"هآرتس": "إسرائيل" تحوّل الضفة الغربية إلى غزة

سموتريش وبن غفير، بإدارة المايسترو بنيامين نتنياهو وبمشاركة "الجيش" الإسرائيلي، يبذلون قصارى جهدهم لفتح جبهة أخرى في الضفة الغربية إلى جانب تلك المشتعلة، ومرادهم سيحصلون عليه قريباً.

0:00
  • "هآرتس": أصبحت الطائرات المسيّرة وطائرات سلاح الجو أداة التدمير الرئيسية لـ "الجيش" الإسرائيلي في الضفة الغربية

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً تتحدّث فيه عن العملية التي أطلقتها "إسرائيل" في الضفة الغربية، وتقول إنّها بذلك ستفتح جبهة أخرى ضدها، إذ ستدفع الفلسطينيين إلى الكفاح المسلّح.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

قرّرت "إسرائيل" تحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة. أساليب العمل هي نفسها، وكذلك وسائل الحرب. والأهداف متشابهة أيضاً، ولن تطول النتائج: سوف تستيقظ "إسرائيل" قريباً على غزة أخرى، هذه المرة على حدودها الشرقية، مع كلّ ما يعنيه ذلك.

منذ اندلاع الحرب، غيّرت "إسرائيل" سياستها في الضفة الغربية، وواجه سكّانها الفلسطينيون واقعاً جديداً أصعب من السابق. وكانت الخطوة الأولى التي تمّ اتخاذها هي الإغلاق الكامل وإلغاء جميع تراخيص العمل في "إسرائيل". وتمّ تقليص حرية التنقّل إلى الحد الأدنى، وبالتالي تمّ تقييد الوصول إلى أماكن العمل حتى داخل الضفة الغربية، وتدهور الوضع الاقتصادي أكثر فأكثر.

ثم بدأ "الجيش" الإسرائيلي في تبنّي أساليب قتالية جديدة، بعضها تمّ تطبيقه حتى ذلك الحين في غزة ولبنان فقط: أصبحت الطائرات المسيّرة وطائرات سلاح الجو أداة التدمير الرئيسية ضدّ المطلوبين والأبرياء، بكميات لم تُشهد منذ الانتفاضة الثانية. كما تستمر في الإضرار بموازنة السلطة الفلسطينية، والاستراتيجية السياسية الفعلية هي دفع ضم الضفة.

تحت المبرّر الضبابي "الحرب على الإرهاب"، قتل "الجيش" ما لا يقلّ عن 621 مواطناً فلسطينياً منذ 7 أكتوبر في الضفة، وفقاً لمعطيات منظمة "بيتسليم". وبحسب معطيات الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 140 منهم في 50 غارة جوية. وفي الوقت نفسه، تفاقم عنف المستوطنين، ووصل إلى مستويات غير مسبوقة. لقد أصبحت المذابح وأعمال الشغب في القرى الفلسطينية أمراً روتينياً، وأغلبها تحت رعاية "الجيش" وكلّها من دون تدخّل فعلي منه.

وقبل عشرة أيام، كثّف "الجيش" القتال وأطلق عملية عسكرية في الضفة. رُفع اللجام، و"الجيش" تصرّف في الضفة كما تصرّف في غزة. وقُتل ما لا يقل عن 38 فلسطينياً، بينهم تسعة قاصرين على الأقل.

إنّ الدمار الذي أحدثه "الجيش" في مخيمات اللاجئين يذكّرنا بقطاع غزة. لقد كانت هذه دائماً عمليات عقيمة، ونتيجتها الوحيدة، في غياب خطة سياسية، هي دفع سكان الضفة الغربية إلى اليأس وإلى الكفاح المسلّح.

وزير الضفة الغربية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بإدارة المايسترو بنيامين نتنياهو وبمشاركة "الجيش" الإسرائيلي، يبذلون قصارى جهدهم لفتح جبهة أخرى إلى جانب تلك المشتعلة، ومرادهم سيحصلون عليه قريباً.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.