"هآرتس": نتنياهو وعد بالأمن وجلب جهنم.. عليه الاستقالة

محلل الشؤون الاقتصادية في صحيفة "هآرتس" نحميا شترسلر، يدعو رئيس حكومة الاحتلال إلى الاستقالة، ويقول إنّه ضعيف وغير قادر على تحمل الضغط الذي تعيشه "إسرائيل" اليوم.

  • "هآرتس": إذا تفاقم الوضع في "إسرائيل" فسيكون نتنياهو وسارة أول من يفرّان إلى الخارج

محلل الشؤون الاقتصادية في صحيفة "هآرتس"، نحميا شترسلر، يدعو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الاستقالة، ويحمّله مسؤولية عملية المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

أدناه النص منقولاً إلى العربية:

بنيامين نتنياهو في دوار، إنّه مذعور، ولا يؤدي وظائفه، لكن السبب ليس الإخفاق الرهيب الذي حدث من خلال خطأه، ولا حتى بسبب عدد القتلى الإسرائيليين، بل بسبب الذعر الذي يشعر فيه، والضغط الذي يُمارس عليه للاستقالة الآن.

يقول البعض إن استقالة نتنياهو الآن أمر "غير عملي"، لكن أقول إنّه عملي. نتنياهو جبان، وغير قادر على تحمل ضغوط. رجل ضعيف، ورقة في مهب الريح، وهذا هو بالضبط النوع الذي لن يتحمل الضغط الهائل من جميع الاتجاهات.

من شدة الضغوطات فقد نتنياهو صوابه في ليلة السبت - الأحد، وتجاوز خطاً أحمر وهّاجاً عندما اتهم في تغريدة حقيرة قادة "الجيش" الإسرائيلي والشاباك بالإخفاق. إنهم يصلون ليلهم بنهارهم في مجهود حمايته وحمايتنا، وهو يجلس في منتصف الليل، ويأخذ سيجاراً، وبدلاً من التشاور بشأن المجريات التالية للحرب، يتناقش مع مجموعة البردوغيم (نسبةً لمستشاره بردوغو)، ومع سارة والمتبطل (ابنه يائير) من ميامي (عبر الهاتف)، حول صياغة تغريدة مقززة من شأنها أن تشوّه وجه قادة المعركة، من أجل إسقاط المسؤولية عن نفسه. هذا جنون.

وهكذا أثبت نتنياهو مرة أخرى أنه ليس لديه حدود، وليس لديه ذرة أخلاق. إنّه أحقر رجل في تاريخ الشعب اليهودي، الذي تجرأ على غرز سكين في ظهر قادة "الجيش" الإسرائيلي والشاباك في خضم حرب. هذا كافٍ لعزله.

التغريدة المقززة دفعت "معتدلاً" مثل بيني غانتس إلى إصدار بيان حاد وغير عادي: "في أوقات حرب، يجب على القيادة إظهار مسؤولية ودعم القوات.. على رئيس الحكومة التراجع عن كلامه والتوقف عن تناول الموضوع".

نتنياهو الضعيف، غير القادر على الثبات على موقفه، أُصيب بالذعر وحذف التغريدة. وفي وقت لاحق اضطر أيضاً للاعتذار. وهكذا ذكّرنا بابنه يائير المتخصص في كتابة تغريدات مضطربة وحذفها بعد ذلك.

لطالما اتهمت أبواق نتنياهو قادة المؤسسة الأمنية بسبب تقديرهم الخاطئ حيال حماس. لكنها تنسى الإشارة إلى أن نتنياهو هو المخترع الأول للتصوّر الخاطئ بأن حماس مردوعة ولا تسعى إلى التصعيد. حتى أنه تم تحذيره عدة مرات من النوايا الحقيقية للمنظمة.

في سنة 2016، تلقى وثيقة مفصّلة من وزير الأمن أفيغدور ليبرمان مع خطة حماس لعملية قاتلة بالقرب من غزة، لكنّه لم يفعل شيئاً بها. كما تجاهل الخطة التي قدمها له قادة الشاباك من أجل "عملية قطع رأس" (قادة حماس). لم يلمس الخطط لأن استراتيجيته هي "عدم القيام بأي شيء".

حتى أنّه تجاهل التحذير المصري الذي أتى قرابة بدء الحرب. بدل "إسقاط حماس"، حرص على حصول المنظمة على المزيد والمزيد من الأموال، التي كانت تستخدم في الواقع لشراء جيبات وبنادق كلاشينكوف ذبحتنا بها. يا له من قصر نظر لشخص وعد بالأمن وجلب جهنم.

في المؤتمر الصحفي مساء السبت الماضي، رفض نتنياهو تحمّل مسؤولية. لكن من عليه تحمّلها؟ بعد كل شيء، مسؤوليته بديهية. لديه مسؤولية شخصية بسبب تصوّره الخاطئ، وكذلك المسؤولية الوزارية العليا. إذ أنّه هو من قال إنّه من السخف السماح لقبطان تيتانيك بالإبحار بسفينة أخرى، وهو القبطان. لذلك، ليست هناك حاجة إلى أي لجنة تحقيق. كل لجنة سوف تخدمه فقط لغرض التأجيل والتمييع. يجب أن يستقيل اليوم. وجوده يُلحق الضرر بالمجهود الحربي. أقترح استبداله بالثنائي غانتس-غالانت.

من الواضح أيضاً، أنّه إذا تفاقم الوضع في "إسرائيل"، فسيكون هو وسارة أول من يفرّان إلى الخارج. يائير يقوم بالفعل بإعداد الملجأ.

سارة قالت ذات مرة: "سننتقل إلى الخارج وليحترق هذا البلد. "إسرائيل" من دون نتنياهو لن تصمد. الناس هنا سيذبحون". صحيح، 1400 شخص قتلوا وأُحرقت "إسرائيل". ولكن لتعلم سارة، أنّ هذا حدث خلال تولّي نتنياهو القيادة، وفي ظل مسؤوليته.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.