إيران في عين العاصفة .. وحدها تواجه حلف الخراب
ما يجري الآن ليس مجرد ضربة عابرة، بل عدواناً معلناً، تقوده الآلة الصهيونية بتغطية أميركية وتواطؤ من أنظمة إقليمية اختارت أن تكون أدوات في يد العدو.
-
لماذا تُستهدف إيران؟
في لحظة تتهشم فيها الأقنعة، ويُعاد رسم خرائط الدم بالنار والفتك، تتعرض إيران لعدوان ليس كغيره. فليس ما يجري اليوم حرباً بالمعنى التقليدي، بل هو إشهارٌ فاضحٌ لوحشيةٍ دوليةٍ لم تعد تخجل من شهواتها العارية: كيان صهيوني منفلت، مدعوماً من إمبراطورية الكذب الأميركية، يطلق النار على آخر ما تبقّى من صوتٍ يعارض، من جبهةٍ تقول "لا" في وجه "نعم" المعلّبة والمباعة بالجملة في أسواق الخنوع العربي.
إيران الآن لا تواجه مجرد قنابل، بل تواجه خريطة دُبّرت بليل، وُضعت فيها علامة ( إكس )على كل من تبقى خارج بيت الطاعة. إنها الهدف النهائي لمشروع قديم – متجدد: تفكيك الإرادات، وإسكات الأصوات، وتحويل الشرق من بحرٍ مقاوم إلى مستنقع تابع، صامت، راضٍ بذلّه.
لكن إيران، كما عهدناها، لم تضع السلاح، ولم تُلقِ البوصلة، ولم تُغلق قلبها عن فلسطين، ولم تحن جبهتها أمام السادة الجدد.
العدوان الصريح... وفضيحة التحالفات
ما يجري الآن ليس مجرد ضربة عابرة، بل عدواناً معلناً، تقوده الآلة الصهيونية بتغطية أميركية وتواطؤ من أنظمة إقليمية اختارت أن تكون أدوات في يد العدو. هو تتويج لمسار طويل من الاستهداف، بدأ بالتضييق والحصار، ومر بالتحريض الإعلامي، وانتهى بالغارات في قلب إيران.
العدوان ليس نتيجة حادث، بل هو قرار استراتيجي بإخضاع من رفض أن يكون تابعاً. واهم من يظن أن المسألة تتعلق ببرنامج نووي أو حسابات أمنية. فالمطلوب هو رأس النموذج، لا ترسانة السلاح.
لماذا تُستهدف إيران؟
لأنها قالت لا، حين قال الجميع نعم.
لأنها دعمت فلسطين حين صار دعمها رجساً سياسياً.
لأنها مدّت يدها للمقاومة في غزة وبيروت وصنعاء، لا لتطويعها بل لتحصينها.
لأنها حاربت الهيمنة بالسلاح حين لزم، وبالوعي حين وجب، وبالتحالفات حين أمكن.
إيران تُستهدف لأنها لم تنحنِ، ولم تدخل أسواق التطبيع، ولم تجعل بوصلتها لا واشنطن ولا "تل أبيب"، بل القدس... كل القدس.
حين يصبح المبدأ أخطر من الصاروخ
المشكلة مع إيران ليست في قوتها، بل في معناها.
في قدرتها على أن تُبقي شعلة التمرد مشتعلة، أن تفضح زيف الصفقات، أن تبني تحالفاً من المستضعفين لا من الكراسي.
إنها الدولة التي قاومت العزلة باحترام الذات، وعبرت الحصار بكرامة، وواجهت الاختراق بصلابة.
ما يُراد اليوم هو إخضاع الإرادة، لا تحييد الخطر. المطلوب هو إسقاط النموذج، لا تقييد البرنامج.
حكمة المقاومة... وكرامة الرد
إيران، على عكس ما يروّجه الإعلام المأجور، لم تكن يوماً دولة حرب. بل سارت على نهج علي بن أبي طالب حين قال لابنه الحسن:
"لا تَدْعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ، وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ؛ فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ، وَالْبَاغِي مَصْرُوعٌ."
وهكذا فعلت إيران. لم تبدأ النار، لكنها ردّت بشرف حين فُرضت المعركة. ولم تفرّط لا في الدم، ولا في الأرض، ولا في المبدأ.
طهران ليست وحدها... بل ضمير العالم
أيها الأحرار، هذه ليست حرباً على إيران وحدها، بل على فكرة الاستقلال نفسها.
من يسكت الآن، يخُن نفسه.
من يشيطن إيران، يُبيّض وجه الجلاد.
من يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، يُبرّر الجريمة.
ادعموا إيران، لأنها جبهة تتقدم لا باسم المذهب بل باسم الكرامة.
ادعموها، لأنها واجهت الاستكبار من دون أن تتاجر بالدين، ومن دون أن تبيع حلفاءها أو تتخلى عن دماء الشهداء.
ادعموها، لأنها تقاتل اليوم عنّا جميعاً، عن كل مظلوم، عن كل مقاومة تحاصرها الخيانات، وتطعنها الفضائيات، ويخذلها العرب.
صرخة في وجه الصمت
لقد أصبحت طهران اليوم جبهة ثقافية وسياسية وأخلاقية ضد نظام عالمي مختلّ، لا يعرف منطقاً إلا المال والسلاح.
ليس من العدل أن تُترك وحدها، كما لم يكن من العدل أن يُترك مانديلا في سجنه، أو يُطارد جيفارا في الأدغال، أو تُترك غزة تواجه وحدها المجازر.
الصمت خيانة.
الحياد تواطؤ.
والمقاومة موقف... لا يحتمل التردد.
الآن... وليس غداً
ليست طهران التي تُقصف اليوم، بل معنى الكرامة في هذا الشرق الجريح. ليست الصواريخ وحدها ما يهدر الآن، بل ما تبقّى من ضمير عالمي لا يخجل من صمته. إن ترك إيران تُواجه وحدها، هو تفويضٌ معلنٌ بانتصار الغطرسة وسقوط المبدأ.
أيها الأحرار....
لا تنتظروا القنبلة القادمة لتقولوا "كان علينا أن نصرخ".
لا تتركوا شجرة المقاومة تُقتلع من جذورها ثم تبكون على أغصانها اليابسة.
من أراد أن يكون حراً في هذا العالم المُختنق، فليُعلنها الآن:
نعم لإيران التي لا تبيع الحلفاء، ولا تساوم على الدم.
نعم لإيران التي تحفظ القدس في القلب، لا في البيانات.
نعم لإيران التي تواجه بالنيابة عنّا جميعاً.
أما أولئك الذين تآمروا، أو تواطؤوا، أو صمتوا، فليعلموا أن العاصفة لن تقف عند حدود طهران.
فاليوم إيران... وغداً أنتم.