"ذي غارديان": فشل بايدن في غزة يُشعل حرباً أوسع نطاقاً

الشرق الأوسط على حافة الهاوية بسبب فشل بايدن وإدارته بالتوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزّة، وبكبح جماح نتنياهو.

0:00
  • "ذي غارديان": فشل بايدن في غزة يُشعل حرباً أوسع نطاقاً

صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تنشر تحليلاً كتبته الهيئة التحريرية فيها، تحدّثت فيه عن أزمة الشرق الأوسط وكيف فشلت الإدارة الأميركية في غزّة كما في أوكرانيا، الأمر الذي ينذر بحرب أوسع نطاقاً في المنطقة.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

لقد وصلت أزمة الشرق الأوسط إلى منعطف بالغ الخطورة. وهذا تصريح تكرّر عدة مرّات منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ولكن على وجه التحديد، فإنّ ما يقرب من اثني عشر شهراً من الدبلوماسية الدولية، ووقف إطلاق النار المتقطّع، ومفاوضات الأسرى، والاحتجاجات، والتهديدات بالعقوبات، والدعاوى القضائية، والضغوط السياسية والأخلاقية، فشلت في وقف المذبحة في غزة وأماكن أخرى، وهذا هو ما يجعل هذه اللحظة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص. وفي ظلّ عدم وجود نهاية في الأفق، وعدم وجود مخرج واضح، وعدم وجود "عملية سلام" ذات مصداقية، فإنّ التصعيد غير المنضبط يزداد احتمالاً. والخوف والغضب والانتهازية السياسية واليأس الشديد يطغى على التفكير الهادئ والموضوعي بشأن الأفعال والعواقب. وكلاب الحرب تنطلق بحرية.

لقد أدّى القرار الذي اتخذه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحكومته الحربية الأسبوع الماضي بفتح "مرحلة جديدة" في الصراع من خلال استهداف صفوف حزب الله في لبنان إلى تسريع ما يبدو وكأنه انزلاق لا هوادة فيه إلى صراع على مستوى المنطقة.

من الواضح، أنّ تفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة النداء، كان مخطّطاً له مسبقاً. وكان من الممكن تفجير المتفجّرات المخبّأة في أي وقت. فلماذا الآن؟ لأنّه بعد فشله في تحقيق هدفه المعلن المتمثّل في تدمير حماس في غزة، على جثث أكثر من أربعين ألف قتيل فلسطيني معظمهم من المدنيين، اختار زعيم "إسرائيل" أن يجعل من لبنان الجبهة الجديدة في حرب بلا نهاية.

إنّ نتنياهو يحتاج إلى إطالة أمد الصراع وتوسيع نطاقه لإبقاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرّف على الخط نفسه، والتشبّث بكرسيّه، وصدّ الضغوط الأميركية التي تطالبه بما يعدّه تسوية غير مقبولة. وقد ساعدت هجمات أجهزة النداء على تعزيز أهدافه.

إنّ الطريقة التي سيردّ بها زعيم حزب الله حسن نصر الله عملياً على هجمات الأسبوع الماضي، التي قتلت العشرات من الناس وجرحت الآلاف، والتي اعترف بأنّها شكّلت ضربة قاسية فريدة من نوعها، ستساعد في تحديد مدى اقتراب الشرق الأوسط من الكارثة. لقد تعهّد نصر الله بفرض انتقام مؤلم. ومنذ ذلك الحين، استؤنف إطلاق الصواريخ عبر الحدود من قبل حزب الله، وسط هجمات جوية إسرائيلية واسعة النطاق، بما في ذلك على بيروت. وحذّر نصر الله من أنّ أيّ توغّل بريّ إسرائيلي في جنوب لبنان سيكون "فرصة" لحزب الله للانتقام. وينبغي لنتنياهو أن ينتبه. فالتدخّلات الإسرائيلية السابقة في لبنان، وخاصةً في عامي 1982 و2006، لم تنتهِ بشكل جيد. و"الجيش" الإسرائيلي منهك بعد أشهر من الاستنزاف في غزة.

إنّ هدفه الأساسي المفترض المتمثّل في إعادة السكان إلى المناطق الشمالية بأمان لم يعد في الإمكان تحقيقه أكثر من ذي قبل. وفي الوقت نفسه، تستمرّ أزمة غزة المروّعة. ويظل الاتفاق على وقف إطلاق نار دائم وإعادة الأسرى هو المفتاح لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقاً.

ومن المحزن أنه على الرغم من أشهر من المحادثات غير المباشرة التي توسّطت فيها مصر وقطر، لم تتوقّف مذبحة غزة. ومن المؤسف أنّ بريطانيا، مثل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية، فشلت في ممارسة الضغط الكافي على "إسرائيل" لوقف انتهاكها للقانون الإنساني من خلال تقييد جميع مبيعات الأسلحة الهجومية، وتأييد لائحة اتهام نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية وفرض عقوبات ذات مغزى.

إنّ عدم فعّالية الإدارة الأميركية وانحيازها هو الأكثر إحباطاً. ينتمي الرئيس جو بايدن إلى جيل سياسي أميركي دعم "إسرائيل" غريزياً وعاطفياً، سواء كانت محقّة أو مخطئة. 

الولايات المتحدة هي أكبر مورد لـ "إسرائيل" بالمساعدات المالية والأسلحة. يمكن لبايدن وينبغي له أن يفعل المزيد لإلزام نتنياهو بإبرام صفقة. بدلاً من ذلك، تسامحَ مع نهبه العدائي والعدمي وسهّله بتكلفة باهظة للمصالح الإسرائيلية والأميركية والغربية وحياة الناس العاديين.

إنّ غزة هي أكبر فشل لبايدن، بل إنها أكبر حتى من أوكرانيا. ومع ذلك، فبدلاً من إصلاح الضرر بشكل عاجل، يشير المسؤولون في واشنطن إلى أنّ وقف إطلاق النار غير مرجّح قبل تولّي خليفته منصبه في كانون الثاني/يناير.

وفي ظلّ عجز البيت الأبيض عن وقف الحرب، يبدو أنّه عازم فقط على منع انتشارها قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، خوفاً من أن تضرّ بفرص كامالا هاريس والديمقراطيين. ولهذا السبب، أكثر من أي وقت مضى، يتأرجح الشرق الأوسط على حافة الهاوية.

نقلته إلى العربية: بتول دياب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.