بعد الإخفاقات الإسرائيلية المتعدّدة يأتي الـ "الهدهد" وما بعده!

العدو الصهيوني، يسير من إخفاق إلى إخفاق، ويبدو أننا سنشهد هزيمة مدوية، بعد هزيمة 7 أكتوبر 2023، ولن يستطيع "جيش العدو الصهيوني" أن يقوم بتوسيع الحرب في "الجبهة الشمالية".

  • ماذا بعد
    ماذا بعد "الهدهد"؟

في خطاب منذ سنوات، ذكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه يعرف ما يحتويه ميناء حيفا أكثر من ميناء بيروت، وقد يكون في هذا إشارة إلى أن ما كشف عنه بالأمس عن رحلة "الهدهد" هو قديم وليس بجديد، وهذا يعني بالتحليل أن هناك تحديثات جديدة سيتمّ الكشف عنها تباعاً في "الهدهد 2" وربما "الهدهد 3".

بعد كشف المقاومة الإسلامية عن "بنك أهداف" في فلسطين المحتلة، عبر ما حملته طائرة "الهدهد" في الحلقة الأولى، من صور عالية الدقة لمجموعة أهداف حسّاسة "مصانع الأسلحة والتكنولوجيا" وميناء حيفا ومخازن الأمونيا ومنطقة "الكريوت" والتي تحتوي على 260 ألف مستوطن، جُلّهم يعمل في "الميناء" والمصانع الآنفة الذكر ومنظومات الدفاعات الجوية، وأماكن وجود البارجات الحربية من فئة "ساعر 4.5 و 5 و6"، بالإضافة إلى أماكن صيانة السفن والغوّاصات الحربية، والأبراج الشاهقة ومخازن الوقود وشركات الكهرباء والمطار... إلخ، بات من الواضح أن المقاومة الإسلامية في لبنان وضعت "إسرائيل" في مرمى نيران صواريخها الدقيقة والثقيلة.

الفيديو يتضمّن 4 أنواع من الأهداف المحتملة في حال وقوع الحرب:

1 - مجمّع الصناعات العسكرية وقاعدة حيفا العسكرية.

2 – منطقة الكريوت وهي منطقة مدنية فيها 260 ألف مستوطن يعملون في ميناء حيفا وشركات الصناعات الإلكترونية الـ Hi Tec.

3 – ميناء حيفا ومنشآتها الحيوية.

4 – أماكن عسكرية تحتوي على القبب الحديدة ومقلاع داوود وأجهزة الرصد المبكر.

ويبدو أن توقيت الإفصاح عن هذه الرسالة، جاء قبل يوم واحد من الخطاب المتوقّع للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في ذكرى أسبوع على استشهاد قائد وحدة "نصر" في المقاومة الإسلامية الشهيد طالب سامي عبد الله (أبو طالب)، وبعد وصول المبعوث الأميركي لرئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن، والذي على ما يبدو لم يأتِ بشيء جديد سوى ما أفصحت عنه وسائل الإعلام الصهيونية، من أنّ هوكستين خلص من لقاءاته مع قادة العدو بالقول "غير متفائل"، وأن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أبلغه رسالة مفادها: "إما أن يتراجع حزب الله لما بعد الليطاني أو الحرب"!

وسائل إعلام لبنانية أكدت أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكستين "يحمل معه في جولته رسالة إسرائيلية شديدة اللهجة وأكثر خطورة من الرسائل الماضية بضرورة التفاوض ووقف إطلاق النار على الحدود وإلّا فإنّ التصعيد سيصبح حتمياً".

يبدو أن "الرسالة" أرادت المقاومة إرسالها في هذا التوقيت بالذات، قبل خطاب السيّد وبعد وصول هوكستين، لتكون رادعة ولتبلغ الأميركيين قبل الإسرائيليين على حد سواء، ولتقول إن "يدنا باتت حول رقابكم" وإذا أردتم "توسعة الحرب" فنحن لها وإنّ كلّ مصانعكم ومنشآتكم العسكرية والمدنية، ستطالها صواريخنا ومسيّراتنا من الدقيقة الأولى.

فرسائل التهديد التي حملها المبعوثون الغربيون منذ بداية الحرب لغاية الآن بلغت بحسب وسائل الإعلام المحلية أكثر من 140 رسالة، والتي حملت في طياتها "إغراءات" و"تهديدات" في آن واحد، الهدف منها كان الفصل بين جبهات الإسناد عما يجري في قطاع غزة، لكنها كلّها باءت بالفشل ولم تحقّق أيّ نتيجة وما زالت المقاومة على موقفها.

أهمية ما كشفته "طائرة الهدهد"، ليس فيما حملته من صور عالية الدقة والتعريف بالمراكز الحسّاسة والخطيرة لدى الكيان الصهيوني وحسب، بل كشفت أنّ المقاومة تستطيع أن تدخل إلى سماء الكيان الصهيوني المؤقت طائرة استطلاع متطوّرة تقوم بإجراء عملية مسح شامل للكيان الصهيوني بأكمله من دون أن تكتشف من قبل أجهزة الرصد والمتابعة وكلّ ما تتشدّق به المنظومات العبرية، وهذا يدلل على أن "الجيش" الصهيوني يعاني من عجز على القيام برصد هذا النوع من الطائرات المسيّرة والتي بات حزب الله يمتلك القدرة العالية في التحكّم بها إن كان على مستوى التحكّم والسيطرة الجوية أو على الانقضاض على الأهداف العسكرية أو المدنية وقت ما تشاء. 

هذا بالإضافة الى تحديثات دقيقة عن المنشآت الحيوية. والأهمّ في هذا الكشف الخطير، أن المعلومات الاستخبارية التي رافقت المشاهد حول محتويات المباني والمصانع وأسمائها بشكل مفصّل، يدلّل على أن حزب الله باتت لديه القدرة الاستخبارية والأمنية الواسعة، إما من خلال أجهزة ترصّد وتتبّع أو من مخبرين على الأرض.

يأتي هذا الكشف، بعد سلسلة إخفاقات مُني بها "جيش" العدو الصهيوني في قطاع غزة، وخاصة بعد عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة وتحديداً في رفح، بعدما سجّلت وسائل الإعلام الصهيوني مقتل أكثر من 36 ضابطاً وجندياً في كمائن محكمة خلال الأسبوعين الماضيين، بالإضافة إلى العمليات النوعية التي قامت بها المقاومة الإسلامية في لبنان والتي عبّرت عنها وسائل الإعلام الصهيونية بعناوين مختلفة أبرزها: "الشمال يحترق". 

ووفقاً لأعضاء بلديات الشمال المحتل: "أصبحت المنطقة حقل رماية بكل ما للكلمة من معنى".. فما فعله حزب الله في الشمال الفلسطيني المحتل حوّل المنطقة إلى مساحات خوف وقلق ورعب، وكلّ المستوطنين أو معظمهم غادروا إلى الوسط، وهناك شريان نازف على المستوى الاقتصادي". وكما يقول بعض المستوطنين الذين صرّحوا للإعلام فإنّ الشمال يحترق.. إنه الجنون.. والحكومة عاجزة عن اتخاذ القرار.. و"جيش" الاحتلال غير قادر على الحماية.

لم تستطع "إسرائيل" ومعها أميركا والغرب إحراز أي صورة نصر في قطاع غزة بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر منذ عملية 7 أكتوبر 2023 ولغاية الآن بالرغم من كلّ المجازر والتدمير والإبادة.

في إحدى المقابلات أكّد اللّواء احتياط في "الجيش" الإسرائيلي إسحاق بريك، أنّ "أيّ قرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمهاجمة "حزب الله"، سيجلب محرقةً على إسرائيل"، مشيراً إلى أنّ "الحرب في قطاع غزة فقدت غايتها، وهي مستمرّة فقط من أجل مصلحة نتنياهو".

الخلاصة: أن العدو الصهيوني، يسير من إخفاق إلى إخفاق، ويبدو أننا سنشهد هزيمة مدوية، بعد هزيمة 7 أكتوبر 2023، ولن يستطيع "جيش العدو الصهيوني" أن يقوم بتوسيع الحرب في "الجبهة الشمالية"، فما كشفته المقاومة الإسلامية في لبنان، وبحسب الخبراء العسكريين الصهاينة والمحليين، لا يمثّل سوى 20% مما يملكه من صواريخ وعتاد عسكري يستطيع أن يقلب المعادلات رأساً على عقب، وما شاهدناه في الفيديو من "طائرة الهدهد" يؤكد ذلك، وما سيتبعه من فيديوهات جديدة قد يكشف لنا المزيد من الأسرار التي كانت تحرّمها "إسرائيل" على وسائل الإعلام كافة، فكيف إذا ما تمّ نشر صور للمفاعلات النووية الإسرائيلية كـ "مفاعل ديمونة"، لننتظرْ ونرَ.