الميادين باللغة الإنكليزيّة.. لكسر الاحتكار

بعد احتفالها بالذكرى التاسعة لانطلاقتها، تطلق قناة الميادين موقعها الإخباري المتخصص باللغة الإنكليزية، وفي هذه المناسبة يكتب رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين، غسان بن جدو، مقالاً افتتاحياً، هذا نصه الكامل:

  • الميادين باللغة الإنكليزيّة.. لكسر الاحتكار
    الميادين باللغة الإنكليزيّة.. لكسر الاحتكار

نحن في الذكرى التاسعة لانطلاق "شبكة الميادين الإعلامية". تأخرنا في إصدار "الميادين نت" باللغة الإنكليزية. هذا هو عددنا الأول رسمياً. هو الثالث في إصداراتنا بعد اللغتين العربية والإسبانية. هو تأخّرُ قُصورٍ.. نُقِرُّ بذلك، لكنه بشفافية أيضاً تأخّرٌ متعمّد. لم يكن الأمر ضمن أولوياتنا التحريرية والسياسية والمهنية والمالية. كنا نبغي في البداية ترسيخ منظومتنا الإعلاميّة التي انطلقنا بها، من دون إثقال أنفسنا بتحديات ومهمّات قد تشتّت خططنا وتبعثر طاقاتنا.

كان همّنا الرئيسي التوجه إلى الرأي العام العربي. هل ننسى الظروف التي تأسَّست فيها "الميادين" قبل أن يتجسّد الحلم فعلاً بولادة جنيننا المياديني؟ هل ننسى أنّنا كنا في أتون صراعات عربية وإقليمية ودولية دموية تدميرية؟ هل ننسى عشرية النار؟ هل ننسى كيف كان وقودها، ولا يزال، إعلاماً انقَادَ بتجهيل وتضليل، وصار شريكاً عضوياً في القتل والخراب؟ كنا، ولا نزال، في قلب معركة الرأي العام.

حين أُطلِق موقعنا "الميادين نت" باللغة الإسبانية، كان قراراً إعلامياً استراتيجياً واعياً. نحن "الميادين" جزءٌ من عالم الجنوب من موقع الانتماء، وليس الانحياز فقط. عالم الجنوب متعدد بلغاته وثقافاته المتنوعة، لكننا نزعم أنه ذو خيارات إنسانية وآفاق استراتيجية واحدة، من أجل الحرية، وضد الهيمنة والتسلُط، فكانت "الميادين إسبانول" ابننا الثاني الطبيعي في "الأونلاين".

ليس بالترتيب التفاضلي، إنما بالترتيب الزمني، ينطلق وليدنا الثالث في "الأونلاين": "الميادين" باللغة الإنكليزية. حانت لحظة الإشعاع. هي تعبير عن مرحلة جديدة في صياغة الخطاب، وتقديم المحتوى، والحديث إلى روادنا بالإنكليزية. لهذه الزاوية الأخيرة كلام آخر في حينه.

إننا نتوجّه إلى كلّ متحدّث وقارئ بالإنكليزية أينما كان. لن نحاصر أنفسنا بتضييق دوائر الجمهور. لن نحشر أنفسنا في زاوية الاتجاه الواحد. لن نحصر أنفسنا في نفق البروباغندا الغبية والتحريض الاستعراضي. في الوقت نفسه، لن نُضيّع هُويتنا التحريرية والثقافية والسياسية باسم الانفتاح الكامل المغشوش. لن نستنزف أنفسنا في معارك مفاهيمية. لن نهدر جهودنا في الإرضاء المنافق والاسترضاء الانتهازي.

نحن واضحون في سياساتنا العامة المعلنة منذ إعلان تأسيس "الميادين". بأقلامنا وأصواتنا، سندافع عن حقنا في الإعلام الحرّ والمتعدّد. سنواجه إعلام الأحادية في العالم، ونعمل على كسر الاحتكار، ونقدم رواية مختلفة وسردية مغايرة عن أضاليل تفرض علينا. سنساهم مع الأصدقاء في الإعلام العالمي في نحتِ بيئة إعلامية سليمةٍ مهنياً، شُجاعَةٍ صحافياً، منفتحةٍ حضارياً وثقافياً، ثابتة سياسياً واستراتيجياً، أمينة على المعلومة الدقيقة والواقع كما هو.

للجميع هي "الميادين" باللغة الإنكليزية، لكنها ستركّز على الأجيال الجديدة والعقول المتجدّدة بحرفيّة ولغة عصريّة وحديثة وعلميّة، برشاقة في الشّكل والمحتوى، بمنصّات تواصل نريدها في كلّ منزل وعمل، بكلّ تفاعل إيجابي. ستكون صوتاً لأحرار العالم ومنبراً يحترم العقل بلا تحفّظ.

"الميادين" قوة بناء في محيطنا الإعلامي العربي. هي أيضاً قوة تأثير في الرأي العام. دخول اللغة الإنكليزية على خطّ "الميادين أونلاين" خطوة متواضعة هادئة، لكنها راسخة وثابتة ومتجذرة. طاقمها الشاب بقيادته الذكية، صغير السن، كبير الاندفاع من أجل الإبداع. 

ربما يدشّن هذا الموقع حقبة جديدة في مسيرة "الميادين". اليوم، موقع ومنصات... ربما غداً، ما هو أوسع.