أمل جديد لمرضى أصعب أنواع السرطان

رغم أنّ هناك بعض أنواع صعبة من السرطان تغير من هويتها للاحتيال على العلاج الذي يستهدفها، علماء يتمكنون من الكشف عن نقاط ضعف لهذه الخلايا السرطانية مما يمهّد الطريق للعلاج.. ما التفاصيل؟

  •  هناك بعض أنواع السرطانات تغير من هويتها للاحتيال على العلاج الذي يستهدفها
    هناك بعض أنواع السرطانات تغير من هويتها للاحتيال على العلاج الذي يستهدفها

كشفت أبحاث حديثة قدرة بعض السرطانات على تغيير هويتها للتهرب من العلاج، مما يصعّب استهدافها، فيما يحدد العلماء نقاط ضعف خلوية جديدة قد تفتح الباب أمام تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية في مواجهة هذه الأمراض الفتاكة.

على الرغم من التوصل إلى علاجات لمختلف أنواع السرطانات إلا أنه ما زال بعضها صعب العلاج، حيث أنّ هناك بعض أنواع السرطانات تغير من هويتها للاحتيال على العلاج الذي يستهدفها.

تتصرف بعض أنواع السرطانات بطريقة غير متوقعة لتشبه خلايا الجسم الأخرى، وبالتالي قد لا يتمكن العلاج التقليدي من الوصول إليها والقضاء عليها، وبأحسن الأحوال يكون العلاج غير فعّال.

وفي هذا السياق، يقول البروفيسور كريستوفر فاكوك من مختبر كولد سبرينغ هاربور (CSHL) في نيويورك: "تُعرف الأورام بتنوعها الخلوي". في بعض الحالات، يساعد هذا التحول في الهوية السرطانية على تجنّب العلاجات المصممة للقضاء عليها.

التصدي لأصعب السرطانات بات ممكناً

تمكّن علماء في مختبر "كولد سبرينغ هاربور" من الكشف عن نقاط ضعف الخلايا السرطانية والاحتيال عليها مما يمهّد الطريق للعلاج.

وفي بحث جديد نُشر في مجلة "نيتشر كوميونيكايشنش" Nature Communications حدد علماء المختبر بروتيناً يمكنه تحديد ما إذا كانت خلايا سرطان البنكرياس ستحتفظ بمظهرها التقليدي أو ستبدأ في تبني سمات مشابهة لخلايا الجلد.

وفي دراسة أخرى نُشرت نتائجها في مجلة "سيل ريبورتس" Cell Reports رسم الفريق البحثي خريطة للبنية البلورية لمجموعة أخرى من البروتينات الأساسية في سرطان الرئة ذي الخلايا الخُصْبية الصغيرة وسريعة الانتشار.

اقرأ أيضاً: الأطعمة فائقة المعالجة تعزز نمو الزوائد المعوية الممهّدة لسرطان القولون

اكتشاف واعد يبعث الأمل للشفاء من أصعب نوع من السرطان

هذان الاكتشافان سيمكّنان الأطباء من فهم كيفية إعادة برمجة الأورام لنفسها من ناحية، ويساعد في تطوير علاجات متخصصة للغاية تناسب هذه الأنواع من السرطانات حصراً من ناحية أخرى بحسب مجلة "ساينس ديلي" Science Daily.

يصف فاكوك هذا التطور بأنه "نقطة تحوّل في علاج بعض أنواع السرطانات"، وبالتعاون مع ليمور جوشوا-تور، مدير الأبحاث في مختبر (CSHL) اكتشف الباحثان اكتشافاً قد يؤدي في النهاية إلى علاج وراثي قادر على وقف نمو السرطان.

يأمل العلماء أن يكون هذا العلاج على غرار العلاجات الهرمونية المستخدمة حالياً لسرطاني الثدي والبروستاتا، التي كان يصعب السيطرة عليها في السابق، ولكن يتطلب ذلك المزيد من البحث والدراسة.

وما زال الباحثون اليوم يجرون تجارب على أدوية وعلاجات على فئران التجارب، تعمل على استهداف الخلايا السرطانية من دون إحداث ضرر بباقي خلايا الجسم.

وفي التجارب التي اُجريت على الفئران المصابة بسرطان البنكرياس وسرطان الرئة لم يجد العلماء أي علامات على السمية أو الضرر للأعضاء الرئيسية في أجسامها.

وعلى هذه النتائج الواعدة علّق فاكوك قائلاً: "إننا نرفع معايير الدقة فيما يتعلق بأهداف وعلاجات السرطان الجديدة"، آملاً أن يتم تطوير علاجات أكثر دقة وفعالية في السنوات القادمة.

اقرأ أيضاً: ما هي أنواع السرطان الوراثية؟