وكان الشعور العامّ هو أنّ الشرع صادق في رغبته في الحكم العادل وفي التخلّي عن الجهاد (حتى ولو لأسباب عملية فقط، فهو ذكي بما يكفي ليدرك أنّ الجهاد لا يؤدي إلى أي خير). وكان السؤال دائماً بطبيعة الحال هو ما إذا كان من حوله يشعرون بالشعور نفسه. ولعلّ هذا السؤال بدأ الآن في الحصول على إجابة.
لقد تحدّثت أمس إلى أحد العلويين على الأرض. فقال لي: "في مدينة بانياس وحدها، التي تبعد 12 كيلومتراً عن قريتي، قُتِل أمس نحو مئة مدني، بمن في ذلك نحو ثلاثين امرأة وطفلاً وكبار السن. واليوم نسمع عن أسماء قتلى آخرين. وفي مناطق أخرى، كانت الأعداد أكبر، ولا يسمح بأيّ تحرّك. وأيّ علوي يتحرّك يتمّ إعدامه، ويحظر نقل الجثث أو معالجة الجرحى. والمستشفيات المدنية محجوزة للمهاجمين فقط".
وبعيداً عن إهدار الأرواح بلا طائل وعودة أسوأ أشكال الوحشية إلى بلد اكتفى من كل شيء، فإن العنف هذا يجب أن يوجّه المرحلة المقبلة. فسوريا دولة متعددة الأعراق والأديان، فإلى جانب الأغلبية السنية، تضم أعداداً كبيرة من المسيحيين والعلويين والكرد. وأي تسوية تسعى إلى فرض الهيمنة، سواء كانت سنية أو علوية أو مسيحية أو كردية، سوف تنتهي إلى العنف. ولا بدّ أن يكون مستقبل سوريا، قائماً على تسوية تستوعب الجميع. ولا بدّ من القضاء على الرغبة في الانتقام.
إن لم يحدث هذا، فإنّ العنف الذي نشهده الآن سوف يصبح القاعدة، وسوف تعود البلاد إلى الفوضى، ولكن هذه المرة سوف تكون الأمور أسوأ. وإلى جانب الأهوال سوف يكون هناك الألم الناجم عن الفرصة الضائعة التي ربما كانت لتؤدي إلى تغيير حقيقي لو تمّ التعامل معها بشكل صحيح.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.