"حاج قاسم" يدخل المعركة بين إيران والاحتلال... الميزات والدلالات!

دلالات عديدية يحملها دخول الصاروخ الذي "صٌنِع لضرب إسرائيل" إلى المعركة القائمة بين إيران وكيان الاحتلال اليوم. صاروخ "حاج قاسم" يصبح جزءاً من معادلة القتال اليوم، مع ما يحمله من أهمية لا تبدأ بدلالات اسمه ولا تنتهي بمميزاته الهامة.

  • "حاج قاسم" يدخل المعركة بين إيران والاحتلال... الميزات والدلالات!

أعلنت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، مساء السبت 14 حزيران/يونيو 2025، استخدام حرس الثورة في إيران صاروخ "حاج قاسم"، البالستي التكتيكي الموجّه، في القصف الإيراني الذي استهدف "إسرائيل" رداً على الحرب التي تشنّها على إيران.

وجاء هذا الإعلان في إطار تصعيد العمل العسكري الإيراني في مواجهة كيان الاحتلال، في واحدة من أكثر لحظات المواجهة حساسية وخطورة بين الجمهورية الإسلامية و"إسرائيل".

ويحمل الإعلان عن دخول صاروخ "حاج قاسم" على خط النار دلالات عسكرية، نظراً لتطوّره النوعي والكمي، وأخرى رمزية مرتبطة باسمه والهدف من تصنيعه والدور المنوط به في المعركة.

فما هو هذا الصاروخ؟ وما هي أهم دلالات الإعلان عن استخدامه على كلا المستويين المذكورين؟

صاروخ "حاج قاسم": مميزات عددية وتكتيكية

صاروخ "حاج قاسم"، نسبة للقائد السابق لقوة "القدس" في حرس الثورة الجنرال الشهيد قاسم سليماني، هو الجيل الأحدث من صواريخ "فاتح 110"، وأحد أكثر الصواريخ تطوراً في الترسانة الإيرانية من حيث المدى والدقة والمرونة التشغيلية.

جرى الكشف عن هذا الصاروخ البالستي للمرة الأولى في 30 آب/أغسطس 2019، وهو من إنتاج منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.

يصل مدى الصاروخ إلى 1400 كيلومتر، مع إمكانية تمديده إلى ما بين 1700 و1800 كيلومتر، ما يجعله من بين أطول الصواريخ الإيرانية مدىً بعد صواريخ "ذو الفقار" و"دزفول".

يعتمد صاروخ "حاج قاسم" على الوقود الصلب، ما يمنحه جاهزية عالية للإطلاق وسرعة استجابة ميدانية، فضلاً عن استقرار أكبر أثناء التحليق.

يبلغ طول الصاروخ 11 متراً، بوزن إجمالي يناهز 7 أطنان، ويتألف من 8 كتل إنشائية. أما الرأس الحربي، فيزن 500 كيلوغرام وهو قابل للفصل، ما يتيح للصاروخ أن ينفصل عن جسمه خلال الطيران ويعزّز دقته في إصابة الأهداف، والتي يُقال إنها تقل عن 10 أمتار.

من الناحية التقنية، يتميّز الصاروخ بسرعة خارقة تصل إلى 12 ماخ عند دخول الغلاف الجوي، وتقدَّر سرعته عند لحظة إصابة الهدف بنحو 5 إلى 6 ماخ، وهي سرعة تُمكّنه من تجاوز غالبية أنظمة الدفاع الجوي. كما أنه مزوّد بأنظمة توجيه حراري متقدّمة، تجعله قادراً على المناورة وتغيير المسار أثناء الطيران، ما يصعّب على الرادارات رصده أو اعتراضه.

تكتيكياً، صُمّم هذا الصاروخ ليكون "متحركاً وقابلاً للإطلاق التكتيكي"، ما يعني إمكانية نقله وإخفائه بسهولة، ثم نشره بسرعة من دون الحاجة إلى منصات إطلاق معقدة أو زمن تحضير طويل. وتُظهر عوارض التثبيت في مؤخرته، إلى جانب الرأس الحربي القابل للفصل المزوّد بحزم تحكّم بقطر أصغر من جسم الصاروخ، أنه خضع لتطويرات هندسية دقيقة تضمن الأداء العالي والدقة في التنفيذ.

ولا يُعتبر صاروخ "حاج قاسم" تجسيداً للتطور التكنولوجي العسكري الإيراني فقط، بل هو أيضاً رسالة استراتيجية، تؤكّد أن لدى طهران القدرة على توجيه ضربات دقيقة وعميقة المدى إذا اقتضى الأمر.

اقرأ أيضاً: إيران: صاروخ "الحاج قاسم" خصّص لضرب "إسرائيل"

"حاج قاسم" يضرب "تل أبيب"... أي دلالات؟

استخدمت إيران صاروخ "حاج قاسم" البالستي في ردّها الصاروخي الأخير على العدوان الإسرائيلي، ما عُدّ إعلاناً صريحاً عن دخول مرحلة جديدة من قواعد الاشتباك، عنوانها: الضرب في العمق، والدقة العالية، والردع المعلن.

وقد سبق أن أوضح المتحدّث باسم وزارة الدفاع الإيرانية أن هذا الصاروخ ينتمي إلى فئة ما وصفه بـ"الصواريخ المخصّصة لضرب إسرائيل"، وهو تصنيف رسمي نادر في الخطاب العسكري الإيراني، ما يعكس وضوحاً في الرؤية القتالية، وتركيزاً استراتيجياً على طبيعة التهديد الآتي من الكيان الصهيوني.

وقال المتحدّث في تصريح سابق: "نعلن رسمياً أن لدينا صواريخ لضرب إسرائيل، وصاروخ حاج قاسم أحدها".

ويُعتبَر صاروخ "حاج قاسم" أول صاروخ بالستي إيراني يعمل بالوقود الصلب ويجمع بين المدى البعيد (1400 كيلومتر) والقدرة العالية على المناورة، ما يجعله قادراً على إصابة أي نقطة في الأراضي المحتلة، حتى عند إطلاقه من عمق الأراضي الإيرانية. 

كما أن قابلية هذا الصاروخ للإطلاق من وسط البلاد لا تعني فقط توسيع مساحة الانتشار العملياتي، بل تعني عملياً تقليل فرص رصده قبل الإطلاق، ما يربك أنظمة الرصد والإنذار المبكر لدى جيش الاحتلال. وعقب الإطلاق، يعمل الرأس الحربي القابل للفصل – بسرعته الهائلة وانعكاسه الراداري العالي – على تضليل منظومات الدفاع الصاروخي، ويزيد من احتمالات اختراقها بنجاح.

من الواضخ أن هذا الصاروخ صُنِع ليتحدى منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المختلفة، سواء الأميركية منها، أم تلك التي تقوم "تل أبيب" بتصنيعها بنفسها.

أما الرسالة السياسية والعسكرية الأوضح، فهي أن إيران لم تعد تتعامل مع سيناريو ضرب "نقاط محدّدة" داخل الأراضي المحتلة، بل باتت تلوّح بقدرتها الفعلية على ضرب كامل جغرافيا الكيان، من دون حاجة للتموضع قرب الحدود أو الاعتماد على منصات مكشوفة. 

اقرأ أيضاً: هجوم إيراني بالصواريخ والمسيّرات يضرب عمق الاحتلال: قتلى وأكثر من 200 إصابة ودمار هائل

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك