"المونيتور": العراق يبدأ حفر "الخسفة".. مقبرة جماعية تضم الآلاف من ضحايا "داعش"

العراق يبدأ استخراج رفات مقبرة "داعش" الجماعية في الخسفة التي يُعتقد أنها تضم أكثر من 3000 ضحية.

0:00
  • عمال يستخرجون رفات بشرية في موقع الخسفة بالقرب من مدينة الموصل شمال العراق
    عمال يستخرجون رفات بشرية في موقع الخسفة بالقرب من مدينة الموصل شمال العراق

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً يتناول بدء السلطات العراقية بحفر مقبرة جماعية ضخمة قرب الموصل يُعتقد أنها تضم آلاف الضحايا الذين قتلهم تنظيم "داعش" خلال فترة سيطرته على شمال غرب العراق بين عامي 2014 و2017. 

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

بدأ المسؤولون العراقيون بحفر مقبرة جماعية يُعتقد أنها تضم ضحايا الفظائع التي ارتكبها تنظيم "داعش" خلال احتلاله أجزاء من البلاد بين عامي 2014 و2017.

أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية يوم الأحد بأنّ محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، أطلق المرحلة الأولى من أعمال الحفر في موقع مقبرة الخسفة الجماعية الواقعة على بُعد نحو 19 كيلومتراً (12 ميلاً) جنوب الموصل، ثانية كبريات مدن العراق.

خلال مؤتمر صحافي عُقد يوم الأحد، وصف الدخيل الموقع بأنه "جريمة تهز العقل والضمير"، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية.

وقال الدخيل "إنّ داعش والجماعات المتطرفة الأخرى قتلت ما يقرب من 20 ألف شخص من خلفيات عرقية ودينية مختلفة خلال حكم داعش في شمال غرب العراق". وأضاف: "في يوم واحد، أُعدم أكثر من 2000 من سكان الموصل، من بينهم 600 من منطقة وادي حجر".

وذكر دخيل إنّ "السلطات المحلية تعمل مع القضاء وفرق الطب الشرعي ومؤسسة شهداء العراق ومديرية المقابر الجماعية العراقية لإجراء أعمال التنقيب".

وظلت الخسفة، وهي حفرة طبيعية يبلغ عمقها حوالى 152 متراً (500 قدم) وعرضها 79 متراً (360 قدماً)، مغلقة حتى بعد عام 2017 عندما تحررت الموصل من سيطرة داعش. ولطالما ناشدت العائلات وجماعات حقوق الإنسان الحكومة العراقية لفتح الموقع والتنقيب فيه.

تشير التقديرات إلى أنّ عدد الضحايا في الخسفة يبلغ نحو 3000، على الرغم من أنّ البعض يشير إلى أنّه قد يكون أعلى من ذلك. وصرّح محامٍ عمل على قضايا الأشخاص المفقودين في نينوى لوكالة "أسوشيتد برس" قائلاً إن نحو 70% من الرفات البشرية هناك يُعتقد أنها تعود لأفراد من الجيش والشرطة العراقيين. ومن بين الضحايا الآخرين أيزيديون.

ابتداءً من عام 2014، ارتكب تنظيم "داعش" فظائع جماعية ضد المجتمع الأيزيدي، حيث أعدم ما بين 3000 و5000 رجل وامرأة مسنة من الأيزيديين ودفنهم في مقابر جماعية، وجرى أسر حوالى 6000 امرأة وطفل. تعرّض العديد من الأسرى للعبودية الجنسية أو الاتجار، بينما جرى تدريب الأولاد للقتال في صفوف داعش. نزح ما يقدّر بنحو 400000 أيزيدي من ديارهم خلال احتلال الجماعة.

وسيطر تنظيم داعش على الموصل في حزيران/يونيو 2014 بعد حملة عبر العراق وسوريا المجاورة. خلال حكمه الذي استمر قرابة ثلاث سنوات في الموصل والمناطق المحيطة بها، نفذ التنظيم عمليات قتل جماعي واختطاف، مستهدفاً الأقليات العرقية والدينية. فرّ ما يقدّر بنحو نصف مليون شخص من المدينة خلال هذه الفترة.

الخسفة هي واحدة من العديد من مواقع المقابر الجماعية في العراق. يُسجّل العراق أحد أعلى أعداد المفقودين في العالم، حيث تراوح التقديرات بين 250 ألفاً ومليون شخص، ويُعتقد أنّ الكثير منهم دُفنوا في مقابر جماعية.

وفي عام 2024، أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأنّ مئات الآلاف من الضحايا ما زالوا مدفونين في مقابر جماعية في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك قبور من قُتلوا في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وخاصةً خلال حملة الأنفال التي شنّها ضد الكرد عام 1988.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.