راجحة القدسي: حوار مع حواء

حتى 15 أيلول/سبتمبر الجاري، تتواصل في غاليري "الأورفلي" في العاصمة الأردنية عمّان، فعّاليات معرض التشكيلية العراقية المقيمة في كندا، راجحة القدسي، تحت عنوان "حوار مع حواء".

هكذا تواصل القدسي (1952) في معرضها الجديد حفر بصمتها في التشكيل العراقي والعربي عبر تجربة طويلة امتدت داخل العراق وخارجه. القدسي، خريجة أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد (1972)، شغلت التدريس في معهد الفنون الجميلة لأكثر من عقدين، وأسهمت في تخريج أجيال من الفنانين.

تتميّز أعمالها باستخدام الأبيض والفيروزي، وتركّز على الوجوه النسائية والطيور والمشاهد البغدادية، في مزيج يجمع واقعية المضمون ومعاصرة الشكل.

وتقول القدسي: "أرسم المرأة لأنها كائن بشري جميل، وأعود دوماً إلى بغداد لأنها موطن ذاكرتي وإلهامي".

راجحة القدسي، بوعيها الفني ورؤيتها الجمالية، تؤكد أن الفن التشكيلي ليس مجرد انعكاس للواقع، بل تعبير عن روح تتوق للسلام وذاكرة بصرية تحتفي ببغداد والمرأة والطبيعة.

في نقدها للوحة "استراحة مع الطيور"، كتبت الأكاديمية، مروة العميدي، أنّ القدسي التقطت لحظة تأمّل أنثوية هادئة، مستخدمة ألواناً دافئة وباردة وخطوطاً تعبيرية مفتوحة، حيث بدت الطيور رموزاً للحرية والسلام، فيما ترك الوجه غير مكتمل ليمنح المتلقّي مساحة للتأويل.

وتنتمي القدسي إلى "جمعية التشكيليين العراقيين"، و"رابطة التشكيليين الأردنيين"، و"الجمعية الدولية للفنون". كما نالت جوائز محلية وإقليمية، وعرضت أعمالها في عواصم عربية وأوروبية. وفي آذار/مارس 2024 كرّمتها القنصلية العراقية في مونتريال بمناسبة "يوم المرأة العالمي"، فيما استقبلها القائم بالأعمال العراقي هناك منتصف 2025، وقدّمت لوحة جسّدت فيها المرأة والطبيعة العراقية. كما أنجزت جداريات ضخمة، منها جدارية في مطار بغداد الدولي وقاعة آشور، وأخرى في مطار البصرة.

وشاركت القدسي في معارض تشكيلية منذ سبعينيات القرن الماضي، داخل العراق وخارجه، من بينها معارض في باريس، بون، ولندن، ومعارض فردية في الأردن والكويت.