صحافة إسرائيلية: 12 سنة على حرب لبنان.. الشمال لم يستعد بعد عافيته بالكامل

النقطة 105، الطريق بين زرعيت وشتولا على الحدود اللبنانية. 12 سنة انقضت منذ اختطاف جنديا الاحتياط، إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف، ولم يبق سوى نصب صغير لذكراهما إلى جانب الطريق كشهادة صامتة على النقطة التي اندلعت فيها حرب لبنان الثانية.

64٪ من المستوطنين الجدد هم مهاجرون داخليون: سكان انتقلوا من مدن الجليل إلى المستوطنات في المنطقة.

في مستوطنة زرعيت أيضاً، لا يبدو أن شيئاً قد تغير. رئيس لجنة مستوطنة زرعيت ونائب رئيس المجلس الإقليمي "معالِه يوسف"، يوسي أدوني يوضح: "في مطلع سنوات الألفين، قررت الحكومة تعزيز المستوطنات الحدودية وأعطتنا حوافز متنوعة، تمكّنا بفضلها من إعادة 35 شخصًا إلى المستوطنة، لكن التوسعة الإضافية التي حاولنا الترويج لها في نفس الوقت لا زالت عالقة منذ 15 عامًا. في أماكن أخرى يتم تسويق قطع الأراضي بأسعار أرخص. من ذا الذي سيدفع أكثر لبناء منزله في زرعيت في حين انه يستطيع الحصول على سعر أرخص في أماكن أبعد عن الحدود؟ إننا نتمتع بالهدوء، لكن رياض الأطفال ودور الحضانة هنا أغلقت لأنه لم يعد لدينا ما يكفي من الأطفال هنا".

على الرغم من أن الجليل ككل لا زال يعاني من الهجرة السلبية، إلا أنه خلال السنوات الـ 12 منذ الحرب، كانت هناك طفرة حادة منذ تأسيس الدولة في عدد المستوطنين في مستوطنات خط المواجهة الشمالي.

لكن ليس كل شيء لونه وردي: نظرة تمعن في البيانات تكشف عن أن 64٪ من المستوطنين الجدد هم مهاجرون داخليون: سكان انتقلوا من مدن الجليل إلى المستوطنات في المنطقة.

شركة "بارتو" للاستشارات الاقتصادية والاستراتيجية وكلية "تل حي" الأكاديمية، أعدّتا بطلب خاص من "إسرائيل اليوم" وثيقة تبحث التغيرات الاجتماعية التي حدثت في الشمال منذ حرب لبنان الثانية، وهي تقدم صورة مقلقة. في الوثيقة، التي تحمل عنوان "ضُعف الشمال منذ حرب لبنان الثانية"، تقول إن "المنطقة الشمالية، التي تم اعتبار المستوطنات فيها لسنوات عديدة ذات إمكانات عالية للاستيطان، كانت في تراجعٍ ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة منذ حرب لبنان الثانية، قياساً لوسط البلاد بل وحتى الجنوب، في كل ما يتعلق بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية". في الخلاصة تقول الوثيقة أنه تحديداً في السنوات الأخيرة ازدادت الفجوات الاجتماعية بين الشمال ووسط البلاد، وحتى مع الجنوب. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الوثيقة على أن توسّع هذه الفجوات "يؤدي إلى الهجرة السلبية التي تتزايد في السنوات الأخيرة". بين سنتي 2006 و2016 غادر نحو 15000 شخص الشمال. لكن إذا كان متوسط ​​عدد الأشخاص بين الذين يغادرون الشمال وبين المهاجرين إليه هو حوالي 1500 شخص في السنة، فإن الأرقام الأخيرة تعطي الأمل بحدوث تباطؤ دراماتيكي في الظاهرة. في سنة 2016 رست الهجرة السلبية في الشمال على 200 شخص فقط.

فجوات واسعة

في التعليم هناك أيضا فجوات بين المناطق. ويبين تحليل بيانات الدائرة المركزية للإحصاء أن نسبة الحائزين على شهادة الثانوية العامة في الشمال ارتفعت في سنة 2016 مقارنة بسنة 2006، لكن الفجوة بين طلاب الشمال وطلاب وسط إسرائيل تضاعفت، من 5% في سنة 2006 إلى 10٪ في سنة 2016.

كما تنعكس هذه الثغرات في جودة العمالة ومستوى الدخل. صحيح أن نسبة الفجوة في الدخل لم تتغير على مر السنين، إلا أن الفجوة في نسبة المستَخدَمين الذين يتقاضون رواتب تصل إلى الحد الأدنى للأجور قد زادت بنسبة لا تقل عن 50٪. ويبين تحليل بيانات الدائرة المركزية للإحصاء أن عدد العاملين بأجر يصل إلى الحد الأدنى للأجور في الشمال يبلغ 43٪، في حين أن المتوسط ​​في وسط البلاد هو 33٪ فقط.

آرييل مشعل، المدير العام لوزارة تطوير ريفي النقب والجليل أشار إلى أنه "من أجل تشجيع الهجرة الإيجابية ومنع الهجرة السلبية، الوزارة تعمل على تعزيز الجليل في جميع مجالات الحياة".

 

إسرائيل اليوم