"نيويورك تايمز": أزمة الغذاء في أميركا.. إغلاق الحكومة يزيد الضغط على بنوك الطعام

يقول القادة إنّ تزايد الحاجة وتناقص الموارد يضغط على نظام المساعدات الغذائية الخيرية بما يفوق قدرته.

0:00
  • "نيويورك تايمز": بنوك الطعام تستعدّ لارتفاع الطلب مع اقتراب توقّف برنامج "SNAP"

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً يتناول الأزمة الغذائية في الولايات المتحدة الناجمة عن إغلاق الحكومة الفيدرالية وتأثيره على برامج المساعدة الغذائية، وخاصة برنامج SNAP، الذي يعتمد عليه ملايين الأميركيين.

يبرز النصّ زيادة الطلب على بنوك الطعام بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وتقليص التمويل الفيدرالي، مع تحذيرات من أنّ قدرة هذه البنوك على تلبية الاحتياجات محدودة، ما يهدّد خصوصاً الأطفال وكبار السن والمجتمعات الريفية. 

أدناه نصّ المقال منقولاً إلى العربية:

كانت بنوك الطعام في الولايات المتحدة تعاني ضغوطاً كبيرة حتى قبل إغلاق الحكومة الفيدرالية. فقد دفعت أسعار الغذاء المتزايدة عدداً متنامياً من الناس إلى الاعتماد على هذه البنوك، بينما أدّت تخفيضات البرامج الفيدرالية إلى تقليل ما يمكنهم تقديمه.

والآن، يتوقّع أن يشهد هذا النظام، الذي يمثّل الملاذ الأخير لعشرات الملايين من الأميركيين الجائعين، زيادة أكبر في الطلب.

مع استمرار الإغلاق الحكومي الفيدرالي الذي دام نحو شهر، ستتوقّف تمويلات أكبر برامج المساعدة الغذائية في البلاد، المعروف باسم برنامج المساعدة الغذائية التكميلي (SNAP)، اعتباراً من بداية تشرين الثاني/نوفمبر، بحسب وزارة الزراعة الأميركية. وفي يوم الجمعة، صرّحت إدارة ترامب في مذكّرة بأنها لن تستخدم الأموال الاحتياطية للحفاظ على تدفّق المدفوعات إلى الولايات.

هذا يعني أنّ نحو 42 مليون أميركي يعتمدون على برنامج SNAP قد يضطرون قريباً للبحث عن طرق أخرى لإطعام أنفسهم وعائلاتهم. وسيحاول الكثيرون منهم اللجوء إلى بنوك الطعام المحلية. وتشير منظمات مكافحة الجوع وبنوك الطعام إلى أنّ الطلب المتزايد سيتجاوز على الأرجح قدرتها على الاستجابة، وقد يكون لهذا التأثير صدى يتجاوز نطاق الإغلاق الحكومي.

وقالت أندريا ويليامز، رئيسة بنك الطعام في أوريغون، الذي يزوّد نحو 1,200 موقع لتوزيع الطعام عبر أوريغون وجنوب غرب واشنطن، "عندما تنهار هذه الشبكة الاجتماعية من حولنا، سنكون هناك لنفعل ما نستطيع، ولن يكون ذلك كافياً."

وفقاً لأحدث تقرير لوزارة الزراعة، هناك أكثر من 47 مليون أميركي يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال العام، أي لا يحصلون على ما يكفي من الطعام ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم المقبلة. وهناك ملايين آخرون لا تنطبق عليهم هذه الصفة تماماً، لكنهم يعتمدون على برامج الغذاء الخيرية للحصول على الدعم، بحسب منظمة "Feeding America"، وهي شبكة وطنية تضمّ بنوك الطعام وبنوك المواد الغذائية وبرامج الوجبات المحلية.

ومنذ الجائحة، أدّت موجة مستمرة من التضخّم إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية، ما دفع المزيد من محدودي الدخل إلى الاعتماد على بنوك الطعام. وأوضحت ويليامز أنّ زيارات شبكة بنوك الطعام في أوريغون ارتفعت بنسبة 50% خلال العامين الماضيين فقط. وقالت راده موتياه، رئيسة بنك طعام العاصمة، الذي يخدم واشنطن دي.سي. والمناطق المحيطة بها في فيرجينيا وميريلاند، إنّ زيارات بنوك الطعام في مناطق عملها تضاعفت منذ ما قبل الجائحة.

وفي وقت سابق من هذا العام، قلّصت إدارة ترامب نحو مليار دولار من المساعدات الفيدرالية لبرامج مكافحة الجوع، بما في ذلك برنامج يزوّد بنوك الطعام مباشرة بالغذاء. وفي مواقع التوزيع في نيو أورلينز وديترويت يوم السبت، وصف المتطوّعون الوضع ببساطة:

قال جون سيلارس، الذي يساعد في إدارة بنك الطعام "Second Harvest" في جنوب لويزيانا: "الطلب مرتفع، والطعام منخفض".

ذكرت عدة مديرات لبنوك الطعام اللواتي تمّت مقابلتهن الإحصائية نفسها: لكلّ تسع وجبات يتمّ توفيرها عبر المساعدات الغذائية الفيدرالية، يمكن لبنوك الطعام توفير وجبة واحدة فقط بمجهودها الخاص. مهما بذلت هذه المؤسسات من جهد لتوسيع مواردها، فلن تتمكّن من سدّ الفجوة إذا لم تُقدّم تمويلات برنامج "SNAP".

وقالت أندريا ويليامز: "هذا يعني أنّ الناس سيواجهون الجوع، وخاصة الأطفال وكبار السن والمجتمعات الريفية".

خلال الإغلاقات الحكومية الفيدرالية السابقة، لم يكن الوضع يبدو قاتماً إلى هذا الحدّ، بحسب جيل ديكسون، مديرة بنك الطعام "Food Depot" الذي يخدم تسع مقاطعات في شمال نيو مكسيكو، الولاية التي تضمّ أعلى نسبة من مستفيدي برنامج "SNAP" بين سكانها. وأضافت ديكسون أنّ هناك دائماً توقّعاً بتدخّل الحكومة الفيدرالية لحماية برنامج "SNAP" إذا كانت المدفوعات الشهرية مهدّدة، وهو ما لم يحدث هذه المرة.

قَارَنت ديكسون حجم الاحتياج المتوقّع للمساعدات الغذائية بما شهدته الأيام الأولى للجائحة، عندما أدّت إغلاقات الأعمال وتسريحات العمال الجماعية إلى تدافع عدد كبير من الأميركيين نحو بنوك الطعام، وقالت: "أعتقد أنّ الأمر قد يكون أكبر من ذلك".

بعض الولايات اتخذت إجراءات مالية طارئة لضمان استمرار تدفّق المساعدات إلى مستفيدي "SNAP"، بينما تبحث ولايات أخرى عن حلول. فقد أعلن حاكم فرجينيا، غلين يونغكين، عن حالة طوارئ تحسّباً لقطع التمويل، فيما أعلن حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، عن خطط لاستدعاء الحرس الوطني لدعم بنوك الطعام. وفي لويزيانا، حيث يعتمد 18% من السكان على برنامج "SNAP"، ثاني أعلى نسبة بعد نيو مكسيكو، يُتوقّع أن يوافق المشرّعون على استخدام الأموال الاحتياطية مؤقتاً لتغطية المدفوعات المفقودة.

نقله إلى العربية: الميادين نت.