"فايننشال تايمز": الاتحاد الأوروبي يعطي لأوكرانيا بيد ويأخذ باليد الأخرى

وافق زعماء الاتحاد الأوروبي قبل أيام على فتح محادثات بشأن انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم فشلوا في الاتفاق على إقرار حزمة تمويل بقيمة 50 مليار يورو. 

  • وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على فتح محادثات بشأن انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي.
    وافق زعماء الاتحاد الأوروبي على فتح محادثات بشأن انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي.

تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يعطي لأوكرانيا بيد ويأخذ باليد الأخرى"، كتب هنري فوي في صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية مقالًا تناول فيه فشل الأوروبيين في إقرار حزمة دعم لأوكرانيا، واعتبر موافقة الاتحاد الأوروبي على فتح محادثات بشأن انضمام كييف إلى الاتحاد حلمًا بعيدًا استعجل الرئيس الأوكراني بالاحتفال به لأن أوكرانيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي قبل سنوات.

وفيما يلي النص المنقول إلى العربية بتصرف:

منذ أكثر من عقد، بدأ الأوكرانيون بالتجمع في وسط العاصمة كييف لمطالبة حكومتهم ببدء رحلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والخروج من كنف روسيا. وفي الليلة الماضية، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة، لكن فشلهم في الاتفاق على تقديم الدعم المالي لأوكرانيا، نغّص على الأوكرانيين فرحتهم.

السياق: توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي ببدء مفاوضات بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وهي خطوة تمهد الطريق أمام البلاد للبدء رسميًا في عملية توفير الشروط المطلوبة للانضمام إلى هذه المجموعة. في المقابل، فشل هؤلاء القادة في إقرار حزمة دعم مالي بقيمة 50 مليار يورو لصالح أوكرانيا، نتيجة اعتراض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عليها.

وعليه، ستؤدي نتائج القمة الحلوة المرة إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن الدعم المالي المتواصل لأوكرانيا من أوروبا والولايات المتحدة، بعد محاولتها الفاشلة إلى حد كبير في استعادة الأراضي من روسيا في خريف هذا العام، وتعهد موسكو بمواصلة القتال حتى تحقيق النصر.

استمرت محاولات القادة الأوروبيين حتى الساعة الثانية صباحًا لإقناع أوربان بالموافقة على الحزمة المالية، كجزء من 21 مليار يورو إضافية للميزانية المشتركة للاتحاد الأوروبي. كما قام رؤساء كلّ من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا بمحاولة أخيرة لإقناع أوربان، إلّا أنّهم أوقفوا مناقشاتهم وعادوا إلى منازلهم وتم تأجيلها إلى شهر كانون الثاني/يناير. 

 وقُبيل ساعات من هذه المناقشات، قوبل قرار الانضمام بارتياح بالغ، ليس في أوكرانيا وحدها بل أيضًا في الأروقة المحيطة بقمة الزعماء، امتزجت مشاعر المسؤولين بالفرح والذهول مع تسرب الأخبار، نظرًا لتعهد أوربان الحازم في السابق باستخدام حق النقض ضد هذه الخطوة. وتوجه أوربان لاحقًا إلى منصة فيسبوك لانتقاد القرار ووصفه بأنه "قرار عبثي وغير عقلاني وخاطئ". إلّا أنّ الوقائع التاريخية تشهد بأنّه لم يمنع حدوث هذا الأمر عندما سنحت له الفرصة.

ومع ذلك، فإنّ أوكرانيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي لسنوات. وعليه، فإنّ أوربان أو أيّ زعيم آخر يمتلك أكثر من 70 فرصة لعرقلة رحلتها من الآن وحتى الخطوة الأخيرة نحو نيل العضوية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علّق على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي قبل الإعلان عن الفشل في إقرار مشروع التمويل، قائلًا: "هذا انتصار لأوكرانيا ولأوروبا بأكملها. انتصار يحفزنا ويلهمنا ويقوينا". 

نقلته إلى العربية: زينب منعم