بعد "الذئب".. الفلسطينيون ينتزعون "مخالب النمر"!

فخر الصناعة الاسرائيلية الآلية القتالية بعد "الميركافا" المصفحة، "نمر" المفضلة عند جيش العدو كانت هدفاً لدروع الفلسطينيين في جنين وغزة، فما هي مواصفات هذه المركبة؟ وما هي نقاط الضعف في تصميمها؟

  • انتزاع مخالب
     المدرعة التي أضحت  "مقبرة" في غزة وجنين! (غرافيك: إسماعيل آغا)

نزل خبر مقتل جنود إسرائيليين كالصاعقة على الإعلام والشارع الإسرائيليين في غزة في تلك الليلة، بعد أن اتضح أن القتلى كانوا بداخل ناقلة الجند الأسطورية من طراز "النمر"، والتي صُمِّمت على أساس هيكل الدبابة الأكثر فتكاً لدى "الجيش" الإسرائيلي من طراز "ميركافا".

وتركت الكارثة علامات استفهام بشأن مستقبل وسمعة تلك المدرعة التي أنفقت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ملايين الدولارات على تطويرها على امتداد سنوات طويلة.

وليل أمس الخميس، أعلنت كتائب "شهداء الأقصى"، تفجير عبوة ناسفة بآلية من نوع "نمر" في محيط مخيم جنين، بعدما سطّرت ودشنّت ملحمة إسقاط هذه الأسطورة للمدرعة في جنين لأول مرة في حزيران/ يونيو الماضي.

لقد أصبحت مدرعة "بانثر النمر"  التي يستخدمها جيش الاحتلال في العملية البرية في غزة – "مقبرة لجنود النخبة" في وحدتي "سييرت" و"غولاني".  كما وصف المشهد الكاتب موقع "والاه" الإسرائيلي أودي عتسيون.

مدرعة ولدت من رحم يومٍ قاسٍ!

 وتشير الصحافة الإسرائيلية إلى أن فكرة صناعة ناقلة الجند المدرعة "نمر"، ولدت من رحم يوم قاسٍ وصفه موقع "والا" بأنه الأصعب بالنسبة لجيش الاحتلال.
 
ففي يوم 12 أيار/ مايو من عام 2004، وبينما كان جيش الاحتلال يبحث عن رفات 6 من جنوده قتلوا بعد استهداف المقاومة الفلسطينية لناقلة جند مدرعة من طراز "إم 113″، تمكّن مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إصابة ناقلة جند مدرعة أخرى من طراز "كيو إم 113" كانت محملة بالمتفجرات.
 
وقُتل جنود الاحتلال الـ 5 الذين كانوا على متنها، كما عززت صورة نشرت لبعض جنود الاحتلال وهم يزحفون بالقرب من المدرعة المشتعلة بحثاً عن رفات زملائهم، الجدل حول جدوى وجود الاحتلال في غزة، كما جدد النقاش وقتها حول خطة فك الارتباط مع القطاع. 

اقرأ أيضاً: المقاومة تستهدف الحشود العسكرية الإسرائيلية وتُجهز على جنود للاحتلال في غزة

وعليه، أدرك جيش الاحتلال الحاجة لناقلة جنود بديلة عن "إم 113"، التي لم تفلح خطط تطويرها في توفير حماية أفضل لجنود الاحتلال.

وأشار الكاتب إلى أن هذه المدرعة المصفحة كانت من المفترض أن تكون ناقلة الجنود القتالية المتقدمة التي ينتظرها الجيش الإسرائيلي منذ عقود، (بوشر بتصميمها عام 2007) حيث بدأ جيش الاحتلال باستخدامها بعد تعديلات متعددة عام 2021، وأشرفت شركة "أوشكوش" الأميركية على تصميمها وتطويرها في "إسرائيل".

مواصفات متقدمة: لا حريق!

يبلغ وزنها الإجمالي 10 أطنان على الأقل، وتعتبر أشبه بمقصورة قتالية واسعة، حيث يمكن لـ 12 إلى 14 جندياً الجلوس بشكلٍ مريح داخلها على مقاعد مبطنة، فضلاً عن 6 جرحى في وضعية الاستلقاء.

كما تتضمن المقصورة الأمامية نظام تكييف وتدفئة متطور، ونوافذ واسعة مع خطّ رؤية مباشر ومثالي لرؤية خارجية، فضلاً عن فتحات زاوية، وقضبان حماية حجرية، لصد التهديدات.

وتم دهان المركبة من الخارج والداخل بمواد خاصة للعزل الحراري ومن أجل الحفاظ على درجة الحرارة وتثبيط اللهب وإطفاء الحرائق، بما يمنع دخول الحريق إليها.

فعلى سبيل المثال، عند إلقاء زجاجة مولوتوف على المركبة لن تتأثر أبداً باللهيب.

مواصفات ناقلات الجند “النمر” الإسرائيلية:

-المحرك: محرك ديزل بقوة 900 حصان، وهو ما يعادل قوة الدبابات.
-الوزن: 10 أطنان.
-الحمولة: قادرة على حمل 14 جنديًاً، بالإضافة إلى حمل 2-6 جنود مصابين.
-السرعة: تصل سرعتها القصوى إلى نحو 70 كيلومتر في الساعة.
-التسليح: مزودة بكاميرات مراقبة، ومكيفات هوائية، وفتحات تستخدم للقنص، وكمية كافية من الذخيرة كما تشمل أسلحة رشاشة مثبتة.

كما أن ألواح الحماية مصممة لامتصاص طلقات الأسلحة الخفيفة مثل الرشاشات التي يصل عيارها إلى 7.62 ملم وربما .50 أيضًا.

وتبلغ سرعة المدرعة حوالى 55-60 كم/ساعة لأسباب تتعلق بالسلامة، بحسب موقع «آرمي ريكوجنشن» الأميركي.

كما زُوِّدت بنظام "سترة الريح" الدفاعي الذي طورته شركة "رفائيل للصناعات العسكرية" أسوة بالدبابة "ميركافا-4".

"نمر" مكان "الذئب"!

حلّت مدرعة "النمر" – بتكلفة إنتاج تصل إلى حوالى 320 ألف دولار، مكان مركبة الذئب "وولف" التي استخدمها الجيش الإسرائيلي طيلة الـ 15 عاماً الماضية.

وبعد تصنيعها نجحت المركبة في تجاوز العقبات والممرات المائية الوعرة حتى أن عجلاتها تنفخ تلقائياً عند تلفها، ولعل أبرز نقاط ضعف هذه المركبة هو حساسيتها أمام الصواريخ المضادة للدروع.

اقرأ أيضاً: ملخص ميدان المعركة البرية في غزة.. دبابات الاحتلال تحترق وقادته ينعون نخبة جنودهم

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف، بمقتل 12 جندياً وإصابة عدد آخر من لواء "جفعاتي"، إثر تعرض عربتهم للقصف بصاروخ مضاد أطلقه القسام، خلال المعارك التي دارت شمالي قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة في مقطع فيديو بثته الكتائب : إن ناقلة النمر التي تغنى بها العدو أنها الأكثر تحصينًا وكفاءة في العالم ها هي تسقط في أول اختبار لها أمام قذائفنا وعبواتنا وبأس مجاهدينا، وخياراتنا الدفاعية متعددة وسنفاجئ العدو في كل خطوة يتقدمها".

وقال لجمهور العدو "إن قياداتكم التي كذبت عليكم بحصانة فرقة غزة، وبأننا لا نستطيع مهاجمة قواتكم لسنوات طويلة، وكذبت عليكم في ملف الأسرى وقتلت أبنائكم بالطائرات داخل غزة، وقررت أن تعيد العشرات منهم لكم بالتوابيت، وكذبت عليكم اليوم في أعداد القتلى في الجنود بغزة، ونحن نؤكد أن أعداد القتلى أكبر بكثير مما تعلنه قياداتكم، وترقبوا المزيد من جنودكم عائدين في أكياس سوداء".

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الناقلة من المقاومة الفلسطينية، حيث سطّرت جنين ملحمة بإسقاط هذه الأسطورة للمدرعة التي كانت توصف بأنها "فخر الصناعة الإسرائيلية والأولى في الأداء عامياً بالنسبة لفئتها.

اقرأ أيضاً: المقاومة تتصدى لاقتحامات الاحتلال في جنين: تفجير عبوة بناقلة جند إسرائيلية

ففي يونيو 2023 لانفجار عبوة ناسفة تزن 40 كيلو غرام زرعها مقاومون، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين، ما أسفر عن إصابة 7 جنود إسرائيليين بجراح مختلفة، حسب اعترافات العدو الإسرائيلي.

 

 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.