"ذي ايكونوميست": هل تمتلك أميركا ما يكفي من الأسلحة لدعم حلفائها؟

ترسل الولايات المتحدة أسلحة مختلفة إلى كلّ من "إسرائيل" وتايوان وأوكرانيا، إلّا أنّه عندما يزيد الطلب تتعرّض للضغوطات بشأن توافر بعض الأسلحة مثل صواريخ الدفاع الجوي.

  • هل تمتلك أميركا ما يكفي من الأسلحة لدعم حلفائها؟
    هل تمتلك أميركا ما يكفي من الأسلحة لدعم حلفائها؟

تحت عنوان: "هل تمتلك أميركا ما يكفي من الأسلحة لدعم حلفائها؟"، تناولت صحيفة "ذي إيكونوميست" التناقض بين الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي جو بايدن بإمداد حلفائه بالأسلحة لتمكينهم على حد قوله من "الدفاع عن أنفسهم"، والمقصود هنا أوكرانيا و"إسرائيل"، وكمية الأسلحة الموجودة لدى الولايات المتحدة. في ظل احتمالية نشوب حروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وتايوان.

فيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

عندما زوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة والعتاد لمقاومة الهجوم الروسي في عام 2022، تساءل كثيرون عمّا إذا كانت تمتلك أيضاً الأسلحة اللازمة لردع أي هجوم صيني على تايوان. واليوم، بات هذا السؤال أكثر إلحاحاً بعد أن دخلت "إسرائيل"، حليفها الآخر، في حرب مع حركة حماس. لقد أصر الرئيس جو بايدن على أنّ الولايات المتحدة ستساعد حلفاءها في الدفاع عن أنفسهم، مُدّعياً من جديد بأنّها "ترسانة الديمقراطية" في العالم، في تذكير بوعد الرئيس فرانكلين روزفلت بما ستكون عليه البلاد في عام 1940. فهل يمتلك الرئيس بايدن الأسلحة التي يحتاجها للوفاء بوعده؟

ترسل الولايات المتحدة أسلحة مختلفة إلى كلّ من "إسرائيل" وتايوان وأوكرانيا، إلّا أنّه عندما يزيد الطلب تتعرّض للضغوطات بشأن توافر بعض الأسلحة مثل صواريخ الدفاع الجوي. ويمتلك الحلفاء الثلاثة مخزوناً من منظومة "باتريوت"، وهو نظام صاروخي مُكلف وفعال في الوقت نفسه، يُستخدم لاعتراض الصواريخ والطائرات المهاجمة. كما أنّهم يمتلكون نظام "ستينغر"، وهو صاروخ محمول على الكتف قادر على إسقاط الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض. (ويُعدّ نظام "أفينجر" نسخة من نظام "ستينغر" لكنه محمول على مركبة). وعلى الرغم من أنّ جميع هذه الأسلحة قد أثبتت كفاءتها في المعركة، فإنها تتوافر بكمية محدودة. واعتبر مارك كانسيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، وهو مركز أبحاث أميركي، في تقييم حديث له أنّ نظام "باتريوت متاح لكن تقوّضه بعض القيود"، في حين أن مخزونات "ستينغر" و"أفينجرز" كانت "محدودة للغاية"، نتيجة الطلب المرتفع عليها وصعوبة العثور على قطع الغيار الخاصة بها. 

بالإضافة إلى ذلك، تتميز صواريخ "جافلن"، المضادة للدبابات والمتوافرة بكميات غير كافية، بمزيج مخيف من القوة والدقة. وقد تمكنت هذه الصواريخ في أوكرانيا، إلى جانب صواريخ أخرى مضادة للدبابات، من تدمير أعداد من الدبابات الروسية. ووفقاً للسيد كانسيان، فقد تساعد ترسانة تايوان التي تضمّ أنظمة الأسلحة الأميركية المحمولة هذه في ردع أيّ هجوم صيني. وعلى الرغم من أنّ "إسرائيل" لا تحتاج كثيراً للأسلحة المضادة للدبابات، باعتبار أنّ حركة حماس لا تمتلك أسطولاً كبيراً من المدرعات، إلا أنها يمكن أن تكون مفيدة في حرب المدن ضد النقاط القوية المحصنة على سبيل المثال، نظراً لدقتها في إصابة الأهداف، لكنّ الحصول عليها لن يكون بالمهمّة السهلة.

وقد أظهر تحليل أجرته مجلة "ذي إيكونوميست" العام الماضي أنّ الولايات المتحدة ربما تكون قد أنفقت أكثر من ثلث مخزونها من هذه الأسلحة. ويُرجّح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنّ هذه النسبة قد وصلت اليوم إلى 40%، ما يجعل إمداداتها محدودة للغاية في سيناريو الحروب الثلاثة.

كما تم استنزاف مخزون الأسلحة الأخرى غير المدرجة في إحصائيات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. فلى سبيل المثال، تعاني الولايات المتحدة نقصاً في مخزون القذائف المدفعية من عيار 155 ملم؛ وبحسب ما أُفيد، فقد حولت الولايات المتحدة إلى "إسرائيل" شحنة كانت متجهة إلى أوكرانيا. أمّا في ما يتعلّق بالصراع الدائر حول تايوان، فتشير المناورات الحربية إلى احتمالية خسارة الولايات المتحدة لمخزونها من الصواريخ طويلة المدى المضادة للسفن التي قد تكون مفيدة للغاية في صد أي هجوم صيني. 

ويعتقد الكثير من خبراء الدفاع أنّ النقص في مخزون الأسلحة والذخائر ما هو إلّا مؤشر على عدم كفاية استثمار الولايات المتحدة في الذخائر في السنوات الأخيرة. إن واقع الحربين واحتمال نشوب حرب ثالثة قد بدأ بتغيير هذا الواقع. وحالياً، تعمل أميركا على زيادة الاستثمار في إنتاج قذائف الهاون وسلاح المدفعية، والذخيرة وأنظمة الدفع الصاروخي والأجهزة الإلكترونية الدقيقة التي تدخل بشكل متزايد في صناعة الذخائر الحديثة. وقد تمنح هذه الاستثمارات خصوم أميركا وقفة للتفكير.

من جهة أخرى، تمتلك الولايات المتحدة مخزوناً كافياً من الأسلحة الأخرى التي يحتاجها حلفائها بشدة. ويُقدّر كانسيان وجود نقص في 12 نوعاً فقط من أصل 100 نوع من الأسلحة التي تم إرسالها إلى أوكرانيا منذ عام 2022. ويبدو أنّ الحرب الدائرة بين "إسرائيل" وحماس قد تم احتواؤها إلى حد كبير داخل غزة حتى الآن، الأمر الذي من شأنه أن يخفف الضغوط المفروضة على المساعدات العسكرية الإضافية. ومع ذلك، في حال انزلق العالم إلى المزيد من الفوضى، فإنّ أميركا ستصبح معرضة لخطر التحول إلى قوة عظمى مجهَدة.

مخزون الأسلحة

نوع السلاح

الدولة المستخدمة للسلاح

مخزون الولايات المتحدة من هذا النوع

 

أوكرانيا

"إسرائيل"

تايوان

 

صواريخ الدفاع الجوي

 

 

 

 

باتريوت

مستخدم

مستخدم

مستخدم

متوافر مع بعض القيود

القبة الحديدية

 

مستخدم

 

متوافر مع بعض القيود

ستينغر/ أفنجير

مستخدم

مستخدم

مستخدم

محدود للغاية

 

الصواريخ الموجهة بدقة من الأرض

 

 

 

 

الصواريخ المتعددة الموجهة "GMLRS"

مستخدم

 

 

متوافر مع بعض القيود

قذائف "إكسكاليبور"

مستخدم

 

 

متوافر مع بعض القيود

الصواريخ التكتيكية  الميدانية "أتاكمس"

مستخدم

 

مستخدم

متوافر مع بعض القيود

صواريخ "جافلن" المضادة للدبابات

مستخدم

 

مستخدم

محدود للغاية

 

الصواريخ الموجهة بدقة من الجو

 

 

 

 

صواريخ "هلفاير" المضادة للدبابات

 

مستخدم

 

متوافر بكثرة

نظام الأسلحة المتقدمة للقتل الدقيق " APKWS"

مستخدم

 

 

متوافر بكثرة

ذخائر الهجوم المباشر المشترك " JDAM"

مستخدم

مستخدم

 

متوافر بكثرة

القنبلة صغيرة القطر الثانية " SDB II"

مستخدم

مستخدم

 

متوافر بكثرة

قنبلة مخترقة للتحصينات " Bunker Buster"

 

مستخدم

 

متوافر مع بعض القيود

 

نقلها إلى العربية: زينب منعم.