"نيويورك تايمز": ذعرٌ ديمقراطي بشأن بايدن.. ومخاوف من كارثة انتخابية

أعلن عدد من الديمقراطيين عن مخاوفهم بشأن الرئيس جو بايدن، ليس فقط بشأن فرصه، ولكن أيضاً بشأن قدرة الحزب على الاحتفاظ بمجلس الشيوخ والفوز بمجلس النواب.

  • "نيويورك تايمز": ذعرٌ ديمقراطي بشأن بايدن.. ومخاوف من كارثة انتخابية

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تنشر تقريراً تحدّثت فيه عن مواقف الديمقراطيين بشأن أداء الرئيس جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى ضد دونالد ترامب. 

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:

اندلع القلق الديمقراطي بشأن أهلية الرئيس بايدن للترشّح لولاية رئاسية ثانية، وخرج ذعر عدد من الديمقراطيين إلى العلن، بعد أن دعا عضو في الكونغرس بايدن إلى الانسحاب، كما عبّر عدد كبير من المسؤولين البارزين الآخرين الذين دعموا الرئيس عن مخاوفهم.

طلب أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطي علناً ضمانات من البيت الأبيض بشأن "حالة" بايدن، وأن "تكون الحالة المرعبة التي ظهر فيها خلال المناظرة الأولى ضد دونالد ترامب، هي ليست الحالة العامّة له"، كما عبّر السيناتور شيلدون وايتهاوس من رود آيلاند.

أيضاً، وبّخ السيناتور بيتر ويلش من ولاية فيرمونت، حملة بايدن بسبب موقفها الرافض للأسئلة التي يطرحها الأميركيون للمناقشة.

بدوره، أصدر النائب لويد دوجيت من ولاية تكساس، وهو مشرّع تقدّمي مخضرم، بياناً قال فيه إنّ "أداء بايدن في المناظرة، والذي كان يأمل أن يمنح الرئيس زخماً للتعويض عن ضعفه مقارنة بالرئيس السابق دونالد ترامب، منعه من الترشّح مرة أخرى، وبدلاً من طمأنة الناخبين، فشل الرئيس في الدفاع بفعّالية عن إنجازاته وفضح أكاذيب ترامب".

لا تزال الغالبية العظمى من الديمقراطيين، بمن فيهم قادة الحزب، تدعم علناً بايدن، والقليل من النقّاد منهم، الذين تجرّأوا على التعبير عن مخاوفهم حتى الآن، ليسوا لاعبين رئيسيين في الحزب أو لديهم أتباع كثر. ومع ذلك، بعد أيام من القلق سراً بشأن أداء بايدن المتعثّر في المناظرة أواخر الأسبوع الماضي، بدا عدد متزايد من الديمقراطيين على استعداد للتعبير عن إحباطاتهم.

وفي إثر ذلك، يناقش مسؤولو البيت الأبيض إرسال بايدن إلى الولايات الحاسمة، بما في ذلك ويسكونسن يوم الجمعة وبنسلفانيا يوم الأحد، للقيام بما يحثّ عليه الحلفاء: إظهاره في الأماكن العامة لفترات أطول.

إنّ الكثير من القلق بين المشرّعين والاستراتيجيين والناشطين ينبع من خوف مزدوج - ليس فقط من أن تعثّرات بايدن ستكلّفه خسارة البيت الأبيض، ولكنها قد تجعل من المستحيل أيضاً على الديمقراطيين الفوز في السباقات الحاسمة التي سيخوضونها في مجلسي النواب والشيوخ، وبالتالي حرمانهم من الرقابة الحاسمة على سلطة رئاسة ترامب المحتملة.

وقال النائب مايك كويجلي، النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي، لشبكة "سي أن أن" يوم الثلاثاء، إنّه "من الواضح أنّه يجب أن يفهم أنّ قراره لا يؤثر فقط على من سيخدم في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع المقبلة، بل على من سيخدم أيضاً في مجلس الشيوخ والنواب، وستكون لذلك آثار على مدى عقود مقبلة". 

وأفادت العديد من المكاتب الديمقراطية في الكابيتول هيل بأنّها تعرّضت لوابل من الدعوات من ناخبيها الذين يحثّون المشرّعين على مطالبة بايدن بالتنحّي.

ومن الواضح أنّ الجمهوريين يخططون لاستخدام الأسئلة المتعلّقة بالذكاء العقلي لبايدن وملاءمته للمنصب كحجر رحى حول رقاب الديمقراطيين الضعفاء.

في اليوم التالي للمناظرة، تعقّب المتتبّعون الجمهوريون - وهم العملاء الذين يصوّرون المرشحين ويطرحون عليهم أسئلة غادرة سياسياً - ديمقراطيي مجلس النواب وهم في طريقهم إلى منازلهم في مناطقهم وسألوهم السؤال نفسه: "هل جو بايدن مناسب ليكون رئيساً؟"

أجابت النائبة مارسي كابتور، الديمقراطية عن ولاية أوهايو، بغضب: "جو بايدن هو الرئيس.. هل أنت مؤهّل لأن تكون رئيساً؟"

لكن في السرّ، يشعر العديد من الديمقراطيين بقلق عميق. لقد أدرك الديمقراطيون في سباقات الكونغرس في جميع أنحاء البلاد منذ فترة طويلة أنّهم سيحتاجون إلى التفوّق على بايدن من أجل الفوز بمقاعدهم. وبهذا المعنى، قال العديد من نشطاء الحزب الذين يعملون في سباقات الكونغرس إنّ أداء السيد بايدن لن يؤثر كثيراً على استراتيجيتهم.

وفي بيانين صادرين عن أذرع الحملة الانتخابية للديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، أكّد المتحدثون أنّ سباقات الكونغرس كانت "معارك مرشّحين مقابل مرشّحين"، كما قال ديفيد بيرجستين، مدير اتصالات حملة مجلس الشيوخ.

لكن أداء بايدن في المناظرة، والذي أطلق العنان لموجة جديدة من الأسئلة حول عمره وحالته العقلية، ألقى بظلال قاتمة على الديمقراطيين الذين يتراجعون عن التصويت.

وفي الوقت الحالي، يعبّر كبار الديمقراطيين عن دعمهم القوي لبايدن. وقال السيناتور تشاك شومر من نيويورك، زعيم الأغلبية، خلال ظهوره في سيراكيوز يوم الثلاثاء إنّ الرئيس مؤهّل للخدمة، وأضاف: "أنا مع جو بايدن".

قالت النائبة نانسي بيلوسي، ديمقراطية كاليفورنيا ورئيسة مجلس النواب السابقة، يوم الثلاثاء إنّه "من المشروع" طرح التساؤلات عمّا إذا كانت حالة بايدن في المناظرة هي حالة عامة أو وضع استثنائي، وذكرت أنّه في المقابل، ما رأيناه في إجابات ترامب كان كذباً. وصرّح متحدث لاحقاً أنّ بيلوسي لديها "ثقة كاملة" في بايدن وتتطلّع إلى حضور حفل تنصيبه في كانون الثاني/يناير 2025.

لكن للمرة الأولى، طرح ديمقراطي بارز واحد على الأقل أمر انسحاب بايدن من السباق. وقال الممثل جيمس إي كلايبورن من ولاية كارولينا الجنوبية، والذي ساعد دعمه في عام 2020 بايدن في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، إنّه سيدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس إذا تنحّى الرئيس.

كذلك، دعا أحد المنافسين الديمقراطيين، آدم فريش في كولورادو، الذي كاد أن يطيح بالنائبة لورين بويبرت في عام 2022، بايدن إلى التنحّي.

وقال جون أفلون، وهو ديمقراطي ينافس مرشّحاً جمهورياً في لونغ آيلاند، إنّ "الذعر ليس مشاعر مفيدة، وكذلك الإنكار.. لقد خاض الرئيس بايدن مناظرة سيئة، لكن سجله جيد. هذا نقاش مشروع بالنسبة للديمقراطيين، وهو علامة على وجود حزب سياسي سليم".

كذلك، وضع أداء بايدن في المناظرة الأولى، الديمقراطيين الذين يخوضون الانتخابات في ولايات تشهد معارك انتخابية، مثل ويسكونسن وأريزونا، حيث سيقوم بايدن بحملته بقوة، في موقف حرج.

ويعتقد بعض الديمقراطيين أنّه إذا بقي بايدن في السباق واستمرّ في التخلّف عن ترامب في استطلاعات الرأي، فقد يركّز الحزب والمانحون الرئيسيون أموالهم وطاقتهم على محاولة الاحتفاظ بمجلس الشيوخ والفوز مجدداً بمجلس النواب بدلاً من التنافس على الرئاسة.

وهذه هي الطريقة التي تعامل بها الجمهوريون مع انتخابات عام 1996، حيث كان مرشحهم الرئاسي بوب دول متأخراً بشكل سيّئ. قادت جهودهم إلى السيطرة على الكونغرس، مما يعيق ولاية بيل كلينتون الثانية مثلما يأمل الديمقراطيون في القيام به خلال إدارة ترامب الثانية.

نقلته إلى العربية: بتول دياب