"يديعوت أحرونوت": "جيش إسرائيل الصغير والذكي هو خطأٌ يجب تصحيحه"

"الجيش" الإسرائيلي يواجه نقصاً في القوات اللازمة للحفاظ على الخطوط الحدودية، ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة، من دونها لا يمكننا الانتصار - لا في هذه الحرب ولا في الحرب المقبلة. 

  • أكثر من 3600 جندي إسرائيلي أُصيب في غزّة
    أكثر من 3600 جندي إسرائيلي أُصيبوا في غزّة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تنشر مقالاً لمحلل الشؤون العسكرية، يوسي يهوشع، يتحدّث فيه عن أزمة العديد في "الجيش" الإسرائيلي، ويؤكد أنّه إذا لم يتمّ اتخاذ إجراءات فورية، فلن تنتصر "إسرائيل" في هذه الحرب أو في أيّ حرب أخرى.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

3601 جندي أُصيبوا وقُتل 636 منذ بداية الحرب، و"الجيش" الإسرائيلي يواجه نقصاً في القوات اللازمة للحفاظ على الخطوط الحدودية.

وإلى جانب الإخفاقات والتسيّب في إدارة القوة البشرية واستنفاد التجنيد، وصلت المستويات العسكرية والسياسية إلى حالة تتطلّب اتخاذ إجراءات دراماتيكية وفورية تتمثّل في سبع مهام عاجلة من دونها لا يمكننا الانتصار - لا في هذه الحرب ولا في الحرب المقبلة. 

التقرير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن 145 جندياً إسرائيلياً أصيبوا بجروح في أقل من أسبوعين تردّدت أصداؤه في وسائل الإعلام الفلسطينية. إنّهم يفهمون منه أنّه حتى القتال المحدود إلى حد ما، ينجح في جباية ثمن من "الجيش".

لكن القصة الكبيرة هي العدد الإجمالي للإصابات، الذي تجاوز 3600، ومن المفترض أن يقفز أكثر مع احتساب إصابات ما بعد الصدمة. في الواقع، فقد "الجيش" الإسرائيلي جنوداً بحجم لواء، وهو بحاجة إلى الكثير من الجنود الإضافيين للحفاظ على خطوطه.

"الجيش" بحاجة ملّحة للجنود، وبدلاً من الكتائب الأربع التي تسيطر على الخط في فرقة غزة، يحتاج إلى 8 كتائب على الأقل لتوفير الأمن للإسرائيليين. وينطبق الشيء نفسه على الحدود الشمالية، وبالطبع على الضفة الغربية، حيث تم نشر 20 كتيبة احتياط منذ بداية الحرب. كل من يتابع ما يحدث على طول خط التماس ويسمع مطالب الإسرائيليين في أعقاب التهديدات من طولكرم وقلقيلية يعرف أنّ "الجيش" الإسرائيلي سيضطر إلى تحويل قوات كبيرة إلى هناك أيضاً.

ويجب أن نفهم إلى أيّ مدى أثّر عدد القتلى والجرحى المرتفع على "إسرائيل"، إلى جانب الإخفاقات في بناء القوات وتسيّب الإسرائيليين من التجنيد.

إنّ سلسلة الإجراءات التي يجب القيام بها، هي في جزء منها مسؤولية المستوى السياسي، الذي يؤخّرها، وجزئياً مسؤولية المستوى العسكري، الذي لا يمكنه التهرّب من المسؤولية. فـ "الجيش" الإسرائيلي، الذي دفع باتجاه "جيش صغير وذكي"، والحكومة التي وافقت عليه، يفهمان أن هذا كان خطأ فادحاً.

وعليه، يجب تمديد الخدمة الإلزامية من 32 شهراً إلى 36 شهراً كما كان الحال في الماضي. وتمديد الخدمة ينتظر التشريع إلى جانب البند الثاني والأهم، وهو تجنيد الحريديم. اليوم، يُجنّد نحو 1200 جندي حريدي سنوياً، من أصل 12 ألف جندي سنوياً.

الإجراء الثالث الذي يجب اتخاذه هو تقليل عدد الحاصلين على إعفاء من الخدمة، إذ إنّ نحو 33% من الرجال الملزمين بالتجنيد لا يتجنّدون، نصفهم معفيون بسبب انشغالهم المرتبط بدراسة التوراة. ضمن نسبة الـ 17% المتبقية تقريباً، هناك زيادة كبيرة بين المستفيدين من الإعفاء النفسي، وهنا يجب على "الجيش" أن يعمل على كشف ومنع المحتالين الذين يشترون الإعفاء.

شيء آخر يجب معالجته هو التسرّب من الخدمة العسكرية. ووفقاً لبيانات شعبة القوة البشرية الإسرائيلية، فإنّ التسيّب يمثّل نحو 15% في متوسط متعدد السنوات، مع تسريح الغالبية - الثلثين - في السنة الأولى من الخدمة، ومعظمهم بسبب مشكلة تتعلق ببندٍ نفسي. في الواقع، ما يقرب من 50% من الرجال الملزمين بالتجنيد لا يأتون إلى قاعدة التجنيد من أجل تسريحهم ويصبحون جزءاً من خزّان الاحتياط.

ومن هنا إلى الإناث: 45% لا يتجنّدن، وهذا رقم كبير. معظم المستفيدات من الإعفاء يفعلن ذلك عن طريق إعلان التديّن (35% من المجموع)، لكن في الواقع لا يصل عدد النساء الحريدية ومن الصهيونية الدينية إلى هذا الرقم معاً.

اقرأ أيضاً: "هدسون": ماذا حلّ لـ "الجيش" الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.