كيريل دريفوس... شاب آمن بنفسه فغيّر مصير سندرلاند
كيريل دريفوس يثبت أنّ العمر ليس عائقاً، ويقود سندرلاند من القسم الثالث إلى التألّق في البريميرليغ خلال أربع سنوات.
-
تولّى كيريل دريفوس رئاسة سندرلاند عام 2021 (غيتي إمجيز)
في شباط/فبراير 2021، وبينما كانت أندية إنكلترا تبحث عن مستثمرين كبار بأسماء لامعة، تقدّم شاب سويسري-فرنسي عمره 23 عاماً فقط بعرض لشراء نادي سندرلاند، أحد أعرق الأندية الإنكليزية، والذي كان وقتها غارقاً في القسم الثالث.
العرض بدا غريباً، بل مثيراً للسخرية في نظر البعض: كيف لشاب أصغر من لاعبي الفريق أن يقود مؤسسة بهذا الحجم؟ لكن كيريل لويس دريفوس لم يكن يبحث عن إعجاب أحد، بل كان يؤمن بنفسه، وبمشروعه، وبأنّ كرة القدم ليست مجرّد استثمار مالي، بل إعادة بناء لهوية كاملة.
منذ اليوم الأول، لم يتعامل دريفوس مع سندرلاند كصفقة، بل كمشروع طويل الأمد. لم يَعِد بالصعود السريع، بل بالاستقرار أولاً.
في موسمه الأول، وبعد ثلاث سنوات من الفشل، صعد الفريق إلى التشامبيون شيب عبر ملحق الصعود. في موسمه الثاني، خاض البلاي أوفس، واقترب من العودة إلى البريميرليغ، لكنه سقط في نصف النهائي.
وفي موسمه الثالث، اتخذ قراراً جريئاً بإقالة المدرب توني موبراي، رغم أنه أوصل الفريق إلى تلك المرحلة، وعيّن مايكل بيل، ثم ريجيس لو بري، الذي قاد الفريق في نهاية الموسم إلى الصعود المنتظر.
وكان لافتاً أنّ معدّل أعمار الفريق عند الصعود كان 23.9 سنة، الأصغر بين الصاعدين الثلاثة، ما يعكس فلسفة دريفوس في الاستثمار بالمواهب لا بالأسماء. لم يركض خلف النجوم، بل بنى فريقاً شاباً جائعاً، يعرف كيف يلعب كرة قدم حديثة، ويؤمن بمشروعه كما آمن هو بنفسه.
في نيسان/أبريل 2025، وقبل نهاية الموسم بأسابيع، نقلت تقارير صحافية عن دريفوس قوله أنه: "إذا صعدنا للبريميرليغ، سأحطّم الأرقام القياسية في سوق الانتقالات".
لم تكن مجرّد دعاية. ففي صيف واحد، أبرم النادي 15 صفقة مدروسة، لم تكن صاخبة إعلامياً، لكنها غيّرت شكل الفريق. واليوم، سندرلاند لا يكتفي بالبقاء، بل ينافس. انتصر على وولفرهامبتون، وأسقط نوتينغهام، وهزم تشيلسي في ستامفورد بريدج. فريق كان قبل أربع سنوات في القسم الثالث، بات اليوم في المركز الرابع في البريميرليغ على بُعد 5 نقاط فقط من أرسنال المتصدّر.
قصة كيريل دريفوس ليست فقط عن كرة القدم، بل عن الإيمان بالنفس. عن شاب لم ينتظر أن "يكبر" ليُثبت نفسه، بل بدأ من حيث يعتقد الآخرون أن عليه أن يتوقّف. لم يكن يملك خبرة، لكنه امتلك رؤية. لم يكن يملك سنوات، لكنه امتلك شجاعة اتخاذ القرار. لم يرضَ بأن يكون مجرّد مالك، بل قائد مشروع.
فهل يقود دريفوس الفريق الذي آمن به إلى لقب البريميرليغ؟