صحافة روسية: الولايات المتحدة تخيف العالم بصراع كبير جديد

يهم بايدن أن تنتهي الحرب في غزة، ووقف تصعيد محتمل بين لبنان و"إسرائيل"، لكي ينسى الأميركون الـ 90 دقيقة من العار التي تعرض لها صاحب البيت الأبيض في المناظرة الأولى مع ترامب.

  • كبير مستشاري الرئيس جو بايدن عاموس هوكستين
    كبير مستشاري الرئيس جو بايدن عاموس هوكستين

صحيفة "كمسولسكيا برفدا" الروسية، تنشر مقالاً للكاتب الروسي يفغيني أوميرينكوف، تحدّث فيه عن التهويل الإعلامي الذي تقوم به وسائل إعلام غربية بشأن حرب قد تشنّها "إسرائيل" على لبنان، وعن أهداف الولايات المتحدة من ذلك.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

لقد تمّ الإعلان عن صراع جديد واسع النطاق في الشرق الأوسط في وقت مبكر. حذّرت صحيفة "بيلد" الألمانية، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، من أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان قد تبدأ في النصف الثاني من شهر تموز/يوليو. ولجعل الأمر أكثر إقناعاً، تحدّد الصحيفة أنّ الحدث العسكري سيحدث في الأسبوع الثالث أو الرابع من الشهر، نقلاً عن مسؤولين غربيّين.  

قالت بعثة الأمم المتحدة إنّ عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في لبنان ستكون بداية "حرب إبادة". ورغم أنّ البيت الأبيض لا تعجبه رغبة "إسرائيل" في بدء حرب مع لبنان، إلا أنّ واشنطن لن تتوقّف عن دعم حليفتها وتزويدها بالسلاح. وقد بدأت الولايات المتحدة، بحسب شبكة "NBC"، بالفعل بإرسال قواتها نحو "إسرائيل" ولبنان، كما توجد في البحر الأبيض المتوسط سفن إنزال تابعة للبحرية الأميركية وقوّة مشاة البحرية.

وأوضحت الشبكة الأميركية، أنّ قوّة المشاة البحرية، يمكن إدخالها إلى منطقة الصراع لمنع التصعيد. هذا التصريح ما هو إلا دليل على اللعبة السياسية الأميركية، والخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مركز أبحاث "بروكينغز" في واشنطن يدل على ذلك، إذ يهمّ الأميركيون للغاية أن يصبحوا وسطاء ناجحين في حل الصراع في الشرق الأوسط. 

وقال بلينكن إنّ أياً من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة لا يريد في الواقع جولة جديدة من الصراع - لا الإسرائيليون ولا الإيرانيون ولا حزب الله. لكنه أعرب عن أسفه لأنّ هناك جموداً يدفع المنطقة نحو حرب جديدة، زاعماً أنّ الولايات المتحدة "تحاول إيقافه".

وليس من قبيل المصادفة أن صحيفة "بوليتيكو"، نقلاً عن معلومات استخباراتية أميركية، أصدرت تحذيراً مهماً مفاده أنّ الحرب سوف تبدأ إذا لم يتوصّل الجانب الإسرائيلي وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وهذا يعني أنّه إذا لم تتسلّم واشنطن غصن غار صانع السلام في الشرق الأوسط، فإنّ المنطقة برمّتها ستكون في ورطة.

ولكم أن تتخيّلوا كم يفيد ويهمّ بايدن أن تنتهي الحرب في غزة بهدنة فعّالة واتفاق على تبادل الأسرى، ووقف تصعيد محتمل بين لبنان و"إسرائيل" وينسى الأميركون الـ 90 دقيقة من العار التي تعرّض لها صاحب البيت الأبيض في المناظرة الأولى مع ترامب؟ لكن صراعات الشرق الأوسط لها منطقها الخاص، ومؤخّراً لم تتطوّر وفق السيناريو الأميركي على الإطلاق.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.