"إل باييس": السيستاني.. الكلمة المفتاح في زيارة البابا للعراق؟

تتحدث صحيفة "إل باييس" الإسبانية عن زيارة البابا فرنسيس إلى العراق وتعتبر أن اللقاء الأهم خلال الزيارة سيكون مع المرجع الديني السيد علي السيستاني.

  • صورة تجمع السيد السيستاني وبابا الفاتيكان ترحيباً بزيارته إلى العراق (أ ف ب)
    صورة تجمع السيد السيستاني وبابا الفاتيكان ترحيباً بزيارته إلى العراق (أ ف ب)

كتبت صحيفة "إل باييس" الإسبانية مقالاً حول زيارة البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، إلى العراق، والتي بدأت الجمعة وتختتم الأحد، معتبرة أن لها "دلالات سياسية وروحية، بالرغم من أنها بمثابة مخاطرة، بالنظر لما تجتازه البلاد من مشكلات أمنية وصحية مرتبطة بوباء كورونا".

وقالت الصحيفة، في مقال كتبه دانييل فيردو، بإن هذه "أول زيارة يقوم بها بابا في تاريخ الفاتيكان إلى العراق ذي الأغلبية الشيعية، وهي ترمي إلى التقرب إلى الأقليات المسيحية الموجودة في البلاد، وفي نفس الوقت إلى ربط الجسور مع المسلمين، والاجتماع بالزعماء المسلمين الأساسيين، أمثال آية الله علي السيستاني".

وبالنظر إلى الظروف العامة بسبب وباء كورونا، والحجر الصحي المفروض في البلاد ـ تقول الصحيفة ـ فإن البابا لن يتمكن من التواصل بشكل مباشر مع المواطنين، الذين سيتابعون خطابه عبر النوافذ وشاشات التلفزيون. وباستثناء القُدّاس الذي سيحضره قرابة 10 آلاف شخص في ملعب إربيل يوم الأحد، فإن جميع اللقاءات الأخرى ستكون مغلقة ومع عدد جد محدود من المشاركين. 

وتقول الصحيفة: شرح البابا فرانسيس يوم الخميس، عبر تقنية الفيديو، أهداف رحلته، حيث قال "إنني قادم كحاجّ تائب لكي أطلب من الرب المسامحة والمصالحة بعد أعوام من الحرب والإرهاب، لكي أطلب من الرب العزاء للقلوب والشفاء للجرحى". وينتظر أن يلقي البابا 7 خطابات، كلها بالإيطالية.

وبحسب الصحيفة، فإن جميع أسفار ورحلات البابا فرانسيس، وعددها 33 رحلة، كانت في الغالب إلى المناطق الهامشية في العالم والتي تقع على ضفاف المسيحية، أي المناطق التي تعيش فيها الأقليات المسيحية في ظل التهديدات، أو التي عاشت فيها آلاماً واعتداءات بسبب الحروب والصراعات، مثل العراق.

وتشير الصحيفة إلى أن عدد مسيحيي العراق كان يقدر بنحو مليون ونصف المليون، بين 25 مليون عراقي، عام 2003 حين حصل التدخل الأميركي في العراق والإطاحة بصدام حسين. أما اليوم فإن العدد لم يعد يتجاوز 150 إلى 300 ألف مسيحي، بين 40 مليون مواطن، 70 في المائة منهم أقل من 25 سنة من العمر.

تتابع الصحيفة "كان المسيحيون العراقيون ضحايا الحروب والنزعات الطائفية في العقد الأول من هذه الألفية. وفي الفترة ما بين 2014 و 2017 سعى تنظيم داعش إلى القضاء على وجودهم بشكل نهائي في المناطق التي كان يسيطر عليها، حيث كانوا يكتبون على أبواب بيوتهم حرف النون، الذي يشير إلى الهوية النصرانية، كما حصل الأمر نفسه مع الأقلية اليزيدية، التي كان تنظيم داعش يبيع نساءها كإماء".

وبحسب الصحيفة، فإن زيارة البابا فرانسيس إلى العراق لها طابع جيوبوليتيكي، لأنها تسعى إلى مد حبل التفاهم مع الطائفة الشيعية التي تعيش في نزاع دائم مع الولايات المتحدة الأميركية. ويظهر أن اللقاء الأكثر أهمية في هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام، هو ذاك الذي سيعقده البابا يوم السبت مع آية الله السيد علي السيستاني في النجف، الزعيم الروحي لشيعة العراق، وأحد الوجوه الأكثر تأثير في التشيع في العالم كله.

وتقول الصحيفة الإسبانية "وفقاً لما هو مسطر في البرنامج الرسمي، فإن زيارة البابا للسيد السيستاني هي زيارة مجاملة فحسب، لكن تأثيرها يتجاوز بكثير الجانب البروتوكولي"، وتتابع "السيد السيستاني، الذي يبلغ من العمر التسعين، ولا يظهر في الواجهة، نادراً ما يستقبل الزيارات. ومنذ أن تمت الإطاحة بصدام حسين، أصبح السيستاني أحد الوجوه المرجعية في البلاد. ولا يُعرف حتى الآن ما إن كان سيوقع على وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقع عليها عام 2019 بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر أحمد الطيب، المرجع الأعلى لأهل السنة".

 

نقله إلى العربية بتصرف: إدريس الكنبوري

هي الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان إلى العراق، زيارةٌ يريد منها البابا فرنسيس الأول تأكيد وقوفه إلى جانب المعذبين في الأرض، ووقوفاً مع العراق، هذا البلد الذي عانى ما عاناه على مدى عقود خلت.