"كوب 30".. الوقود الأحفوري وخارطة الطريق يعطلان مسودة ختام قمة المناخ في البرازيل

المسودة النهائية لقمة المناخ لم تعلن اليوم، بسبب خلافات الدول حول عدم تضمين عبارة مصادر الوقود الأحفوري، وخارطة الطريق، إضافةً إلى رفض الاتحاد الأوروبي للمسودة التي وصف مستواها بـ"الضعيفة".

  • "كوب 30".. الوقود الأحفوري وحريق الأمازون يُعطّلان مسوّدة ختام قمة البرازيل

دخلت المفاوضات في مؤتمر المناخ "كوب 30" في مدينة بيليم بالبرازيل مرحلة التمديد الرسمي، أمس الجمعة، وذلك بعد أسبوعين من المفاوضات غير المثمرة، وسط غياب أيّ بوادر توافق بين الدول الـ200 المشاركة والتي لا تزال مواقفها متباعدة جداً بشأن مصادر الطاقة الأحفورية.

وطرحت الرئاسة البرازيلية للمؤتمر منذ الأسبوع الماضي، مسوّدة اتفاق في اليوم الأخير لكن مع إغفال نقطة رئيسية، إذ لم تتضمّن عبارة "مصادر الطاقة الأحفورية"، فضلاً عن عدم تطرّقها إلى "خارطة الطريق" التي طالب بها ما لا يقلّ عن 80 دولة أوروبية وأميركية لاتينية وجزرية.

كذلك عطّل حريق في أجنحة قمة المناخ، إضافة إلى اعتراض الاتحاد الأوروبي ودول أخرى على المسوّدة النهائية التي خلت من الإشارة إلى الوقود الأحفوري، ختام القمة المفترض، أمس الجمعة، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة، من دون أن يُعرف متى ستُعلن المسوّدة النهائية للقمة.

ورفض الاتحاد الأوروبي المسوّدة الختامية، بسبب ما وصفه بشأن "مستواها الضعيف"، نتيجة لعدم التصدّي لمسألة التخلّص من الوقود الأحفوري، رغم موافقة أكثر من 80 دولة على مقترح البرازيل السابق (نهاية الأسبوع الأول من القمة التي انطلقت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري)، بالخفض التدريجي لاستعمال الوقود الأحفوري.

وقال الاتحاد الأوروبي إنّ "مسوّدة قمة المناخ (كوب 30) النهائية ستفشل في دعم الجهود العالمية للحدّ من غازات الاحتباس الحراري المتسبّبة في تغيّر المناخ، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة".

وصفت البرازيل قمة المناخ، بأنها "لحظة حاسمة للتعاون في مجال تغيّر المناخ"، مطالبةً الدول بمعالجة الخلاف بشأن الوقود الأحفوري، وتوجيه رسالة إلى العالم، مفادها أنّ التعاون هو أفضل وسائل المضي قدماً.

ووصفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مفاوضات القمّة بأنها "الأمر أشبه بالجدال مع الروبوتات": المفاوضون يتحدّثون عن حالة محادثات مؤتمر الأطراف الثلاثين.

رئيس قمة المناخ (كوب 30) أندريه كوريا دو لاغو، قال في الجلسة التي كان من المفترض أنها تكون ختام القمة أمس الجمعة، للمشاركين في جلسة عامّة، عقب معارضة الاتحاد الأوروبي على المسوّدة، وقبل أن يُفسح لهم المجال لمزيد من المفاوضات: "إنه لا يمكن أن تكون هذه مسوّدة تفرّقنا.. يجب أن نتوصّل إلى اتفاق فيما بيننا".

بينما حذّرت دول أخرى مشاركة في القمة من أنّ عدم التوصّل إلى أرضيّة مشتركة سيؤدّي إلى خسارة الجميع في القمة.

بدوره قال كبير المفاوضين عن بنما، خوان كارلوس مونتيري غوميز، إنّ "قمة الأمم المتحدة التي استمرت لعقود تخاطر بالتحوّل إلى عرض مُهرّج" بسبب حذف الإشارة إلى الوقود الأحفوري.

وكانت بلاده من بين 36 دولة اعترضت على اقتراح من رئيس القمة، أندريه كوريا دو لاغو، لأنه "لا يُقدّم خريطة إرشادية واضحة إلى العالم للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري، ولا يعزّز خطط مكافحة تغيّر المناخ التي قُدّمت في وقت سابق من هذا العام".

وقبل أن تتجه الدول نحو مفاوضات رفيعة المستوى خلف أبواب مغلقة، حذّر غوميز من أنّ المحادثات "على وشك الانهيار"، وبعد ساعات قليلة، وقال إنّ "الوضع لم يتغيّر كثيراً".

مطالب بتمويل الدول الفقيرة

وطالبت بعض الدول الناشئة بتخصيص المزيد من التمويل لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تغيّر المناخ، بسبب موقف الاتحاد الأوروبي من رفض المسوّدة النهائية للقمة.

ويسعى ممثّلو الدول في قمة المناخ "كوب 30"، اليوم السبت، إلى البحث عن أرضيّة مشتركة حول مجموعة من المقترحات، بما في ذلك الإشارة الصريحة إلى أسباب الاحتباس الحراري، وتشمل: حرق النفط والغاز والفحم، في المسوّدة الختامية.

وأشارت المراقبة المخضرمة وكبيرة المفاوضين الألمان السابقين بشأن المناخ جينيفر مورغان، في وقت متأخر من أمس الجمعة، إلى أنه "من المتوقّع أن تكون هناك حاجة إلى نصّ آخر"، مضيفةً: "أعتقد أنّ هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به".

وكان حريق قد اندلع الخميس الماضي، وانتشر لمدة قصيرة في أجنحة القمة مدينة بيليم على حافة الأمازون، ورغم أنه لم يُصب أحد بأذى خطير، لكنّ الحريق أدّى إلى ضياع يوم عمل كامل.

اقرأ أيضاً: قمة المناخ: استمرار الخلافات بشأن تمويل الأضرار التي تتكبدها الدول الفقيرة

اخترنا لك