"كالكاليست": "إسرائيل" باتت كريهة.. الاستثمارات تنسحب وقطاع "الهايتك" يتقلص

التجنيد الواسع في "الجيش" الإسرائيلي، والتخوف من حرب في الشمال بالتزامن مع حرب مستمرة في قطاع غزّة، يهددان استمرارية الصناعة في "إسرائيل" وقطاع "الهايتك".

  • التجنيد الواسع في
    التجنيد الواسع في "الجيش" يقلّص عدد العاملين في قطاع "الهايتك" الإسرائيلي

صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية الاقتصادية، تنشر مقالاً عن تراجع قطاع "الهايتك" الإسرائيلي نتيجة الحرب المستمرة في غزّة من دون أفق واضحة، والتخوف من اندلاع حرب في الشمال مع حزب الله. 

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
 
مسؤولون رفيعو المستوى في قطاع "الهايتك" (الشركات  الاقتصادية والتكنولوجية في إسرائيل) يشيرون إلى عمق الأزمة في الصناعة، بدءاً من توظيف واسع جداً لعمال أجانب، وصولاً إلى صعوبة جمع أموال من الخارج بسبب الرأي العام الدولي اتجاه "إسرائيل".

وتداول على نطاق واسع بين الإسرائيليين منشور على منصة "إكس" جاء فيه: "أنا نائب مدير عام تطوير في شركة ناشئة، تجندت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، أخدم في الاحتياط. أبلغتني الشركة أنه لا يمكن أن أستمر بذلك أكثر، ويبحثون عن أحد ما يستطيع أن يعطي وقته كاملاً للشركة". 

يعكس المنشور ما يحدث في قطاع "الهايتك" الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، حيث هناك تهديد حقيقي لاستمرارية الصناعة في "إسرائيل".

وعلى إثر ذلك، باتت شركات "الهايتك" بما فيها الشركات الناشئة في مراحل مبكرة جداً، تفضّل "تبديد المخاطر" وتوظيف المزيد من العمال الأجانب من أجل عدم تعليق العمل أو المسّ بالتطوير كما يحصل في الأشهر الثمانية الأخيرة.
 
أرسل عاملون في شركات "الهايتك" الأسبوع الفائت، رسالة إلى رئيس الحكومة ووزير المالية ووزير الاقتصاد الإسرائيليين، حذّروا فيها من هروب وظائف "الهايتك" من "إسرائيل" إلى خارجها، وأوضحوا أنّ عدداً قليلاً من الشركات التكنولوجية الناشئة بقيت تعمل في "إسرائيل" بعد السابع من أكتوبر،  إذ بات أصحاب المشاريع يفتتحون شركات في الخارج. 

وجاء في الرسالة أنّه "مع مرور الوقت، يدور الحديث عن احتمال نقل 20 % تقريباً من القوة البشرية من الصناعة المحلية إلى أماكن مختلفة في العالم". نتائج إجراء كهذا، ستشكل ضربة قاصمة لقطاع "الهايتك" الإسرائيلي، وبالتالي خسارة "إسرائيل" للضريبة من هذا القطاع، ستكون فورية وسيئة، وقد يؤدي ذلك أخيراً إلى هجرة قوية للإسرائيليين على المدى القريب".
 
في أعقاب 7 أكتوبر، كانت عمليات التجنيد شاملة وساحقة. شركات "الهايتك" المتوسّطة أصبح 15%-20% من عمالها مجندين، وبعض الشركات الناشئة انخفض عدد عمالها، وكان هناك أيضاً 80%-90% منهم في الاحتياط.

كان تقدير "الهايتك" أنّ الحرب ستكون على شكل عملية عسكرية قصيرة، وبعدها سيعود عناصر الاحتياط من ميدان المعركة بمخزون أفكار جديدة، بيد أنّ المعركة في غزة استمرت من دون نهاية واضحة في الأفق، وحالياً الوضع يتفاقم في ضوء التصعيد مع حزب الله، وتجنيد الاحتياط الواسع إلى الشمال الذي أُفيد عنه أمس، الذي يصل إلى 350 ألف عنصر.

ووفق تقرير نُشرته أول أمس، فإنّه في الفصل الرابع من العام 2023 خدم في الاحتياط 28 ألف عامل في "الهايتك"، 60% يشغلون وظائف تطوير في أماكن عملهم. وتقلص هذا العدد في شباط/فبراير حيث وصل العدد إلى 12 ألف عنصر، لكن الخشية الأساسية اليوم هو إزاء تجنيد احتياط واسع وخدمة مستمرة نتيجة التصعيد في الشمال.

هذا التجنيد الواسع والكبير، يضغط على المستثمرين لتفضيل توظيف عمال من خارج "إسرائيل" من أجل عدم إلحاق الضرر بنشاط الشركة، ويضغطون بدورهم على أصحاب المشاريع للانتقال إلى الخارج.

يقول مسؤول بارز في صناعة رأس المال إنّ "اقتصاد إسرائيل سيرتطم بالحائط لأنّ الهايتك هنا سيتلقى ضربة قاسية"، مشيراً إلى أنّ "الأشهر الأخيرة أظهرت أنّ الهايتك ليس للنخبويين إنما لأي عنصر احتياط خامس". ويُضيف أنّ "إضافة إلى التحديات الأمنية، يجب علينا حل مشكلة تجنيد الحريديم، وإلا لن يكون هنا هايتك"، مؤكداً أنّ "التهديد الداخلي  ما زال أخطر على إسرائيل من التهديد الخارجي".

ما يهمسون به في "إسرائيل"، يقولونه في الولايات المتحدة بفم ملآن كلما زاد عدم الرضى في الإدارة الأميركية إزاء السلوك الإسرائيلي. الزبائن والمستثمرون على حد سواء يشعرون براحة أكثر في إيقاف العمل مع شركات إسرائيلية. مثل "أوركام"، إحدى الشركات التي يزيد رأسمالها عن مليار دولار،قررت تقليص 100 عامل على خلفية تجميد عمليات الشراء من دول عربية كثيرة وانخفاض في المبيعات نتيجة ذلك.

وبحسب كلام مسؤولة رفيعة في إحدى الشركات الدولية التي تعمل في "إسرائيل":  "نحن نتحوّل إلى دولة كريهة، بغيضة، وهذا يؤثر أيضاً على الهايتك. وحتى أصدقاؤنا لا يريدوننا".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.